ريما الجغبير تناقش وسائل الفخر في خطاب الملك عبدالله الثاني أمام البرلمان الأوروبي

مدار الساعة – كتبت: ريما باسم الجغبير / باحثه في الدراسات الاستراتيجيه والشأن السياسي – الأردن في قلب أوروبا… فخر الخطاب ووضوح الرؤيةفي كل مرة يتحدث فيها جلالة الملك عبدالله الثاني على منبر دولي، نشعر كأردنيين أن صوتنا يصل، وقيمنا تُعبّر عنها قيادة تعرف كيف تحاور العالم بثبات وكرامة. أما خطاب جلالته الأخير أمام البرلمان الأوروبي، فقد تجاوز التوقعات، ولامس بوضوح قضايا محورية تهمّ البشرية، وليس فقط المنطقة.لقد كان خطاب الملك اليوم شهادة صريحة على أن الأردن، رغم موارده المحدودة، يحمل رسالة عظيمة في الدفاع عن الحق، وفي تقديم نموذج لقيادة تتكلم بضمير العالم، لا بمصالح ضيقة.مصادر الفخر في خطاب جلالته:القضية الفلسطينية حاضرة بثبات:ما من منبر إلا ويجدد فيه جلالته التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية، وهذا ما فعله بقوة أمام البرلمان الأوروبي. دعا جلالته إلى اعتراف دولي بالدولة الفلسطينية، وشدد على حق الفلسطينيين في السيادة والحرية، رافعًا صوت الأردن عاليًا كما عهدناه دائمًا.التحذير من التصعيد وتوسع رقعة الصراع:رسالة الملك كانت واضحة للعالم: إن استمرار الهجمات الإسرائيلية، خصوصًا تجاه إيران، سيشعل المنطقة بأكملها، ويهدد الشعوب لا الأنظمة فقط. ومن هنا جاءت دعوته الملحة إلى التهدئة، والدفع باتجاه الحلول الدبلوماسية.القيم المشتركة أساس الأمن والسلام:في عالم تهدده النزاعات والتطرف، أعاد جلالته التذكير بأن السلام لا يتحقق عبر الدبابات والطائرات، بل عبر القيم الإنسانية المشتركة. هذه الرؤية ليست فقط نابعة من قناعة، بل من تجربة دولة صغيرة بحجمها، كبيرة بمواقفها.فخرنا بالأردن وقيادته:إننا كأردنيين نشعر بالفخر حين نرى قائدنا يتحدث بهذه القوة والوضوح. الأردن، بقيادة جلالة الملك، لا يقف موقف المتفرج، بل يمارس دورًا محوريًا في دعم الاستقرار، ورفض الحرب، والدعوة إلى الحوار بين الحضارات والشعوب.وقد شدد جلالته في خطابه على أن الأردن لن يكون ساحة لأي صراع، ولن يسمح بتهديد أمنه أو سلامة مواطنيه. كلمات تنمّ عن قيادة تحمي بلدها وتدافع عن مصالح شعبها بثقة وحزم.دروس ورسائل حملها الخطاب:أن القيم لا تُساوم، وأن الأردن متمسك بثوابته رغم كل الضغوط.أن السلام لا يُفرض بالقوة، بل يبنى على العدل والكرامة الإنسانية.أن حل القضية الفلسطينية ليس خيارًا، بل ضرورة لاستقرار الإقليم والعالم.أن الدبلوماسية والتعاون الدولي هما الطريق نحو مستقبل آمن.أن الأردن شريك حقيقي لأوروبا، وفاعل رئيسي في منطقة مضطربة.ختامًا:خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني لم يكن خطابًا عابرًا. كان بيانًا وطنيًا وإنسانيًا يُمثّلنا كأردنيين أمام العالم، ويُثبت أن القيادة الأردنية، بعقلها الراجح ولسانها الصادق، قادرة على التأثير وقيادة الرأي العام الدولي.نفتخر بملكنا… نفتخر بوطننا… ونواصل السير خلف قيادة تضع الإنسان أولًا، والسلام هدفًا، والكرامة مبدأ لا يُساوَم عليه.