أوشلان: مصر تواصل جهودها في مكافحة عمل الأطفال من خلال استراتيجية وطنية متكاملة.

أكد إيريك أوشلان، مدير مكتب منظمة العمل الدولية بالقاهرة، أن اليوم العالمي لمكافحة عمل الاطفال ليس مجرد مناسبة رمزية، بل دعوة ملحّة لتعزيز الجهود الجماعية، وتجديد الالتزام الدولي بحماية كل طفل وتمكين كل أسرة
وقال أوشلان، في كلمته الافتتاحية خلال فعاليات الاحتفال باليوم العالمي تحت شعار “التقدم واضح، لكن أمامنا المزيد: فلنسرع الجهود”، إن اجتماعنا اليوم يأتي في وقت حاسم، خصوصا بعد انتهاء الإطار الزمني المحدد لتحقيق الهدف 8.7 من أهداف التنمية المستدامة لعام 2015، الذي ينص على القضاء على عمل الأطفال، دون أن يتحقق بالكامل.
وأشار إلى أن تقريرا مشتركا صدر مؤخرا عن منظمة العمل الدولية واليونيسف بعنوان “عمل الأطفال: تقديرات عالمية 2024” أظهر تقدما إيجابيا تمثل في انخفاض عدد الأطفال العاملين عالميا بأكثر من 22 مليون طفل، وعدد المنخرطين في الأعمال الخطرة بأكثر من 25 مليون طفل، وذلك بين عامي 2020 و2024، بعد الارتفاع المسجل في الفترة من 2016 إلى 2020.
وشدد على أن “الوقت الآن هو وقت تسريع وتيرة التغيير”، مؤكدًا أن تباطؤ الجهود قد يعوق التقدم المحقق، وأن البيانات الجديدة ينبغي أن تكون محفزًا لصياغة سياسات أكثر فاعلية.
ونوه مدير مكتب “العمل الدولية” إلى أن مصر تواصل التزامها بمكافحة عمل الأطفال من خلال نهج وطني منسق، حيث تعمل اللجنة التوجيهية الوطنية حاليًا على إعداد خطة عمل جديدة تستند إلى خطة 2018-2025، بما يتماشى مع رؤية مصر 2030.
وأضاف أن المنظمة تتبنى نهجا مزدوجا لمكافحة الظاهرة، يجمع بين العمل السياساتي عبر تطوير التشريعات وجمع البيانات، وزيادة التوعية، وبين التدخلات الميدانية التي تستهدف تمكين الأسر اقتصاديًا، وتأهيل الأطفال ودمجهم في التعليم.
وأشار إلى أن قانون العمل المصري الجديد تضمن مواد متقدمة تتماشى مع اتفاقيتي العمل الدولية رقم 138 و182، وعلى رأسها المادة 64 التي تحظر الأعمال الخطرة والاستغلال وأي نشاط يعرض تعليم الطفل أو نموه للخطر.
وأوضح أوشلان أن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء يستعد لإطلاق المسح الوطني لعمل الأطفال للمرة الأولى منذ أكثر من عشر سنوات، ما سيمثل أداة حيوية لتحسين التخطيط وقياس التقدم المحرز.
كما أعرب عن فخره بامتلاك منظمة العمل الدولية حاليًا محفظة مشاريع متنامية في مصر، من بينها:
ETEL Egypt لمكافحة أسوأ أشكال عمل الأطفال في الصناعات الصغيرة وفي الشوارع
ACCEL Egypt – حصاد المستقبل
مشروعات التمكين الاقتصادي والاجتماعي للأسر
ACCEL Africa الذي اختُتم بعد سنوات من الإنجازات المؤثرة
وأوضح أن هذه المشروعات ساهمت في عودة آلاف الأطفال إلى المدارس، وتوفير فرص دخل جديدة خاصة للنساء، وتحسين ظروف العمل في القطاعات التي تدعمها، مثل الزراعة والصناعات الصغيرة.
وأشار إلى أن هذه الإنجازات تحققت بفضل الشراكات القوية مع الحكومة المصرية وشركاء التنمية، وأبرزهم بنك مصر في مجال تعزيز الشمول المالي، وسفارة سلوفينيا في دعم الأسر بأنشطة مدرة للدخل ومستجيبة للنوع الاجتماعي.
كما توجه بالشكر لحكومات إيطاليا (عبر الوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي)، وهولندا، وسلوفينيا، بالإضافة إلى منظمة العمل العادل (FLA)، على دعمهم المتواصل، قائلا: “بالنيابة عن منظمة العمل الدولية، نؤكد التزامنا بدعم مصر لتحقيق رؤيتها 2030، لا سيما في الهدفين 8.7 و16.2 من أهداف التنمية المستدامة، فلنواصل العمل بإلحاح، ونبني على ما تحقق، ونعمل معًا لضمان أن يكون كل طفل في مكانه الطبيعي.. بين المقاعد الدراسية، لا في بيئة العمل”.