تمارا حداد: زيارة ويتكوف إلى غزة كخطوة أولى نحو خطة التهجير

قالت الدكتورة تمارا حداد، الكاتبة والباحثة في الشؤون السياسية، إن زيارة المبعوث الأمريكي ستيفن ويتكوف إلى إسرائيل وقطاع غزة تحمل أبعادًا أخطر من مجرد “التحقق من المجاعة”، مؤكدة أن الزيارة تخدم أهدافًا سياسية واستراتيجية بعيدة المدى ترتبط بمشروع تهجير سكان القطاع وإعادة تشكيل المشهد الجغرافي والديموغرافي في المنطقة.
وأوضحت حداد في مداخله هاتفية لبرنامج “المشهد” المذاع على قناة النيل للأخبار أن الهدف الأول من زيارة ويتكوف هو تقديم صورة إعلامية توحي للعالم بعدم وجود سياسة تجويع، وأن الولايات المتحدة تشرف شخصيًا على توزيع المساعدات، وهو ما يسعى لتبرئة إسرائيل من تهمة استخدام سلاح الجوع بشكل ممنهج.
وكشفت حداد عن أن وجود شخصية اقتصادية كويتكوف -وليس شخصية أمنية أو سياسية- يعكس بوضوح نوايا واشنطن، موضحة أن الأمر يتجاوز الجوانب الإنسانية ليصل إلى رؤية اقتصادية استثمارية تحوّل غزة إلى “ريفيرا الشرق الأوسط”، مشروعٌ لا يمكن تنفيذه إلا بعد تقليص عدد سكان غزة وتهيئة الأرض ديموغرافيًا واقتصاديًا.
وأضافت أن الخطط الموضوعة تتضمن تقليص عدد سكان غزة من 2.2 مليون نسمة إلى نحو 800 ألف فقط، بحسب ما ورد في “صفقة القرن”، مشيرة إلى أن الباقين يُراد تهجيرهم إلى مصر أو الأردن أو دول أخرى، رغم الرفض العربي القاطع.
وفي السياق الأوسع، كشفت حداد أن المشروع الإسرائيلي مرتبط بمخطط جيو-استراتيجي أكبر، يتمثل في “الممر الهندي” أو “قناة البحرين”، الذي يربط الخليج بشمال غزة، وهو ممر اقتصادي ضخم لا يمكن تنفيذه إلا بعد تهجير سكان غزة.
وأشارت إلى أن الولايات المتحدة تسعى من خلال دعمها المطلق لإسرائيل إلى الحفاظ على هيمنتها الأحادية عالميًا، حتى لو تعارض ذلك مع التوجهات الأوروبية والعالمية المتزايدة للاعتراف بدولة فلسطينية ووقف العدوان.
لمتابعة المباشر لقناة النيل للأخبار..اضغط هنا