أثر وسائل التواصل الاجتماعي على التواصل الأسري والتفاعل الاجتماعي الواقعي

أثر وسائل التواصل الاجتماعي على التواصل الأسري والتفاعل الاجتماعي الواقعي

قالت الدكتورة هالة منصور، أستاذة علم الاجتماع بكلية البنات جامعة عين شمس، إن وسائل التواصل الاجتماعي، أو ما يُعرف بـ”سوشيال ميديا”، تمثل وسيلة مهمة في الحياة الحديثة، لكن حسن استخدامها هو ما يحدد ما إذا كانت مفيدة أم مضرة.

 

وأكدت في حوار لبرنامج مصر الآن المذاع علي قناة النيل للأخبار أن أي تطور تكنولوجي هو وسيلة لو اتُحسِن استخدامها سنحقق بها نتائج إيجابية جدًا، موضحة أن من بين إيجابيات وسائل التواصل الاجتماعي أنها تمثل مصدرًا للمعرفة، وأداة لتعزيز العلاقات، ووسيلة للترفيه، ووسيلة للحصول على المعلومة، وخلق صداقات في العالم الافتراضي.

وتابعت “هذه الإيجابيات لا تتحقق إلا بدرجة وعي من الشخص، ومتابعة تتناسب مع مرحلته العمرية، وحالته الثقافية والاجتماعية” وأكدت أن “سوشيال ميديا” مستهلكة جدًا للوقت، لذا فهي تتطلب مهارة إدارة الوقت حتى يتمكن الفرد من أداء جميع مهامه.

وحول قضية الرقابة وإدارة الوقت، أكدت أن الرقابة الذاتية مطلوبة، لذلك شددت على أهمية تنظيم الوقت، وتحديد وقت ثابت للاستخدام، وتقنين الاستخدام لتحقيق التوازن.

وأضافت أن الأطفال والمراهقين بحاجة إلى رقابة من الأسرة، وتحديد وقت لاستخدام المنصات، والأهم من ذلك أن يكون الأب والأم قدوة في السلوك، مع تزويد الأطفال بمعلومات كافية حول التأثيرات الخطيرة للسوشيال ميديا على صحتهم النفسية والاجتماعية.

وفيما يخص العلاقات الأسرية، أشارت إلى أن “سوشيال ميديا” خلقت حالة من ضعف الحوار الأسري، والتوحد والعزلة، وإهمال الأنشطة الاجتماعية مثل الرياضة، ودعت إلى تقنين الاستخدام ومراقبة الأسرة.

وفيما يتعلق بإهدار الوقت بسبب الفيديوهات القصيرة و”الريلز”، شددت على أهمية تحديد وقت ثابت للاستخدام (ساعة أو نصف ساعة)، والتوقف فور انتهاء الوقت.

ولم تغفل د. هالة قضية الشائعات والمعلومات المضللة، إذ أوضحت أن “الوعي هو الفيصل”، وبيّنت أن الإنسان المثقف يبحث عن مصدر المعلومة، بينما محدود الثقافة يساهم في نشر الشائعات.

وفي الحديث عن صلة الرحم والعلاقات الاجتماعية، عبّرت عن أسفها من تحول العزاء إلى “بوست” والمعايدة إلى “صورة جاهزة”، مشيرة إلى أن هذه الممارسات تضعف الروابط الحقيقية، رغم وجود جانب إيجابي في تسهيل نقل الأخبار، لكنها شددت على أهمية التفاعل الشخصي الحقيقي في المناسبات بحسب قرب العلاقة.

وفيما يخص حماية الأطفال من المحتوى الضار، قدمت مجموعة من التوصيات، ومنها مناقشة الطفل من غير تخويف، واستخدام أدوات الرقابة الأبوية، وحجب المواقع غير المناسبة.

وفي ختام حوارها قدمت د. هالة منصور مجموعة من النصائح التربوية للأهالي، قائلة “لا تكفي التغذية والتعليم! اهتموا بالبناء النفسي والاجتماعي للطفل، لا تلهوا الأطفال بالسوشيال ميديا حتى تنجزوا مهامكم؛ فذلك يدمِّر مستقبلهم، اضبطوا استخدامكم المنصات، وحدّدوا وقتًا، وتجنبوا الشائعات، وانتبهوا للمحتوى”.

برنامج (مصر الآن) يذاع على قناة النيل للأخبار.

لمتابعة البث المباشر لقناة النيل للاخبار .. اضغط هنا