شخصيات سياسية وبرلمانية تثني على مساهمة مصر في دعم القضية الفلسطينية

شخصيات سياسية وبرلمانية تثني على مساهمة مصر في دعم القضية الفلسطينية

أشاد عدد من الشخصيات السياسية والبرلمانية المصرية بالدور التاريخي والثابت الذي تضطلع به مصر في دعم القضية الفلسطينية، مؤكدين أن الموقف المصري الرسمي، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، يتطابق بشكل كامل مع تطلعات الشعب الفلسطيني في رفض التهجير وتصفية القضية الفلسطينية، والعمل الجاد نحو وقف العدوان وإقامة الدولة المستقلة.

جاء ذلك خلال لقاء عقد بمقر سفارة دولة فلسطين بالقاهرة، لمناصرة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والأسرى في سجون الاحتلال، وتسليط الضوء على الموقف المصري المحوري في دعم القضية الفلسطينية، وعلى رأسه موقف الرئيس عبد الفتاح السيسي الرافض لمحاولات تصفية القضية، والمتمسك بحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، لا سيما في ظل حرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الفلسطينيون على يد الاحتلال الإسرائيلي.

وأكد السفير أشرف عقل، سفير مصر الأسبق لدى دولة فلسطين، أن مصر بذلت عبر العقود المتتالية جهودا عظيمة من أجل دعم القضية الفلسطينية، ولم تتخل يوما عن هذا الالتزام، رغم التحديات والاتفاقيات الدولية، وفي مقدمتها اتفاق السلام مع إسرائيل.

وقال عقل- خلال مشاركته في اللقاء- إن مصر خاضت أربع حروب كبرى، وقدمت آلاف الشهداء من جنودها دفاعا عن فلسطين، واحتضنت منظمة التحرير والفصائل الفلسطينية في ستينات القرن الماضي، مؤكدا أن الدولة المصرية ساندت فلسطين في كل مراحل نضالها السياسي، وأن ما تقوم به القاهرة حاليا من جهود لوقف إطلاق النار وتقديم المساعدات هو امتداد طبيعي لهذا الإرث العميق.

وأضاف أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يتصدر المشهد الإقليمي والدولي دفاعا عن الحقوق الفلسطينية، داعيا الجميع إلى الوقوف خلف القيادة المصرية والعمل إلى جانبها لإفشال المخططات الإسرائيلية الأمريكية التي تسعى إلى إعادة هندسة القضية وفق مصالح الاحتلال.

من جهته، قال ناجي الشهابي، رئيس حزب الجيل، إن الموقف المصري استطاع أن يفرض تأثيرا واضحا على مواقف عدد من الدول الأوروبية التي كانت متواطئة أو صامتة، مشيرا إلى أن هذا التأثير أسهم في تحول بعض المواقف باتجاه دعم الشعب الفلسطيني، وأن دولا عدة بدأت تعلن نيتها الاعتراف بدولة فلسطين.

وأضاف أن مصر واجهت الانحياز السافر لإسرائيل، ورفضت الضغوط الأمريكية، وقالت “لا” في أكثر من محطة دولية عندما تعارضت السياسات الأمريكية مع الحقوق الفلسطينية، مشددا على أن القاهرة تقف في طليعة الدول التي تحمي التوازن السياسي في المنطقة.

كما أكد هشام عبد العزيز، رئيس حزب الإصلاح، أن وحدة الموقفين المصري والفلسطيني في هذه المرحلة الحساسة تعد عاملا حاسما في مواجهة محاولات إعادة هندسة المنطقة على أسس تخدم الاحتلال، موضحا أن الرؤية المصرية تتماهى بشكل واضح مع الثوابت الفلسطينية، خاصة في ما يتعلق برفض التهجير وتصفية القضية.

وأشار عبد العزيز إلى أن الموقف المصري يعد ملهما في ثباته، ويعكس رؤية استراتيجية تستند إلى الوعي القومي، داعيا إلى التمسك بالثوابت الوطنية، والاستفادة من هذه اللحظة التاريخية في تعزيز الحضور الفلسطيني السياسي.

