الأشهر المقدسة: فرصة لتطهير النفس وزيادة الحسنات

أكد الدكتور أسامة إبراهيم محمد، أستاذ الحديث وعلومه بكلية أصول الدين بجامعة القاهرة، أن الأشهر الحُرم، وهي ذو القعدة، ذو الحجة، المحرم، ورجب، تمثل فرصة عظيمة للمسلمين لتصفية النفس والروح، والابتعاد عن المعاصي والاقتتال، والحرص على الطاعات التي يضاعف أجرها فيها.
وأوضح الدكتور أسامة خلال لقاء تلفزيوني، أن تسمية هذه الأشهر وردت في القرآن الكريم في قوله تعالى: “إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ” (التوبة: 36)، كما أكدها النبي صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع حين قال: “السنة اثنا عشر شهراً منها أربعة حرم، ثلاث متواليات: ذو القعدة، ذو الحجة، المحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان.”
وأشار إلى أن تحريم القتال في هذه الأشهر شرعه الله لحماية المسافرين والتجار والحجاج، ولإتاحة الفرصة للناس للهدوء والتقرب إلى الله، وأضاف أن العلماء أكدوا أن الذنوب في هذه الأشهر أشد عقابًا، كما أن الحسنات تضاعف، مما يجعلها موسمًا فريدًا للعبادات وأعمال الخير.
وحول أفضل الأعمال فيها، شدد الدكتور أسامة على أن الصيام في شهر الله المحرم من أحب العبادات، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: “أفضل الصيام بعد رمضان صيام شهر الله المحرم.” وأوضح أن الصيام لا يقتصر على الامتناع عن الطعام والشراب، بل يشمل كبح النفس عن المعاصي والإقبال على الطاعات.
كما لفت إلى أهمية الصدقة لما لها من أثر عام على المجتمع، معتبرًا أنها ترفع الأجر بشكل مضاعف في هذه الأيام. ودعا إلى العفو والتسامح، مستشهدًا بقوله تعالى: “وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ” (الشورى: 43)، وحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزًا.”
وختم الدكتور أسامة بتوجيه نصيحة للمسلمين بمراجعة أنفسهم في هذه المواسم الفاضلة، والحرص على استثمارها في تزكية النفس والابتعاد عن الظلم والخصومات، لتكون بداية لعام هجري جديد مليء بالقرب من الله والأعمال الصالحة.
برنامج (صباح الخير يا مصر) يذاع يومياً الساعة السابعة صباحاً على القناة الأولى المصرية.
لمتابعة البث المباشر للقناة الأولى المصرية..اضغط هنا