«ذو الرؤية الثاقبة».. محمد محمود: «الأزهر» شرفنى.. وفضل أساتذتى فى «دكرنس»

«ذو الرؤية الثاقبة».. محمد محمود: «الأزهر» شرفنى.. وفضل أساتذتى فى «دكرنس»

حينما قررت الذهاب إلى محافظة الدقهلية لعمل حوار صحفى مع الطالب الكفيف محمد محمود الحاصل على المركز الأول في حفظ القرآن الكريم على مستوى الجمهورية، فكرت في إعاقته البصرية التي لم تمنعه من التفوق العلمى وتميزه على زملائه المبصرين

 وإرداته القوية التي مكنته من قهر الظلام والتغلب على المتاعب اليومية وشجعه على ذلك تكريم شيخ الأزهر له الدكتور أحمد الطيب.. إنه الطالب الكفيف محمد محمود في الصف الثاني الثانوى الأزهرى بمعهد الشهيد محمود محمد زكريا فى دكرنس في الدقهلية الذي التقينا به وتحدث معنا.

يقول الطالب محمد محمود منذ ولادتي وأنا أعانى من إعاقة بصرية ورغم ذلك رضيت بقضاء الله تعالى لأني عندى يقين بأنه سوف يعوضني بنور البصيرة التي تعتبر نعمة لا تقل عن البصر، لذلك رزقني الله تعالى حفظ القرآن الكريم منذ طفولتي حيث عشقت الاستماع إلى تلاوات القرآن الكريم من القراء المبدعين مثل مصطفى إسماعيل ومحمد صديق المنشاوى ومع مرور الوقت حفظت القرآن الكريم كاملا وأنا في الثامنة من عمرى وأصبحت حديث الأهالي في منطقة دكرنس في محافظة الدقهلية وشعرت بتعويض الله لى عن فقدان البصر.

وقال: في عام ٢٠٢٤ شاركت في مسابقة حفظ القرآن الكريم كاملا على مستوى المعاهد الأزهرية على الجمهورية وحصلت على المركز الأول، حيث كرمني شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، وأعطاني مكافأة مالية قدرها عشرون ألف جنيه، أيضا حصلت على المركز الأول في الشهادة الإعدادية على مستوى الجمهورية عام ۲۰۲۳ وكان ذلك حافزا لى في ضرورة الاستمرار في التفوق لأنى أصبحت حديث الأهالي.. والزملاء في كل محافظة الدقهلية خاصة أني كفيف وتفوقت على زملائي المبصرين.

وعن المساعدة التي تلقاها ليتسنى له حفظ القرآن الكريم بالقراءات أضاف من الشخصيات التي ساعدتني على حفظ كتاب الله الشيخ محمد شفيق من شيوخ محافظة الدقهلية، حيث تعلمت منه مخارج الحروف وأحكام التجويد منذ صغرى، أيضا الأستاذ محمد الصياد مدرس اللغة العربية الذي تعلمت منه قواعد اللغة العربية والنطق اللغوى السليم الذي جعلني أتفوق في المسابقات، وأحفظ القرآن بالقراءات وأحصل على المركز الأول على مستوى معاهد الأزهر على الجمهورية.

وعن المتاعب اليومية التي يعاني منها قال:

من أبرز المتاعب هي صعوبة خروجي من المنزل حيث أعانى من صعوبة التحرك إلا بمساعدة أحد أفراد أسرتي، حيث إن والدتى تكون معايا دايما، وهي تعبت من صغرى و تكون معى فى أى مكان أذهب إليه لأنها تخاف على من مخاطر الطريق لأني كفيف، وذلك أبرز المتاعب لذلك فإن كل من وهبه الله نعمة البصر أن يحمده على تلك النعمة، ويحافظ على نعمة البصر لأن الشخص الذي يمشى فى الطريق وهو مبصر ويرى كل شيء يجب أن يشكر نعمة الله عليها ويعرف قدرها.

وتحدث الطالب عن دور القرآن الكريم وحفظه والمنافع التي حصل عليها في التفوق العلمي فقال:

حفظي للقرآن الكريم منذ صغرى ساعدني كثيرا في تقوية ملكة التحصيل العلمى وتصفية الذهن، لأن حافظ القرآن من طفولته يدرك الراحة النفسية والصفاء الذهني وذلك فضل من الله يؤتيه من يشاء، أيضا حفظ القرآن الكريم بالقراءات كلها ساعدني كثيرا في الاستماع الجيد والتأمل كثيرا في الحصص المدرسية وشرحالمدرسين، لذلك فإنى متفوق في دراستي وأكون من الأوائل كل سنة بفضل ملكة حفظ القرآن الكريم.

وعن بعض الأماني التي يرغب في تحقيقها قال:

أتمنى أن أكون مثل الداعية الراحل الشيخ محمد متولى الشعراوى وأنال شهرته في العالم الإسلامي وذلك لأنه تميز ببساطة في دعوته إلى الله والصدق في كل شيء يقوله وحقق شعبية كبيرة بين المسلمين، لذلك أطلب من الله تعالى كل يوم تحقيق ذلك الحلم لأن عندى إرادة ومتابرة في تحقيق ذلك، وعندي يقين في الله بأنه سوف يكرمني.