العطلة الصيفية: في المدارس والجامعات

مع قدوم الإجازة الصيفية، كثير من المدارس والجامعات تفتح أبوابها للطلاب والشباب لممارسة أنشطة متنوعة لتنمية المهارات وصقل لخبرات والمشاركة في معسكرات ورحلات تعليمبة وترفيهية برسوم رمزية .
وتمثل هذه الأنشطة فرصة لاستثمار طاقات النشء وتحفيزهم على الإبداع، وتوفير بيئة حاضنة للمواهب لدعم قدراتهم في المجالات الثقافية والعلمية والفنية والرياضية.
ملاعب كرة القدم
وحول تجارب عدد من طلاب المدارس ، قال عمرو محمود طالب بالصف الثاني الإعدادي في مدرسة حكومية بعابدين : أرحب بتمضية الصيف في لعب كرة القدم وعزف الموسيقى بصحبة زملائي ومدرسي الألعاب والموسيقى لأنها جعلتني أتعلق بالمدرسة وأحبها وشجعتني على الانتظام في الدراسة .
وأضاف أن الأسرة مشتركة في نادي اجتماعي كبير بعيد عن البيت لكن المدرسة قريبة من منزله وبالتالي من الأسهل زيارة المدرسة أكثر من التردد على النادي .
إعلان المواعيد والبرامج مبكرا
ولفت كريم الصف السدس الابتدائي في مدرسة خاصة بمدينة نصر إلى ضرورة الإعلان عن مواعيد بدء الأنشطة والبرامج والأنشطة المقدمة بوضع لافتات النشاط الصيفي في كل مكان واضح داخل المدرسة.
وطالب بضرورة تكثيف المتابعة اليومية على المدارس للتأكيد على تنفيذ الأنشطة الصيفية طبقا للخطة الموضوعة لتحقيق أهداف خطة الأنشطة .
نزهة للمدرسة
أما سها محمد مدرسة عربي بمدرسة تجريبية لغات في المهندسين، فقالت : أنا كل صيف أحرص على اصطحاب ابني 8 سنوات للمدرسة لأن بها ملعب كبير وحمام سباحة ومعرض فني ومسرح كبير، وفي بداية الأمر كان يرفض ومع مرور الوقت وتكوين أًصدقاء أصبح يفضلها عن النادي .
وأضافت أنها تكون مطمئنة على ابنها داخل المدرسة التي تعمل بها لافتة لوجود طلاب يذهبون لتمثيل روايات وعزف البيانو على مسرح المدرسة لتنمية مواهبهم.
دورات ومعسكرات
وعلى مستوى الجامعات، قالت سلمى محمد على كلية الحاسبات جامعة عين شمس إنها تشارك في دورات بالجامعة خلال الصيف منها التعليمي مثل كورسات الكمبيوتر والذكاء الاصطناعي ومنها الترفيهي مثل تعليم الأشغال اليدوية والرسم والموسيقى .
وأضافت أن هذه الأنشطة تجعلها تستثمر الإجازة في تنمية مهاراتها وترقية وجدانها خاصة أن الجامعة قريبة من بيتها والأسرة غير مشتركة في نادي اجتماعي .
ولفتت إلى وجود متحف قصر الزعفران في الجامعة يتردد عليه الطلاب والزوار من خارج الجامعة طوال العام .
والتقطت منى حسين طالبة في آداب القاهرة خيط الحديث لتوضح أن ميزة أنشطة ومعسكرات الجامعة أنها يمكن الاتفاق عليها قبيل انتهاء الامتحانات وتكون مشجعة لوجود صحبة من الزملاء والأصدقاء والمشرفين وبتكلفة اقتصادية بخلاف أي رحلة أو نزهة خاصة تكون مكلفة جدا وقد تقتصر على أفراد الأسرة فقط .
تعميم التجربة
أما محمد زياد طالب بهندسة حلوان ، فأكد حرصه على الاشتراك بالمعسكرات الصيفية من خلال الأسر الطلابية وزيارة معامل الابتكار وممارسة هواية الرسم والتصوير .
وطالب باستمرار هذه الأنشطة طوال العام خلال الدراسة والإجازة .
برنامج “صيف الإبداع والابتكار”
وعلى سبيل المثال، دعا الأستاذ الدكتور محمد سامي عبد الصادق رئيس جامعة القاهرة، الطلاب والطالبات إلى استثمار فترة الإجازة الصيفية بالمشاركة الفاعلة في أنشطة الجامعة خلال صيف 2025.
وأكد أن الأنشطة الصيفية تهدف إلى بناء الشخصية المتكاملة وتعزيز قيم الانتماء والولاء الوطني.
وصرح الدكتور أحمد رجب نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب بأن خريطة الأنشطة تتضمن تنفيذ معسكر تدريبي تحت عنوان “بناء الشخصية الوطنية ودورها في التنمية”، إلى جانب إطلاق برنامج “صيف الإبداع والابتكار” الذي يستهدف دعم ريادة الأعمال وتوفير بيئة محفزة على الابتكار، خاصة للطلاب من ذوي الهمم الذين تم تنظيم برامج وورش فنية ومسابقات رياضية ملائمة لهم.
وأوضح نائب رئيس الجامعة أن الخريطة تشمل أنشطة متنوعة، مثل ورش النحت والخزف والتصوير والرسم والمسرح والموسيقى، إضافة إلى مسابقات ثقافية في القصة والمقال ودوري المعلومات، ودورات تدريبية في الصحافة والإعلام، فضلاً عن ورش علمية في الإلكترونيات والبرمجيات والذكاء الاصطناعي.
التأهيل لبطولات جامعية
كما نظمت الإدارة العامة لرعاية الشباب بجامعة عين شمس العام الماضي مسابقات في ملعب كرة القدم الكبير، والملعب المتعدد، خلال شهري أغسطس وسبتمبر، شملت مجموعة متنوعة من الرياضات، بما في ذلك كرة القدم، وكرة القدم الخماسية، والكرة الطائرة، وتنس الطاولة.
وأعلنت الجامعة أن الهدف من هذه الفعاليات تنمية المهارات الرياضية لدى الطلاب وتكوين جيل جديد من الرياضيين لتمثيل الجامعة في البطولات القومية، وتشجيع الطلاب على ممارسة الرياضة كجزء من حياتهم اليومية، مما يسهم في تعزيز صحتهم البدنية والنفسية، وتوجيه طاقاتهم نحو أنشطة إيجابية، لبناء جيل واعٍ ومثقف قادر على مواجهة تحديات المستقبل.
فرصة ذهبية لبناء شخصية
وحول أهمية استثمار المدارس والجامعات في فترة تنظيم أنشطة خلال الصيف وحجم إقبال الأسر عليها، قالت د.عبير أحمد، مؤسس اتحاد أمهات مصر للنهوض بالتعليم وإئتلاف أولياء الأمو، لموقع أخبار مصر ببوابة ماسبيرو إن فتح المدارس والجامعات أمام الطلاب خلال فترة الإجازة الصيفية لتنفيذ أنشطة متنوعة يعد خطوة إيجابية وضرورية، تستحق كل الدعم والتشجيع.
وأوضحت مