الرئيس السيسي ي thwart محاولات الفتنة مع السعودية.

وولى العهد يسعى لتعزيز الشراكة بين البلدين
فى إطار تنسيق المواقف وتوحيد الرؤى فى مواجهة التصرفات الإسرائيلية غير المسئولة، التى تستهدف جر المنطقة إلى حرب شاملة لا يعلم مداها إلا الله؛ واصلت الدولة المصرية جهودها لحشد المجتمع الدولى حول الموقف المصرى الرافض لتصفية القضية الفلسطينية أو تهجير سكان غزة من أراضيهم تحت أى مسمى.
وفى هذا السياق؛ استقبل الرئيس “السيسي” عددًا من من الشخصيات البحرينية والقطرية رفيعة المستوى، لبحث تطورات الأوضاع فى المنطقة، والتأكيد على أهمية تنسيق المواقف لمواجهة مخطط تهجير الفلسطينيين، والعمل على إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967.
وفى زيارة لها دلالاتها؛ من حيث التوقيت والأهداف، وتلبية لدعوة ولى العهد الأمير محمد بن سلمان رئيس مجلس الوزراء؛ قام الرئيس “السيسي” بزيارة الممكلة العربية السعودية؛ بحث خلالها التصعيد غير المسبوق الذى تقوم به دولة الاحتلال ضد الفلسطينيين العُزّل، مع التشديد على رفض أية محاولات للتهجير أو إعادة فرض الاحتلال العسكرى على قطاع غزة أو الضفة.
بالتزامن تلقى الرئيس “السيسي” اتصالين هاتفيين من كل من الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء اليونانى كيرياكوس ميتسوتاكيس، تم التأكيد خلالهما على مواصلة التنسيق المشترك فى الملفات ذات الاهتمام المشترك، وفى مقدمتها التطورات المتسارعة التى تمر بها منطقة الشرق الأوسط.
تعزيز التعاون مع البحرين
على خلفية العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقيين، وفى إطار الحرص على مواصلة تنسيق المواقف والتعاون المشترك بين “القاهرة” و”المنامة”، استقبل الرئيس “السيسي” كلاً من الشيخ ناصر بن حمد بن عيسى آل خليفة، مستشار الأمن الوطنى وقائد الحرس الملكى بمملكة البحرين، والشيخ خالد بن حمد بن عيسى آل خليفة، قائد العمليات الخاصة بالمملكة، اللّذين أشادا بعمق العلاقات الأخوية التى تجمع بين البلدين، مؤكدّين أهمية تعزيز التعاون الثنائى فى مختلف المجالات، كما ثمّنا جهود الرئيس “السيسي” فى دعم الأمن والاستقرار الإقليمي.
وخلال اللقاء؛ رحّب الرئيس “السيسي” بضيفى مصر الكريمين، معربًا عن تقدير مصر الكبير لسياسات وجهود الملك حمد بن عيسى آل خليفة، مؤكدًا حرص مصر على مواصلة التنسيق والتعاون المشترك مع البحرين فى جميع المجالات، بما يعكس العلاقات التاريخية المتينة بين البلدين، ويخدم مصالح وتطلعات الشعبين الشقيقين، لاسيّما فى ظل التحديات التى تواجه المنطقة.
اللقاء تناول سبل تعزيز التعاون الثنائي، إلى جانب استعراض تطورات الأوضاع فى قطاع غزة، والجهود المصرية المبذولة بالتنسيق مع قطر والولايات المتحدة لتحقيق التهدئة ووقف إطلاق النار، كما تم التأكيد على ضرورة الإسراع فى إدخال المساعدات الإنسانية للقطاع دون عوائق، ورفض تهجير الفلسطينيين، وأهمية احتواء التوترات فى عدد من دول المنطقة، حفاظًا على الأمن والاستقرار الإقليمي.
توافق “مصرى قطري”
فى ذات الإطار؛ استقبل الرئيس “السيسي”، الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية القطري، بحضور كل من اللواء حسن رشاد، رئيس المخابرات العامة المصرية، وخلفان بن على بن خلفان الكعبي، رئيس جهاز أمن الدولة القطري.
وخلال اللقاء ؛ أكد رئيس الوزراء القطرى حرص قيادة بلاده بلاده على تعزيز أطر التعاون الثنائى فى مختلف المجالات؛ انطلاقًا من الأهمية التى توليها حكومة “الدوحة” لتوطيد العلاقات بين البلدين، لاسيّما ما يتعلق بدعم مشروعات الاستثمار المشترك، وبما يُلبّى تطلعات الشعبين الشقيقين.
