ليس كل التشنجات هي نوبات صرع

الصرع هو مجموعة من الاضطرابات العصبية التى تنتج عن خلل الإشارة الكهربائية فى خلايا المخ، وتتميز بحدوث نوبات متكررة..
يمكن أن تختلف من فترات قصيرة، وغير قابلة للكشف تقريبا إلى فترات طويلة من التشنج الشديد، كما يمكن أن تؤدي إلى هذه النوبات إلى إصابات جسدية.. فما تفسير هذا المرض؟ وأسبابه؟ والوقاية منه؟
يقول الدكتور عبد الكافى شرف الدين – أستاذ جراحة المخ والأعصاب – بطب الأزهر: الصرع هو عبارة عن رد فعل لخلايا المخ لوجود أمر غير طبيعى يمس المخ يؤدي إلى اضطراب التخطيط الكهربائى له، ويمكن أن يقسم إلى موضوعين، أما أن يكون المرض الوحيد فى المخ هو الصرع، أو عبارة عن عرض لوجود مرض عضوى أساسى فى المخ قد يكون ناتج عن عوامل وراثية، وهذا المرض موجود فى تاريخ الأسرة، وممكن أن يكون له شكل عضوى موجود فى المناطق المخية المختلفة، وقد لا يكون له أي شىء يظهر بالتصوير الإشعاعى أو المغناطيس، وهذا النوع المرضى يظهر فى المراحل الأولى بعد الولادة بأشكال عديدة وكثيرة مثل فى حالة النوبات الصغرى، والتى تكون عبارة عن غياب الوعى لثوان مع عدم الدخول فى غيبوبة أو تشنجات أى أن المريض يرى من حوله، ولا يستطيع التواصل معهم، وهذه النوبة تكون لمدة ثوان وتختفى، وهذا يعد رقم واحد في نوبات الصرع أو بدائية، وقد تستمر كما هى أو ممكن أن تتطور الى أعلى درجة، ويشعر المريض بحركات لا إرادية فى وجهه بأحد زوايا الفم مع أصابع اليد المقابلة لمدة ثوان وتختفى وقد تتطور إلى أكثر من ذلك مثل اتجاه عيناه ناحية اليمين ورأسه فى الشمال، و تزيد فيحدث انقباض، وانبساط بالزراع و الساق فى ناحية واحدة او فى الجانبين وقد يتطور الأمر الى غيبوبة.
ويضيف عن خطورة هذا الاشياء.. انها لا تحدث فى وقت يتنبأ به المريض، فقد تواجه فى حالة اليقظة أو النوم وأثناء سيره بالشارع أو العمل، ويتعرض لإصابات خطيرة هؤلاء المرضى يكونوا أكثر احتياجا للتشخيص الدقيق سواء برسم المخ الكهربائى أو الفحص بالرنين المغناطيسى، وفى الفترة الأخيرة تحسنت هذه الوسائل بشكل كبير.
وعن أسباب هذا المرض يرى أن العامل الوراثى له دور مهم أو أثناء الحمل والتعرض لإشعاع أو أمراض قد تؤثر على قشرة المخ أو حدوث نقص فى الدورة الدموية المخية للجنين أثناء الحمل أو نزيف، وقد يكون إلتهاب ميكروبى..كل هذا من الممكن أن يولد به الطفل وتظهر فى فترات سن الطفولة وأقل من سن البلوغ.
وعن الفرق بين هذا النوع والتشنجات النفسية يوضح.. إن مريض التشنجات النفسية يختار الوقت الذى يكون فى وسط الناس، و غالبا ما يحدث فى سن الشباب و الشيخوخة وأسبابه أمراض تظهر بالمخ تؤدى إلى الأعراض بسبب تواجد جسم غريب بالمخ مثل الأورام او نزيف أو التشوهات الخلقية وإصابات المخ مثل الحوادث وغيره كل هذا تسبب فى خلل فى تخطيط المخ الكهربة، وتظهر الأعراض حسب مكان وشدة الإصابة ويكون مصحوبا بأعراض أخرى غير نوبات الصرع الأخرى التى تؤكد المرض العضوى وتحدد مكانه، وهنا العلاج يكون على حسب السبب العضوى مثلج استئصال الورم أو الخراج.
وعن الشفاء التام من هذا المرض يؤكد أن الشفاء من هذا المرض تماما صعب، ولكن الهدف من العلاج هو السيطرة على شدة الأعراض والوصول إلى حد ممكن من الأدوية مع الحياة شبه الطبيعية.