سوق الانتقالات: صفقات الدوري وسط تشجيع الجماهير وتنافس الأندية

الأهلى اعتمد على أسماء النجوم
الزمالك انطلق بمشروع المستقبل
مع انطلاق الموسم الكروى الجديد، تتحول أنظار جماهير الكرة المصرية إلى “سوق الانتقالات”.
التي أصبحت في السنوات الأخيرة أقرب إلى بورصة تتحرك فيها الأرقام بالملايين، ويقاس نجاحالأندية بمدى قدرتها على اقتناص الصفقات النوعية التى تحدث الفارق في المستطيل الأخضر.
وما بين هذا وذاك تظل كرة القدم هى المتعة والإثارة لدى جماهير الكرة على اختلاف انتماءاتها وألوانها.
نعم الكبار أشعلوا بورصة اللاعبين كالعادة. حتى وصلت الأرقام إلى ما يقرب من ١٥ مليون يورو في الدورى المصرى هذا الموسم… فالأهلى كالعادة لم يكتف بما لديه، بل سعى لتدعيم صفوفه بلاعبين قادرين على الحفاظ على هيمنته المحلية والقارية، حتى وصلت قيمة صفقاته هذا الموسم لما يقرب من ٥,٢ مليون دولار، تتصدرها قيمة زيزو وتريزيجيه ومحمد على بن رمضان .
أما الزمالك فرغم الأزمات المالية والإدارية فإنه يحاول أن يثبت أنه لا يزال رقما صعبا في المعادلة، وأتم صفقات رائعة بمبالغ معقولة وصلت إلى 6 ملايين دولار، أغلاها البرازيلي ألفينا.. وهو يحقق المعادلة الصعبة بين تدعيم الفريق بلاعبين متوسطى الأعمار وانطلاق مشروع المستقبل .
بينما بيراميدز أبرم 3 صفقات فقط بقيمة ٢,٥ مليون، وهو يتبع سياسة “الإنفاق السخى” لتثبيت نفسه بين الكبار في وقت تحاول فيه أندية مثل الاتحاد السكندرى وفيوتشر أن تلعب بورقة الاستقرار الفنى مع بعض التدعيمات الذكية.
وعندما نتحدث عن لغة الأرقام هذا الموسم نجد أنها تكشف عن سخاء غير مسبوق وعقود بعشرات الملايين ورواتب سنوية تضاهي ما يتقاضاه اللاعب في أندية خليجية، هذه القفزة المالية تثير التساؤل هل تنعكس على مستوى المسابقة، أم أنها مجرد “مزايدات” لا تضمن النجاح داخل الملعب؟
بورصة اللاعبين في مصر لم تعد تحكمها فقط الحاجة الفنية، بل دخلت فيها عوامل تسويقية وجماهيرية، فصفقة لاعب واحد قد ترفع من مبيعات قمصان النادي أو تضمن له زخما إعلاميا يساوى ملايين. التجارب السابقة علمتنا أن الصفقات : الغالية لا تعنى دائما النجاح؛ فقد يتألق لاعب مغمور جاء بصفقة مجانية أكثر من نجم تم التعاقد معه بميزانية ضخمة. الفارق الحقيقي يكمن في حسن الاختيار : ومدى توظيف المدير الفنى لقدرات اللاعب داخل المنظومة.
الأندية التي تستفيد فعلا هي التي توازن بين الاحتياجات الفنية والقدرة المالية دون الانجرار وراء “حرب مزايدات” تستهلك مواردها.
سوق الانتقالات في مصر باتت جزءا من متعة كرة القدم، لكنها في الوقت نفسه تحتاج إلى إدارة واعية تحول هذه الاستثمارات الكبيرة إلى قيمة مضافة للكرة المصرية، بدلاً من أن تتحول إلى أعباء مالية تثقل كاهل الأندية، فالجماهير لا تهتم بالأرقام بقدر ما تنتظر الانتصارات والبطولات.
ويبقى السؤال: من يربح الرهان في بورصة اللاعبين هذا الموسم؟