الأمين العام لحلف الناتو: سنعمل على إنشاء تحالف أكثر قوة وعدلاً وفاعلية لمواجهة التهديدات.

الأمين العام لحلف الناتو: سنعمل على إنشاء تحالف أكثر قوة وعدلاً وفاعلية لمواجهة التهديدات.

أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، اليوم الإثنين، أن الحلف يستعد لمرحلة جديدة من التحول الاستراتيجي وستتوج في قمة الحلف المقبلة في لاهاي في 24 الشهر الجاري، مشددا على أن الهدف هو “بناء ناتو أفضل: أقوى، وأكثر عدالة، وأكثر فتكا”.

وفي خطاب حاسم ألقاه، اليوم الاثنين، في المعهد الملكي للشؤون الدولية والمعروف أيضا باسم “تشاتام هاوس” في العاصمة البريطانية لندن، أعرب روته عن تقديره للمملكة المتحدة على التزامها المستمر بأمن الحلف منذ أكثر من سبعة عقود، مشيدا بدورها في قيادة القوات متعددة الجنسيات في إستونيا، ودور سلاح الجو الملكي في مراقبة الأجواء فوق بولندا، بالإضافة إلى مساهمات البحرية الملكية في حماية الملاحة البحرية من خلال قيادة العمليات البحرية للناتو في نورثوود.

ورحب الأمين العام بالمراجعة الاستراتيجية الدفاعية الجديدة التي أعلنتها بريطانيا مؤخرا، والتي تعتمد سياسة “الناتو أولا”، معتبرا إياها خطوة مهمة نحو تعزيز قواتها المسلحة ودعم الدفاع الجماعي للتحالف.

وأشار إلى أن قمة قادة الحلفاء المقرر عقدها في لاهاي خلال أسبوعين ستشهد اعتماد خطة طموحة لبناء ناتو أقوى، مؤكدا أن العالم يواجه تهديدات متزايدة، أبرزها الحرب الروسية في أوكرانيا، وتصاعد الإرهاب، والمنافسة العالمية الشرسة.

ونبه من أن روسيا تعمل على تسريع وتيرة إنتاجها العسكري وأن موسكو تنتج في ثلاثة أشهر من الذخائر ما يعادل إنتاج الحلف في عام كامل.

وأكد أن التهديدات لم تعد تقتصر على “الجبهة الشرقية” بل أصبحت جميع دول الناتو في دائرة الخطر، داعيا إلى مضاعفة الجهود الدفاعية والاستعداد للأسوأ.

وكشف الأمين العام أن جميع أعضاء الناتو سيصلون هذا العام إلى هدف الإنفاق الدفاعي بنسبة 2% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو التزام يعود إلى عام 2014.

لكنه أعلن عن خطة جديدة تقضي بإنفاق 5% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع، سيتم تخصيص 3.5% منها للاحتياجات العسكرية الأساسية، والباقي للاستثمارات المتعلقة بالأمن والدفاع، بما في ذلك البنية التحتية والقدرات الصناعية.

وأكد أن هذا الرقم ليس عشوائيا، بل مبنيا على حقائق صلبة واحتياجات عملياتية.

كما أشار إلى زيادة ضخمة في متطلبات الدفاع ومن بينها زيادة بنسبة 400% في قدرات الدفاع الجوي والصاروخ، وآلاف العربات المدرعة والدبابات وملايين القذائف المدفعية، بالإضافة إلى مضاعفة القدرات اللوجستية والطبية وشراء مئات الطائرات والسفن والطائرات المسيرة.

وشدد على أن هذا الاستثمار لا يهدف إلى “إرضاء طرف معين”، بل إلى حماية مليار مواطن في دول الحلف.

وأكد الأمين العام على أهمية دعم البنية التحتية المدنية، مثل الطرق والسكك الحديدية والموانئ، لأنها تشكل جزءا من الجاهزية العسكرية، مشيرا إلى أن “الخط الأمامي والجبهة الداخلية باتا شيئا واحدا”.

ودعا إلى الاستثمار في الحماية من الهجمات السيبرانية والتخريب والتهديدات الأخرى.

كما سلط الضوء على أهمية رفع القدرة الإنتاجية للصناعات الدفاعية، مشيرا إلى ضرورة خفض التكاليف ورفع الكفاءة الصناعية، وضرب مثالا بمصنع “شيفيلد فورجماسترز” البريطاني كرمز للقدرة الصناعية التي يحتاجها الحلف.

وقال روته “لن نحقق هدف الـ5% إذا ذهبت الميزانيات إلى التكاليف بدلا من الاستثمار في الدفاع الحقيقي”، مؤكدا أن الناتو سيعمل على دعم الابتكار ودمج التقنيات الحديثة، مثل الطائرات المسيرة منخفضة التكلفة التي تحقق نتائج استراتيجية.

وأكد أن بناء ناتو “أكثر عدالة” يتطلب أن يتحمل كل عضو مسؤوليته في تأمين الحلف، منتقدا تحميل الولايات المتحدة عبئا مفرطا في العقود الماضية، داعيا أوروبا وكندا إلى بذل المزيد من الجهود في هذا الصدد.

وأضاف أن الحلف يحتاج إلى زيادة بنسبة 400% في الدفاع الجوي والصاروخي، بالإضافة إلى آلاف الدبابات والمدرعات وملايين القذائف، ومضاعفة قدرات الدعم اللوجستي والطبي.

وأكد روته أن الإنفاق وحده لا يكفي، بل لا بد من تعزيز الإنتاج الصناعي العسكري عبر الحلف، داعيا إلى الاستثمار في التكنولوجيا المتقدمة والصناعات المحلية.

وأشار إلى أهمية دعم البنية التحتية المدنية مثل الطرق والمواني لخدمة الأغراض العسكرية، مؤكدا أن “الخط الأمامي والجبهة الداخلية أصبحا متداخلين”.

ورغم تأكيده أن الناتو سيبقى تحالفا دفاعيا، شدد الأمين العام على ضرورة أن يصبح “أكثر فتكا”، لردع أي عدوان مستقبلي.

وقال: “يجب أن نظهر لأي معتد أننا نستطيع وسنرد بقوة أكبر.”

وفي ختام كلمته، جدد روته التزام الناتو بدعم أوكرانيا، مثمنا جهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف الحرب، وأكد أن الحلف يقف إلى جانب كييف ليس لإطالة أمد الحرب، بل لضمان قدرتها على الدفاع عن نفسها ومنع أي عدوان مستقبلي.

وقال: “في عصر يسوده عدم اليقين، لا بديل عن رابطة قوية بين ضفتي الأطلنطي.. لكي لا نمنح أعداءنا فرصة أخرى … سنبني معا ناتو أقوى، أكثر عدالة، وأكثر فتكا”.