أبو وندي: الملك يوقظ ضمير البشرية

مدار الساعة – كتب: الشيخ شهاب مضفي ابو وندي – بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِمولاي حضرة صاحب الجلالة الهاشميةالملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظمملك المملكة الأردنية الهاشميةحفظكم الله وأعزّ مُلككم وأدام عزّكم،السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،مولاي المفدّى،بمناسبة الكلمة التاريخية التي تفضّلتم بها، يا مولاي، أمام البرلمان الأوروبي، ذلك الصرح السياسي الرفيع، يشرّفني، ويسعدني، ويُبهج قلبي، أن أرفع إلى مقام جلالتكم أسمى آيات الفخر والاعتزاز، مقرونة بأصدق مشاعر الولاء والانتماء والإجلال، معبّراً عن اعتزازي واعتزاز أبناء الوطن الأوفياء، بمواقف جلالتكم المشرّفة التي تزيّن وجه التاريخ، وترفع هامات الأردنيين وأحرار الأمة في علياء المجد.سيدي،لقد كان خطابكم النبيل، الذي أنصت له العالم بأسره، وأشادت به كبريات العواصم، ووقف له التاريخ وقفة تقدير، تجسيدًا صادقًا لحكمة القيادة الهاشمية الرشيدة، التي ما فتئت منذ فجر التاريخ تحمل لواء الدفاع عن الحق والعدل والإنسانية.كان خطابكم، يا مولاي، منبرًا للضمير العالمي في زمن التخاذل، ونبراسًا ينير دروب القيم في عالمٍ تعصف به الأهواء، وتجتاحه العواصف. لقد رسمتم بكلماتكم معالم الطريق للأمم والشعوب، وأعدتم إلى المنابر السياسية هيبتها الأخلاقية التي غابت عنها طويلاً.إن تأكيد جلالتكم في مستهل خطابكم السامي:“الآن نخوض موجةً تلو الأخرى… وكأن العالم فقد بوصلته الأخلاقية”لم يكن مجرد توصيفٍ لحال الحاضر، بل تحذير قائد حكيم يدرك بعمق خطورة المرحلة. لقد قرأ جلالتكم الواقع بمسؤولية القائد، وأشّر إلى الخلل العميق في منظومة القيم الدولية، داعيًا إلى مراجعة ضمير الإنسانية وإعادة تصويب المسار.مولاي المعظم،حين أعدتم إلى الأذهان مسيرة أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، بقولكم:“خيار أوروبا بعد الحرب لم يكن فقط إعادة بناء المدن بل بناء ركائز السلام”قدّمتم درسًا بليغًا لحكومات وشعوب العالم، مفاده أن البناء الحقيقي يبدأ من إرساء قيم العدالة والكرامة، وأن الأوطان لا تُبنى بالحجارة وحدها، بل بالمبادئ الثابتة، والمواقف المشرفة، والضمير الحي.وفي وقفتكم المشرفة دفاعًا عن الحق الفلسطيني، والإنسانية الغائبة عن مشهد الحرب الدائرة، تجلّت شجاعة القيادة الهاشمية، حين صرّحتم، يا مولاي:“كيف يعقل أن ما كان يُعتبر فعلاً وحشيًا قبل 20 شهرًا، أصبح شيئًا عاديا؟”بهذه العبارة هزّ جلالتكم ضمير العالم، وأعدتم إلى الأذهان بشاعة التغاضي عن المجازر، وأثر الصمت المطبق على ما يجري من فظائع وجرائم بحق الأبرياء. لقد قدّمتم، يا سيدي، خطابًا إنسانيًا متفردًا، لا تشوبه الحسابات السياسية ولا تجامله الاعتبارات الدبلوماسية، بل جاء نابعًا من قلب ملكٍ هاشمي عريقٍ يحمل رسالة آبائه وأجداده، وينطق باسم أمةٍ بأسرها.سيدي،لقد كان حضور جلالتكم في ذلك المحفل الرفيع صورةً ناصعةً للمكانة العظيمة التي يتبوأها الأردن بفضل قيادتكم الرشيدة. وأثنت رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا بحق على خطابكم المشرّف، بقولها:“في كل مرة يمر فيها العالم بمنعطف حرج، يأتي قادة أمثال جلالة الملك لرسم طريق نحو إنسانيةٍ مشتركة.”وهو وسام شرفٍ جديد يُضاف إلى سجلّ جلالتكم الحافل بالعطاء والتميّز، ودليل على الاحترام الدولي الذي تحظون به يا مولاي بين قادة العالم وأحراره.مولاي جلالة الملك المعظم،إن الأردنيين الأوفياء، وقد تابعوا خطاب جلالتكم المشرّف، غمرتهم مشاعر العز والفخر، وتيقّنوا أن قائدهم الأمين لا يساوم على المبادئ، ولا يتخلّى عن قيم العدل، ولا يصمت عن المظالم، ولا يُهادن في الدفاع عن الأمة وحقوقها، مهما اشتدّت العواصف وتكالبت المصالح.وإن مواقف جلالتكم المشرّفة في هذا الخطاب، ستبقى نبراسًا يُقتدى به في المحافل الدولية، وعلامةً فارقةً في تاريخ الدبلوماسية الأردنية والعربية، ومرجعًا يُدرّس في كتب السياسة، ومثالًا يُحتذى في شجاعة الكلمة، وصدق الموقف، ونبل الهدف.سيدي المفدّى،نسأل الله العليّ القدير أن يحفظكم ذخراً وسنداً لهذا الوطن الأبيّ، وذُخراً للأمة العربية والإسلامية، وأن يديم عليكم الصحة والعافية، وأن يُطيل في عمركم المديد، وأن يكلّل مساعيكم بالنجاح، ويزيد الأردن رفعةً وعزاً في ظل قيادتكم المظفّرة.ونعاهد الله، ونعاهد جلالتكم، أن نظل الجند الأوفياء، والجنود المخلصين، نقف صفاً واحداً خلف قيادتكم الحكيمة، ونمضي على دربكم المستنير بالعزم والشرف والشجاعة.وتفضلوا، يا مولاي، بقبول أسمى معاني الولاء والإجلال والطاعة،والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،المخلصون لجلالتكم عشائر ابووندي :وعنهم الشيخ شهاب مضفي ابووندي