ومن جانبه، أعرب الرئيس “السيسي” عن تقديره العميق لأخيه أمير دولة قطر، مشددًا على الإرادة المشتركة للارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى آفاق أرحب، وبما يتناسب مع تطلعات الشعبين، ويواكب التحديات الإقليمية والدولية الراهنة.
اللقاء أكد على الأهمية القصوى التى توليها مصر وقطر لجهودهما المتواصلة، بالتنسيق مع الولايات المتحدة، من أجل التوصل إلى اتفاق يضمن الوقف الفورى لإطلاق النار فى قطاع غزة، ويتيح إدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل ودون عوائق، إلى جانب الإفراج عن الرهائن والأسرى، مع التأكيد على الرفض القاطع لإعادة الاحتلال العسكرى للقطاع ولأية محاولات لتهجير الفلسطينيين من أرضهم.
لا بديل عن الدولة الفلسطينية
وشدّد الجانبان على أن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، وفق قرارات الشرعية الدولية، يُمثل السبيل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار الدائمين فى منطقة الشرق الأوسط. وفى هذا السياق، أكد الرئيس “السيسي” على ضرورة البدء الفورى فى عملية إعادة إعمار قطاع غزة عقب وقف إطلاق النار، والإعداد لعقد “مؤتمر القاهرة الدولي” لإعادة الإعمار، بالتعاون مع الحكومة الفلسطينية والأمم المتحدة.
اللقاء شهد توافقًا فى الرؤى بشأن أهمية تكثيف الجهود المشتركة لإيجاد حلول سياسية وسلميّة للأزمات التى تشهدها بعض دول المنطقة، مع التأكيد على احترام سيادة تلك الدول ووحدة أراضيها، وضرورة مواصلة التشاور والتنسيق بين مصر وقطر بما يخدم المصالح المشتركة ويعزز الأمن والاستقرار الإقليمي.
علاقات لا تهزها الدسائس والمؤامرات
ردًا على المحاولات الخبيثة التى تستهداف العلاقات المتينة والراسخة بين جناحى الأمة العربية “مصر والسعودية”، لبى الرئيس “السيسي” دعوة شقيقه ولى العهد الأمير محمد بن سلمان لزيارة الممكلة، والتباحث حول من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وخلال جلسة مباحثات موسعة استضافتها مدينة “نيوم” السعودية، أعرب ولى العهد عن اعتزاز المملكة بما يجمعها بمصر من علاقات أخوية راسخة، مؤكدًا حرص بلاده على تعزيز أطر التعاون الثنائى فى مختلف المجالات، والارتقاء بها نحو آفاق أوسع وأكثر استدامة، وبما يُحقق مصالح البلدين ويُلبّى تطلعات شعبيهما فى إطار رؤيتهما المشتركة للمستقبل. كما ثمّن ولى العهد الدور المحورى الذى تضطلع به مصر فى ترسيخ الأمن والاستقرار والتنمية على المستوى الإقليمي، استنادًا إلى ثقلها التاريخى ومكانتها الاستراتيجية.
فى المقابل؛ عبّر الرئيس عن بالغ تقديره وامتنانه لحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، مؤكدًا عمق مشاعر الود والاعتزاز التى تُكنّها مصر، قيادةً وشعبًا، للمملكة العربية السعودية، وللروابط التاريخية الوثيقة التى تجمع البلدين، معربًا عن تطلعه إلى مواصلة البناء على ما تحقق من نقلة نوعية فى العلاقات الثنائية، وبما يُسهم فى تعزيز الشراكة الاقتصادية والتجارية، ويواكب تطلعات الشعبين الشقيقين.
مواصلة التنسيق والتشاور بين البلدين
اللقاء شهد مناقشات معمّقة حول عدد من ملفات التعاون الثنائي، حيث تم التأكيد على أهمية تعزيز الاستثمارات المشتركة، والإسراع فى تدشين “مجلس التنسيق الأعلى المصرى السعودي”؛ باعتباره إطارًا شاملًا لتطوير العلاقات على كافة المستويات. كما تم الاتفاق على إطلاق المزيد من الشراكات فى مجالات التكامل الصناعي، وتوطين الصناعات التكنولوجية، والنقل، والطاقة الجديدة والمتجددة، والتطوير العمراني.
