فريحات: بداية انهيار نظام خامنئي عبر استهداف قمته – بقلم العقيد المتقاعد رائد فريحات

في تطور مفاجئ وسريع، وجهت إسرائيل ضربة عسكرية نوعية استهدفت رأس الهرم الإيراني، مركزة على قيادات الحرس الثوري وخبراء البرنامج النووي، في خطوة وُصفت بأنها استباقية وذات أبعاد استراتيجية خطيرة على مستقبل النظام الإيراني بقيادة المرشد الأعلى علي خامنئي. الضربات التي وُصفت بالدقيقة والمدروسة، طالت علماء بارزين في مجال الطاقة النووية وشخصيات مقربة من خامنئي، كما شملت منشآت حيوية وعلى رأسها محطة “نطنز” النووية وبعض المواقع الحساسة في أصفهان. التوقيت جاء مفاجئًا، والتنفيذ عكس اختراقًا استخباراتيًا عميقًا، وألحق أضرارًا جسيمة بالبنية التحتية النووية والعسكرية الإيرانية.الضربة أربكت النظام الإيراني، وظهر ذلك جليًا من خلال تصريحات متضاربة بين التهديد بالرد القاسي، ومحاولات لاحتواء الصدمة داخليًا. خامنئي نفسه خرج بتصريحات توعد فيها بـ”رد مزلزل”، إلا أن الواقع الميداني يشير إلى تراجع القدرة الإيرانية على الرد الفوري، بسبب قوة الضربة، وحجم الاختراق الأمني الذي كشف هشاشة المنظومة الدفاعية الإيرانية.المتابعون للشأن الإيراني يرون أن استمرار هذه الضربات لمدة أسبوعين – كما ألمحت بعض المصادر الإسرائيلية – قد يؤدي إلى شلل جزئي في المنظومة النووية الإيرانية، ويضعف سلطة الحرس الثوري، ما يفتح الباب أمام المعارضة الإيرانية للتحرك من الداخل، وإعادة تفعيل أدواتها السياسية والميدانية لإسقاط النظام أو زعزعته على أقل تقدير.من جانبها، وصفت إسرائيل هذه الضربة بأنها “افتتاحية”، في إشارة إلى نية واضحة في مواصلة العمليات العسكرية الاستراتيجية، معتبرة أن إزالة التهديد النووي الإيراني لم يعد خيارًا بل ضرورة أمنية قومية. وقد يندرج هذا التصعيد ضمن تغيير في قواعد الاشتباك في المنطقة، يرسم معادلة ردع جديدة، محورها عدم السماح لإيران بتجاوز الخطوط الحمراء.في خضم هذا التصعيد، يؤكد الأردن موقفه الثابت برفض استخدام أجوائه كساحة حرب لأي طرف كان، مشددًا على أن مصلحة الأردن العليا وسلامة أراضيه وشعبه تأتي فوق كل الاعتبارات. هذا الموقف الأردني الحاسم يعكس سياسة متوازنة، قائمة على حماية الأمن الوطني ورفض الانجرار إلى أتون الصراعات الإقليمية.ضربة رأس الهرم الإيراني تحمل رسائل سياسية وعسكرية شديدة الوضوح: زمن التساهل مع المشروع النووي الإيراني قد انتهى، والمعادلات القديمة في الشرق الأوسط آخذة في التغيير. والأيام المقبلة ستكون حاسمة في تحديد ما إذا كانت هذه الضربة هي شرارة النهاية لنظام خامنئي، أم مجرد جولة في صراع طويل الأمد