ابن إسماعيل فهمي: كان هناك اختلاف سياسي محترم بين والدي والرئيس السادات

كشف نبيل فهمي نجل وزير الخارجية المصري الأسبق إسماعيل فهمي، في شهادة نادرة تحمل طابعًا إنسانيًا وتاريخيًا ، عن تفاصيل العلاقة الاستثنائية التي جمعت والده بالرئيس الراحل أنور السادات، مؤكدًا أن العلاقة بينهما كانت قائمة على احترام متبادل وثقة عميقة ، حتى في لحظات الخلاف السياسي .
وأضاف فهمي خلال حديثه لـ (مذكرات شفهية ) أن العلاقة بين والده والرئيس السادات كانت علاقة احترام متبادل لأقصى درجة ، وكانا يقدّران بعضهما بشدة حتى في أشد لحظات الخلاف ، ويتذكر واقعة حدثت خلال مفاوضات ما بعد حرب أكتوبر، حين قدّم وزير الخارجية موقفًا رافضًا لاقتراح أمريكي في جلسة مع الرئيس ، وغادر الاجتماع اعتراضًا حينها، ليقترح كيسنجر على السادات أن يتدخل لإقناع الوزير، لكن السادات ردّ قائلًا” ولا حاجة، اللي هو قال عليه خلاص”، مؤكدًا احترامه لموقف الوزير دون ضغوط .
وأضاف نجل الوزير أن هذا الخلاف لم يمنع استمرار التعاون بين الطرفين لأربع سنوات تالية، حتى استقال الوزير لاحقًا نتيجة خلاف في الرأي حول مسار مفاوضات كامب ديفيد، ورغم الاستقالة لم تشهد العلاقة أي إساءة شخصية من الطرفين .
وتابع فهمي أنه سأل والده عن سبب عدم تسليمه استقالته بنفسه للسادات فقال: ” لأني بحبه وبحترمه ومش عايز أضغط عليه.. الموضوع سياسي مش شخصي ” .
وقد وصلت الاستقالة إلى الرئيس السادات عبر ظرف مغلق بعد عودة السادات من دمشق ، وقرأها بحضور الفريق الجمسي والرئيس الأسبق حسني مبارك ، حينها قال السادات : “ده استقال … مش هيرجع في كلامه ” ، في إشارة إلى احترام قرارات الشخصيات التي يعرف ثقلها واحترامها لذاتها.
واختتم نجل الوزير شهادته أنه كان بين والده والرئيس السادات خلاف سياسي محترم ، دون تجريح أو إساءة ، ولم يحاول أي طرف أن يضر الآخر رغم الخلاف، كانوا شخصيات كبيرة تعرف معنى الاختلاف باحترام .
يذاع (مذكرات شفهية ) على شاشة النيل للأخبار.
لمتابعة البث المباشر لقناة النيل للأخبار… إضغط هنا