حجازي: ثورة 30 يونيو جزء من تاريخ كفاح الشعب المصري

أكد الدكتور مصطفى حجازي، المستشار السياسي والاستراتيجي السابق لرئيس الجمهورية، أن ثورة 30 يونيو تُعد حلقة مهمة في سلسلة نضال الشعب المصري من أجل الحفاظ على هويته وثقافته، في مواجهة أي تيار يحاول الانتقاص من ثوابته.
وأوضح د.حجازي، خلال ظهوره في الحلقة الأولى من برنامج “العالم غدًا”، أن ثورة 30 يونيو كشفت عن أن لدى الشعب المصري تصورًا خاصًا لمعاني الحرية والكرامة والعدالة، وأنه لا يقبل المساس بثوابته الإنسانية. وأضاف أن مفهوم الوطن لدى المصريين لا يقتصر على الحدود الجغرافية، بل يتجاوزها ليشمل الحلم والأمل والحياة والأمان.
وأشار إلى أن الجماعات المتطرفة، بطبيعتها، تحارب فكرة الوطن، مؤكدًا أن الأمة المصرية تمثل الإطار الضامن لقدرة الشعب على الاستمرار والوجود. وبيّن أن مفاهيم الحلم والوطن والإنسان، حينما تجتمع، تُنتج معنى الأمة القوية.
وشدد د.حجازي على أن ثورة 30 يونيو تُعد امتدادًا لثورة 25 يناير وتكمل مسارها، كما نصّ الدستور المصري، إذ إن كليهما جاء نتيجة المساس بحلم المصريين في الحرية والكرامة.
وتابع قائلاً إن جماعة الإخوان الإرهابية كانت تستخدم الدين بطريقة أيديولوجية، تخالف التصورات الإنسانية السليمة، وحاولت طمس هوية الشعب المصري وسرقة ثقافته، ما دفع الشعب إلى الانتفاض في وجه هذا التيار الذي انكشفت أهدافه بوضوح في الفترة التي سبقت الثورة.
وأكد د.حجازي على ضرورة فهم التاريخ بشكل عميق، لأنه مفتاح لرؤية المستقبل، مشيرًا إلى أن الجماعات المتطرفة استغلت ظروف ما بعد نكسة 1967 لتهيئة عقول المصريين لقبول أفكار متطرفة، رغم أنها في الأصل مرفوضة في وجدانهم.
كما أشار إلى أن سلوك العنصرية هو فكرة مرفوضة لدى المصريين، وهو ما يمثل صمام أمان للمستقبل، مؤكدًا أن ما كان يمكن تمريره قبل أربعين عامًا لم يعد مقبولًا اليوم، فقد أصبح الشعب أكثر وعيًا وقدرة على التمييز.
وأضاف: “تشرفت بالعمل مستشارًا للرئيس بعد ثورة 30 يونيو، وهي مهمة وطنية أعتز بها أكثر من كونها مجرد وظيفة”.
وعن موقف القوات المسلحة، أوضح حجازي أن استجابة الجيش لإرادة الشعب كانت أمرًا طبيعيًا، نظرًا لكون الجيش جزءًا لا يتجزأ من نسيج هذا الشعب، مشيرًا إلى الارتباط العضوي والتاريخي بين الشعب المصري وجيشه، وقدرتهما معًا على تبني الأفكار الكبرى لبناء الحضارة.
واختتم حواره بالتأكيد على أن ثورة 30 يونيو أسّست لدى المصريين تصورًا مستقلًا لوطنهم، لن يقبلوا بديلاً عنه، كما رسخت رفضهم لاستخدام الدين في السياسة،مشددًا على أن شعور المصريين بالانتماء والولاء هو الضامن الحقيقي للأمن القومي.