تدخل مبتكر يُحيي القلوب المتعبة: TAVI

تدخل مبتكر يُحيي القلوب المتعبة: TAVI

هل سمعت عن التدخل الاغلي سعرا في التدخلات العلاجية في مصر والذي تكلف الحالة وزارة الصحة ملايين الجنيهات واالذي يطلق علي الـ”تافي TAVI” وعن التفاصيل الدقيقة لهذه التقنية تدور سطور هذا المقال الطبي المتخصص بقلم الدكتور محمد صبري استشاري امراض القلب والتدخلات المعقدة

 

 أعراض تُهمل… لكنها لا تُسامح

ليس من الضروري أن يتوقف القلب حتى نعرف أن هناك خطرًا.

أحيانًا، الخطر يعلن عن نفسه يوميًا… في هيئة أعراض صامتة، مرهقة، وتدريجية، وغالبًا ما تُفسّر تفسيرًا خاطئًا.

رجل مسن يقول: “أصبحت ألهث بعد خطوات بسيطة.”
لم يعد قادرًا على صعود السلم… وبدأ يدوخ كثيرًا.
أحدهم فقد وعيه فجأة… ولا أحد فهم السبب.
والرد الشائع دائمًا: “ده طبيعي… كبر في السن.”

لكن الحقيقة؟ لا… هذا ليس طبيعيًا.

كثير من هذه الحالات تُخفي خلفها تضيقًا شديدًا في الصمام الأورطي – الصمام المسؤول عن ضخ الدم من القلب إلى بقية الجسم.

وعندما يتضيق الصمام، يبدأ القلب بالصراخ… لكن بلُغة الأعراض.

 الأعراض التي لا يجب تجاهلها

  ضيق تنفّس يزداد تدريجيًا


           المريض ينهج من الكلام أو لا يستطيع النوم مستلقيًا.

               دوخة أو إغماء متكرر دون سبب واضح


                خاصة عند الوقوف أو بذل أي مجهود.

              ألم في الصدر حتى دون مجهود كبير


            وكأن القلب يُحذر من انهيار وشيك.

           هبوط مفاجئ في الضغط أو شعور عام بالانهيار.

         انخفاض واضح في النشاط والحيوية.


        شخص كان نشيطًا، ثم بدأ يفضّل السكون والعزلة.        

كل هذه الأعراض تعني شيئًا واحدًا:

القلب يُجاهد ليدفع الدم من خلال صمام ضيّق… وطاقته تنفد.

 التشخيص المبكر… خط الدفاع الأول

الكثيرون يتجاهلون هذه العلامات بحسن نية، لكن أمراض الصمام الأورطي لا تنتظر.

بل إنها غالبًا ما تظهر بعد أن تصل الأمور إلى مرحلة حرجة.

 فحص بسيط بالموجات فوق الصوتية (الإيكو) يمكنه الإجابة عن أسئلة مصيرية:

هل الصمام الأورطي يعمل بكفاءة؟
هل يوجد تضيق يمنع تدفق الدم؟
هل تأثرت عضلة القلب؟

الإيكو بسيط… غير مؤلم… ومتوفّر في كل مكان.

لكنه قد يكشف مشكلة قد تُنقذ حياة إن تم التعامل معها مبكرًا.

 لماذا التأخير قد يكون قاتلًا؟

كل تأخير في تشخيص تضيق الصمام الأورطي يعني مزيدًا من الإجهاد للقلب.

قد تضعف عضلة القلب تدريجيًا، وتصبح الأعراض أشد، والتدخل الطبي أكثر خطورة.

بل إن هناك حالات تفقد فرصة العلاج نهائيًا – حتى بوسائل التدخل الحديثة – فقط لأن التشخيص جاء متأخرًا.

 المعادلة واضحة:

التشخيص المبكر = تدخل آمن = شفاء أسرع وأمل أكبر.

 الحل الحديث: تقنية التافي TAVI

في الماضي، كان العلاج الوحيد هو جراحة القلب المفتوح، لكن كثيرًا من المرضى – خاصة كبار السن أو أصحاب الأمراض المزمنة – لا يتحملون هذا النوع من التدخل.

وهنا يظهر “التافي” كخيار ثوري وآمن.

 تقنية TAVI (Transcatheter Aortic Valve Implantation):

تدخل يتم عبر القسطرة، من دون فتح الصدر
صمام صناعي يُزرع بدقة داخل الصمام الأورطي المتضيّق
الإجراء لا يتطلب توقف القلب
إقامة قصيرة في المستشفى… وتعافٍ سريع

النتيجة؟

المريض يستعيد تنفسه
يستعيد حركته
ويعود إلى حياته خلال أيام قليلة

 لمن يُناسب إجراء التافي؟

أي مريض يعاني من تضيق شديد في الصمام الأورطي، وظهرت عليه أعراض واضحة، خصوصًا إذا كان:

فوق الـ70 عامًا
لديه أمراض مزمنة: (الرئة – الكلى – السكري – السمنة – ضعف عضلة القلب)
غير مؤهّل لجراحة القلب المفتوح طبيًا أو نفسيًا

هؤلاء ليسوا استثناءات… بل آلاف الحالات في مصر، يمكن إنقاذها بالتدخل المناسب.

 التوعية ليست رفاهية… بل مسؤولية

لا بد أن يعرف الناس أن:

النهجان ليس دائمًا من الضغط أو الأنيميا
الدوخة لا تعني فقط ضعف عام
التعب عند المشي ليس طبيعيًا مع التقدم في السن

القلب يتحدث… ومهمتنا أن نصغي إليه.

وكل معلومة توعوية هي فرصة حقيقية للحياة.

ما بعد التشخيص… القرار السليم

عند اكتشاف تضيق في الصمام الأورطي، يُقيّم الفريق الطبي الحالة ككل:

          1        حالة عضلة القلب

          2        الوضع الصحي العام

          3        الأمراض المصاحبة

          4        ملاءمة التافي كخيار تدخل

القرار فردي… مدروس… والهدف دائمًا:

الحفاظ على نبض القلب، وإنقاذ حياة المريض.

خلاصة لا تُنسى:

تُعاني من نهجان؟ راجع طبيب القلب
تكرّرت الدوخة أو الهبوط؟ لا تتأخر
أحد كبار السن بدأ يضعف فجأة؟ افحص قلبه
الإيكو متاح… وقد يُنقذك أو يُنقذ من