من جانبه، قال الدكتور حامد فارس، المحلل السياسي وأستاذ العلاقات الدولية، إن الدولة الفلسطينية هي الأساس في الرؤية المصرية، وإن القاهرة تضع إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، كأولوية لا تقبل المساومة.

وأضاف أن مصر لا تكتفي بالمواقف الخطابية، بل تعمل ميدانيا على وقف العدوان، وإدخال المساعدات، وتثبيت التهدئة، مشددا على أن حل الدولتين يبقى الخيار الوحيد القابل للحياة، وأن العمل السياسي الفلسطيني يجب أن يكون متماشيا مع هذا الإطار وبدعم مصري مباشر.

في السياق ذاته، أكد النائب أحمد مقلد، عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب، أن هناك مؤامرة ممنهجة تستهدف تصفية القضية الفلسطينية وتفريغها من مضمونها، مشيرا إلى أن الدولة المصرية تنبهت مبكرا لهذه المحاولات، وأعلنت رفضها القاطع للتهجير أو المساس بالحقوق المشروعة.

وأضاف أن مصر، منذ اليوم الأول للعدوان، تتعامل مع القضية باعتبارها جزءا من أمنها القومي، وتتحرك بثقة وثبات، داعيا الفلسطينيين إلى التنسيق الكامل مع القاهرة لمواجهة المرحلة الأخطر في تاريخ الصراع.

أما النائب عبد المنعم إمام رئيس حزب العدالة، فقال إن مصر تحملت عبء الدفاع عن فلسطين سياسيا وإنسانيا لعقود طويلة، مشيرا إلى أن الموقف المصري لم يتغير رغم تغير الحكومات أو التحولات الدولية، بل ازداد وضوحا وثباتا مع قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، مؤكدا أن القاهرة لا تزال الطرف الأصدق والأقوى في دعم الشعب الفلسطيني، مشيدا بتحركات مصر لوقف العدوان وتقديم الدعم الإنساني لقطاع غزة في وجه تعنت الاحتلال.

من جانبها، قالت الدكتورة جيهان مديح، رئيس حزب (مصر – أكتوبر) إن الرئيس عبد الفتاح السيسي يحمل القضية الفلسطينية في كل زياراته وتحركاته، ويؤكد دوما أنها أولوية مطلقة للسياسة الخارجية المصرية، مشيرة إلى أن مصر لم تتوان عن فتح معبر رفح، رغم التحديات، وتقوم بدورها الكامل في توفير المساعدات وإيصال الإغاثة.

وشددت على أن الاصطفاف السياسي الفلسطيني خلف مصر بات ضرورة لا يمكن تجاهلها، في ظل محاولات إقليمية ودولية تهدف إلى الالتفاف على الحقوق الفلسطينية.

واختتمت الكاتبة والبرلمانية فريدة الشوباشي، حديثها بالتأكيد على أن صمود الفلسطينيين في غزة أعاد الاعتبار للقضية الفلسطينية في الوعي العالمي، بعد سنوات من محاولات الإقصاء، وأن مصر كانت، ولا تزال، في الخندق الأول إلى جانب الفلسطينيين.

وأضافت أن الشعب الفلسطيني قدم تضحيات هائلة، وأن القاهرة لم تتخل عنهم في أي لحظة، داعية إلى محاسبة كل من حاول التشكيك في دور مصر أو التقليل من تضحياتها.

وكان السفير دياب اللوح، سفير دولة فلسطين بالقاهرة، قد أشاد خلال اللقاء نفسه بالموقف المصري الثابت في دعم الشعب الفلسطيني، مثمنا تضحيات مصر ودورها القيادي والتاريخي في حماية القضية الفلسطينية، ومؤكدا أن القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس، تقدر عاليا موقف الرئيس عبد الفتاح السيسي ورفضه المطلق لأي تهجير للفلسطينيين أو المساس بحقوقهم الوطنية المشروعة.