1956: President Gamal Abdel Nasser Nationalizes the Suez Canal

في مثل هذا اليوم السادس والعشرين من يوليو 1956 أعلن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر تأميم شركة قناة السويس البحرية، وإعلانها شركة مساهمة مصرية، بعد أن سحبت الولايات المتحدة عرض تمويل السد العالي ثم تبعتها بريطانيا والبنك الدولي.
وكان لهذا العمل صدى كبير على المستويين المحلي والدولي فعلى المستوى المحلي عمت الفرحة ربوع مصر وخرجت جموع الشعب المصري للاحتفال.
أما على المستوى الدولي، فقامت كل من فرنسا وإنجلترا بتجميد الأموال المصرية في بلادهم، وكان هذا الرد الاقتصادي، أما على المستوى العسكري فقد قامت كل من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل بتكوين جبهة عسكرية لمحاربة مصر، فيما عرف بالعدوان الثلاثي والذي انتهى بانسحاب الدول الثلاث تحت ضغوط دولية ومقاومة شعبية.
وقناة السويس هي ممر مائي اصطناعي مزدوج المرور في أغلب أجزاءه، ويبلغ طول القناة 193.3 كم وتصل بين البحرين المتوسط والأحمر، وتنقسم طوليا إلى قسمين: شمال وجنوب البحيرات المرة، وعرضيا إلى ممرين منفصلين في معظم أجزائها لتسمح بعبور السفن في اتجاهين في نفس الوقت بين كل من أوروبا وآسيا، وتعتبر أسرع ممر بحري بين القارتين وتوفر نحو 15 يوما في المتوسط من وقت الرحلة عبر طريق رأس الرجاء الصالح.
بدأت فكرة إنشاء القناة عام 1798 مع قدوم الحملة الفرنسية على مصر، ففكر نابليون في شق القناة إلا أن تلك الخطوة لم تكلل بالنجاح، وفي عام 1854 استطاع دي لسبس إقناع محمد سعيد باشا بالمشروع وحصل على موافقة الباب العالي، فقام بموجبه بمنح الشركة الفرنسية برئاسة دي لسبس امتياز حفر وتشغيل القناة لمدة 99 عام، واستغرق بناء القناة 10 سنوات (1859 – 1869)، وساهم في عملية الحفر ما يقرب من مليون عامل مصري، مات منهم أكثر من 120 ألف عامل أثناء عملية الحفر نتيجة الجوع والعطش والأوبئة والمعاملة السيئة، وتم افتتاح القناة عام 1869 في عهد الخديوي إسماعيل في حفل مهيب وبميزانية ضخمة.
تسببت حرب 1967 في إغلاق قناة السويس لأكثر من 8 سنوات، حتى قام الرئيس الراحل محمد أنور السادات بإعادة افتتاحها في يونيو 1975، بعد فض الاشتباك بين مصر وإسرائيل ووقف إطلاق النار عقب أحداث حرب أكتوبر، وشهدت القناة بعد ذلك عدة مشاريع لتوسيع مجراها وتقليل وقت عبورها بدأت عام 1980 وكان آخرها في 6 أغسطس 2015 مع افتتاح مشروع قناة السويس الجديدة.
تعد قناة السويس إحدى أهم الممرات البحرية في العالم، نظرا لما توفره من وقت وتكاليف وجهد للاقتصاد العالمي ويظهر ذلك جليا في مرور ما بين 8% و12% من حجم التجارة العالمية عبر القناة.