هريدي: الدبلوماسية المصرية خاضت تحديات كبيرة بعد 30 يونيو لاستعادة مكانة مصر الدولية

هريدي: الدبلوماسية المصرية خاضت تحديات كبيرة بعد 30 يونيو لاستعادة مكانة مصر الدولية

قال السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن ثورة 30 يونية وما تبعها من أحداث، كانت لحظة فاصلة في تاريخ مصر الحديث، ليس فقط على الصعيد الداخلي، بل في علاقات مصر الخارجية التي واجهت تحديات غير مسبوقة.

وأكد هريدي، خلال استضافته في برنامج “بيت للكل”، أن الشعب المصري شعر ليلة 3 يوليو 2013 بأنه استعاد مصر، وهي العبارة التي لخصت شعورًا عامًا بالطمأنينة والأمل، بعدما عبّر المصريون عن إرادتهم الشعبية في الشوارع والميادين.

وأشار إلى أن الدبلوماسية المصرية واجهت معركة شديدة الصعوبة عقب الثورة، إذ لم تكن كثير من العواصم الغربية، وعلى رأسها واشنطن، تستوعب ما جرى، فعدد من الدول الأوروبية والولايات المتحدة تبنّت في البداية مواقف رافضة، وحاولت تصوير ما حدث بأنه انقلاب على حكم جماعة الإخوان، دون إدراك لحقيقة الرفض الشعبي الكبير لها.

وأوضح السفير أن الفترة من 2011 حتى 2013 كانت الأصعب، بسبب تدخلات أجنبية واسعة النطاق، بعضها كان يسعى للهيمنة على القرار المصري، والبعض الآخر حاول فرض أجندات خاصة به، واوضح أن الرهان على 

كان ساذجًا، حيث ظنت بعض الأطراف الدولية أن الجماعة تملك عمقًا شعبيًا يمكنها من حكم مصر، وهو ما ثبت خطؤه بعد انتفاضة الشعب ضدها.

وتحدث هريدي عن لحظة فارقة سبقت 30 يونية، حين رُفض طلب من كان في الحكم وقتها بأن يشارك الجيش المصري في ضرب ما يسمى بـ”الجيش السوري الحر”، وهو ما رفضته المؤسسة العسكرية، مؤكدًا أن الجيش المصري لا يتعامل إلا مع جيوش تمثل شعوبها، وهو ما شكل بداية تباين واضح مع توجهات الحكم في تلك الفترة.

وحول الموقف الأمريكي، قال هريدي إن خطاب الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما في جامعة القاهرة كان يحمل إشارات إلى مخطط جرى تنفيذه لاحقًا في يناير 2011، إلا أن ثورة 30 يونيو مثلت إحباطًا لهذا المخطط، وأضاف أن الإدارة الأمريكية في البداية اتخذت موقفًا حادًا تجاه الثورة، لكن الأمور بدأت تتغير تدريجيًا بعد زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى القاهرة في نوفمبر 2013، حيث أعلن في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره المصري وقتها نبيل فهمي عن فتح صفحة جديدة، في ما بدا وكأنه اعتراف غير مباشر بخطأ الموقف الأمريكي السابق.

وتابع هريدي: “من تلك اللحظة، بدأت عواصم القرار الغربي تتفهم طبيعة ما جرى في مصر”، مشيرًا إلى أن المرحلة الثانية من العمل الدبلوماسي بدأت مع تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكم في يونية 2014، وامتدت حتى 2021، حيث نجحت الدبلوماسية المصرية في استعادة مكانة مصر الدولية، وتحقيق اختراقات مهمة في علاقاتها الإقليمية والدولية.

وفي ختام حديثه، شدد هريدي على أن ما تحقق لم يكن بالأمر السهل، بل جاء نتيجة معارك دبلوماسية شرسة، وإصرار على إيصال صوت الشعب المصري إلى العالم، رغم محاولات التشويه والتضليل.

يذاع برنامج “بيت للكل” يوم الجمعة الساعة الحادية عشرة مساءً، أسبوعيا بالبث المشترك في توقيت واحد على شاشة القناة الأولى والفضائية المصرية والقنوات العامة بفلسطين والأردن والعراق.

 

لمتابعة البث المباشر للقناة الأولى المصرية..اضغط هنا