مدبولي يقدم اعتذاره لسكان الجيزة عن انقطاع الكهرباء المفاجئ

وجه رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، الوزراء المعنيين بمشروعات ومحطات البنية الأساسية والشبكات الرئيسية وما يخص حركة مترو الأنفاق والقطارات ومحطات المياه والصرف الصحي والكهرباء ومشروعات الاتصالات، بضرورة الاستعداد لمواجهة “أسوأ السيناريوهات”; فيما يخص أقصى قدر من الأحمال ولأطول فترات زمنية ممكنة في ظل الظروف والتغير المناخي، لكي يكون هناك أكثر من بديل للطوارئ لضمان عدم تكرار حدوث ما حدث بمحطة محولات جزيرة الدهب.
ووجه مدبولي – خلال المؤتمر الصحفي الأسبوعي للحكومة – اعتذارا للمواطنين في مناطق محافظة الجيزة الذين تأثروا بالحدث الاستثنائي وانقطاع الكهرباء في عدد من المناطق، موضحا أن انقطاع الكهرباء الذي تبعه انقطاع المياه وتوقف ضخ المياه في ظل درجات حرارة مرتفعة وموجة شديدة الحرارة هو أمر يمثل مصدر معاناة كبيرة جدا للمواطن.
وقال مدبولي ان محطات المحولات كانت تعمل بأقصى طاقة، وكان الحمل أعلى من الأحمال التي كانت مقدرة لها ولفترات زمنية، ونتيجة لذلك حدثت مشكلة في الكابلات، والمحطة لم تتأثر لكن المشكلة كانت في الكابلات التي تأثرت بصورة كبيرة وتسببت في خروج هذه المحطة من الخدمة، وكان لها تأثيرها على محطات المياه .
وأشار رئيس الوزراء إلى أنه تم تكليف الوزراء والأجهزة التنفيذية المعنية بوضع خطط طوارئ للتعامل مع أي سيناريوهات، وانه تم التشديد على الوزراء بعرض تقرير تفصيلي عن المشروعات، وعرض وزير الكهرباء اليوم على المجلس حجم الأعمال الذي يتم عملها لرفع كفاءة خطوط نقل الكهرباء والشبكات، وكيفية تجنب مثل هذه الحوادث في ظل ارتفاع درجات الحرارة .. مضيفا ان هذا الأسبوع شهد ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة، وما تم تسجيله من استهلاكات للطاقة الكهربائية وصل إلى أرقام قياسية لم تحدث في تاريخ مصر، وأنه على مدار الأيام الماضية تجاوز حجم استهلاك الطاقة الكهربائية 39.400 ألف ميجاوات.
وأضاف مدبولي أن المشكلة والتحدي كان في أن هذا الحجم الكبير من الاستهلاك لم يسجل في ساعة أو في يوم واحد، بل تم تسجيله على مدار عدة أيام خلال هذا الأسبوع، .. مشددا على أن أقصى حمل يحدث على الشبكة يكون في توقيتات الغروب مع عودة المواطنين إلى منازلهم وتشغيل كل الأجهزة الكهربائية، ومشيرا إلى أن هذا الحجم أدى إلى التحميل بصورة متواصلة على الشبكات والمحطات، وبالرغم من هذا الضغط استطاعت الشبكة المصرية بكل مكوناتها أن تصمد ولا تحدث انقطاعات أو حوادث كبرى، باستثناء حادث محطة محولات جزيرة الدهب.
وقال إن ما تم تسجيله من استهلاك للطاقة الكهربائية هو أعلى من أعلى رقم تم تسجيله العام الماضي ب`1400 ميجاوات; حيث كان أعلى رقم العام الماضي 38 ألف ميجاوات، والعام قبل الماضي كان الحجم الأكبر 33 ألف ميجاوات، موضحا أن هذا يوضح للمواطن الحجم الكبير للضغط على الشبكات الكهربائية والمحطات.
وقال رئيس الوزراء: “الكل يتابع ما يحدث في العالم على مستوى ارتفاع درجات الحرارة والحرائق في دول كثيرة بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وبالتالي، يجب أن نفترض أن هذا الأمر سيكون مستداما، ولا بد أن نتعامل معه على أساس أنه سيكون وضعا قائما، ويجب أن نتعامل في ضوئه”.
وأوضح أنه عقد اجتماعا – أمس – مع كل اتحادات الغرف التجارية من رجال القطاع الخاص، وكان هذا الاجتماع شديد الأهمية في هذه المرحلة، وكانت الرسالة لكل اتحادات الغرف هي أن الدولة المصرية نجحت في خطوات مهمة جدا على مدار العام ونصف العام في عملية الإصلاح الاقتصادي، وبالتالي، أصبحت الأمور مستقرة، ولا مصنع يتوقف عن الإنتاج أو يعجز عن العمل بطاقته الكاملة.
وتابع رئيس الوزراء قائلا “استطعنا توفير العملة الصعبة المطلوبة لاستيراد وتدبير المواد الخام ومستلزمات الإنتاج، والمصانع تعمل بكامل طاقتها، والدولة لم تتوان في توفير العملات الصعبة; وبالتالي، مؤشراتنا كلها جيدة، لكن، المواطن البسيط لا يعنيه هذا الكلام، فهو سيكون سعيدا عندما يسمع أن الدولة تتحسن وظروفها تتحسن وأرقامها تتحسن، ولكنه يعنيه حياته اليومية في نهاية المطاف، وقدرته على تلبية احتياجات أسرته الأساسية; وبالتالي، كان التوجيه لاتحادات الغرف، بأن الوقت حان كي يشعر المواطن بالجهد الكبير الذي تم خلال هذه الفترة، وسيشعر بذلك من خلال أمر واحد، وهو انخفاض الأسعار بطريقة مستدامة”.
وأشار إلى أنه كان هناك اتفاق بأن كل اتحادات الغرف سيتم عقد اجتماع معها في نهاية الأسبوع القادم; لعرض تصورها الشامل لعملية تخفيض الأسعار على مختلف السلع والمنتجات، وكان هناك التزام منهم ووعد بأن ذلك سيتم حتى نبدأ في تنفيذه بأسرع وقت ممكن، فقد حان الوقت كي يتم خفض الأسعار بصورة كبيرة، حتى يشعر المواطن بأن كل التعب الذي تكبده خلال الفترة الماضية يأتي ثماره خلال المرحلة المقبلة.
من ناحية أخرى، قال رئيس الوزراء، إن مصر ستشهد استحقاقين انتخابيين مهمين جدا، وهما انتخابات مجلس الشيوخ، ثم انتخابات مجلس النواب.
ووجه رسالة إلى المواطنين، طالبهم خلالها بالمشاركة الإيجابية فيهما، موضحا أن الدولة بذلت كل جهدها لتضمن حسن انتظام وسير العملية الانتخابية من خلال تأهيل وتنظيم المقار الانتخابية وضمان كل الأعمال اللوجستية المهم، معربا عن أمله أن تسير العملية بصورة منتظمة، وحث المواطنين على المشاركة بإيجابية في هذه الانتخابات، حيث إن البرلمان – بغرفتيه – له دور شديد الأهمية .
وأشار إلى أن الدولة المصرية نجحت في برنامجها للاصلاح الاقتصادي، وتوفير العملة الصعبة والمصانع تعمل بكامل طاقتها، ولا يوجد مصنع واحد مغلق، حيث حان الوقت أن يشعر المواطن بالجهد الذي تم وذلك بنزول وانخفاض الأسعار بشكل مستمر.