وبشأن مستجدات القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك؛ تم استعراض الجهود المصرية الرامية إلى وقف إطلاق النار فى قطاع غزة، بالتنسيق مع مختلف الأطراف. وأكد الرئيس “السيسي” دعم مصر للمبادرات السعودية بشأن القضية الفلسطينية، وآخرها مخرجات مؤتمر “حل الدولتين”.
وشدد الزعيمان على ضرورة الإسراع فى إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة دون عوائق، والإفراج عن الرهائن والأسرى، مع التأكيد على رفض أية محاولات لتهجير الفلسطينيين من أرضهم أو إعادة فرض الاحتلال العسكرى الإسرائيلى على قطاع غزة، مع التأكيد على ضرورة وقف الممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين فى الضفة الغربية.
وفى ظل التطورات المتسارعة التى تشهدها المنطقة، أكد الجانبان عزم البلدين على مواصلة التنسيق والتشاور المشترك، مع التشديد على أهمية دعم استقرار دول المنطقة، والحفاظ على وحدة أراضيها وسلامة مؤسساتها الوطنية.
تقدير فرنسى لدور مصر المشرف
اتصالاً بالدور المحورى الذى تلعبه الدولة المصرية فى حشد المجتمع الدولى خلف عدالة الحقوق الفلسطينية؛ تلقى الرئيس “السيسي”، اتصالًا هاتفيًا من نظيره الفرنسى إيمانويل ماكرون، تناولا خلاله تطورات العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين الصديقين؛ حيث تم التأكيد على أهمية مواصلة العمل المشترك لتعزيز كافة جوانب التعاون، وتفعيل اتفاق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، لاسيما فى المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية.
الاتصال شهد تبادلًا للرؤى حول مستجدات الأوضاع الإقليمية، حيث استعرض الرئيس “السيسي” الجهود المصرية المكثفة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة، وإطلاق سراح الرهائن والأسرى، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية، فى ظل تفاقم الأزمة الإنسانية داخل القطاع، مع التأكيد على موقف مصر الثابت والرافض لأية محاولات لتهجير الشعب الفلسطينى خارج أرضه، أو المساس بحقوقه المشروعة، وفى مقدمتها إقامة دولته المستقلة على حدود ٤ يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية.
فى المقابل؛ أعرب الرئيس الفرنسى عن تقديره الكبير للمساعى المصرية الرامية إلى وقف الحرب، مشددًا على أهمية التوصل إلى تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية، استنادًا إلى حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية، إلى جانب ضرورة الإسراع فى بدء عملية إعادة إعمار قطاع غزة.
ومن جانبه، جدّد الرئيس “السيسي” ترحيب مصر بقرار فرنسا الاعتزام بالاعتراف بالدولة الفلسطينية فى سبتمبر ٢٠٢٥، معتبرًا أن هذه الخطوة تمثل تقدمًا مهمًا على طريق إنصاف الشعب الفلسطينى وتمكينه من نيل حقوقه كاملة؛ فيما أكد الزعيمان عزمهما على مواصلة وتعزيز التنسيق المشترك بين مصر وفرنسا، لاسيّما فى ظل التطورات المتسارعة التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط، خاصة مع التوافق فى الرؤى تجاه غالبية القضايا والأزمات ذات الاهتمام المشترك، بما يعكس عمق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين.
تعزيز العلاقات مع اليونان
فى ذات الإطار؛ تلقى الرئيس “السيسي”، اتصالًا هاتفيًا من كيرياكوس ميتسوتاكيس، رئيس وزراء اليونان؛ تناولا خلاله سبل تعزيز العلاقات الثنائية المتميزة بين مصر واليونان، لا سيّما فى ضوء إعلان الارتقاء بها إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية فى مايو ٢٠٢٥.
وتناول الاتصال التأكيد على أهمية مواصلة تطوير التعاون المشترك فى مختلف المجالات، مع التركيز على تنمية التبادل التجارى وزيادة الاستثمارات المتبادلة، استنادًا إلى الإمكانات الكبيرة المتاحة فى كلا البلدين.
كما تطرق الاتصال إلى مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث شدّد الجانبان على ضرورة البدء الفورى فى عملية إعادة إعمار القطاع عقب التوصل إلى وقف إطلاق النار، مشدّدين على الرفض القاطع لتهجير الشعب الفلسطينى خارج أرضه، والتأكيد على أن السبيل الوحيد لضمان تحقيق السلم والاستقرار الدائمين فى المنطقة يكمن فى منح الشعب الفلسطينى حقه المشروع فى إقامة دولته المستقلة.