“تحيا مصر” تسلط الضوء على تأثير التغيرات المناخية على القطاع الزراعي

“تحيا مصر” تسلط الضوء على تأثير التغيرات المناخية على القطاع الزراعي

أكد الدكتور محمد علي فهيم رئيس مركز معلومات تغير المناخ بمركز البحوث الزراعية، أهمية ملف الأمن الغذائي فتوفر الغذاء والمحاصيل هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومى لأى مجتمع، لذلك حرصت الدولة على حماية ودعم هذا الملف، بالرغم من وجود العديد من التحديات وأهمها التغيرات المناخية  فى مقدمتها تغير مواسم الأمطار و ارتفاع درجات الحرارة إلى البرودة، والتى تعتبر ظاهرة طبيعية بأسباب بشرية،  فبداية من الثورة الصناعية الأولى في عام 1860 وحتى هذه اللحظة تضخ الدول الصناعية الكبرى مليارات الأطنان من ثانى أكسيد الكربون والأدخنة في الغلاف الجوى مما نتج عنه الاحتباس الحرارى الذى يعد السبب الأكبر لتغير منظومة المناخ في كل مكان على سطح الأرض.

وأشار خلال لقاء مع برنامج (تحيا مصر) إلى أن مظاهر تغير المناخ في مصر تتضمن شكل خاص من تغير المناخ يتناسب مع خصوصية موقع مصر الجغرافى في شرق المتوسط، وهو عبارة عن تغيرات مناخية صامتة غير عنيفة، لا تتضمن سيول أو فيضانات أو ارتفاعات قياسية في درجات الحرارة، وذلك بسبب أن موقع مصر الجغرافى لا يؤهلها لهذا الشكل العنيف من تغير المناخ، ولكن يؤهلها لشكل آخر وهو التغير الصامت، وهو حدوث تغير في بدايات ونهايات الفصول المناخية، فأحيانا يستمر الصيف حتى شهر ديسمبر كما حدث في 2016 و2018، أو أن يستمر الشتاء لمنتصف مايو كما حدث في 2019، وفى بعض السنوات لا يوجد ربيع من خلال صيف مبكر أو شتاء متأخر وهكذا، وهذا التداخل بين الفصول هو التغيرات المناخية الصامتة، والتي قد تشمل أيضا موجة حارة أو أمطار في بعض الأحيان موزعة بطريقة غير اعتيادية.

وأكد أن هذا التغير المناخى له تأثير كبير على الزراعة لأن الزراعة في مصر لها نمط وهو نمط العروات الصيفية والشتوية، وبالتالي مع تغير مواعيد  الفصول المناخية وحدوث شتاء طويل أو شتاء دافىء أو صيف مبكر والتداخل بين الفصول فهو أمر يؤثر تأثيرا كبيرا على أنماط وتراكيب المحاصيل الزراعية، لانها لم تعتد على هذا الشكل من التغيرات المناخية ، كما تتأثر درجة حرارة التربة وامتصاص النبات للمياه بالمناخ.

شدد كذلك على أهمية  تصريحات الرئيس السيسى حول قضية تغير المناخ والتي أكد فيها أن تغير المناخ قضية وجودية، مشيدا بالإجراءات الاستباقية للدولة المصرية ودور مؤسسات الدولة المختلفة لمواجهة التغيرات المناخية خاصة إعادة تأهيل محاور الطرق في القاهرة والمحافظات، وإنشاء طريق الضبعة وإضافة رقعة زراعية تصل إلى مليون فدان بما يعنى إنتاج ما لا يقل عن 15 مليون طن منتجات زراعية في الأسواق، وجميعها إجراءات استباقية قامت بها الدولة لحماية ملف الأمن الغذائي المصرى، حيث تم أيضا إضافة رقعة زراعية بما يتجاوز 2 مليون فدان في الصحراء، وإنشاء 3 محطات عملاقة لمعالجة مياه الصرف الزراعى، ومشاريع الصوامع لزيادة السعة التخزينية التي وصلت الان إلى 5 مليون طن رفعت الاحتياطي الاستراتيجى من القمح ليصل إلى 8 شهور، وكل هذه الإجراءات لها علاقة بتغير المناخ فهى إجراءات استباقية لمواجهة تغير المناخ.

ونوه إلى أن مركز معلومات تغير المناخ هو أحد مؤسسات الدولة التابع لمركز البحوث الزراعية في وزارة الزراعة والمعني بخدمات الإنذار المبكر، لتقديم خدمات يومية يتم إصدارها من مركز معلومات تغير المناخ في صور إنذار مبكر من خلال نشرة صباحية حول درجات الحرارة والأمطار، وهناك توصيات وإجراءات استباقية لمساعدة المزارع يجب اتباعها حول الرى ومواعيد الزراعة، ويتم إصدار هذه التوصيات في كل مناطق الجمهورية ونشرها في كل وسائل الاعلام يوميا، إضافة إلى وسائل التواصل الاجتماعى المختلفة.

برنامج (تحيا مصر) يعرض على شاشة الفضائية المصرية من الاثنين إلى الخميس في الثانية ظهرا، من إعداد محمد ممدوح وإخراج صبحى وحيد ومن تقديم عبير أبو طالب.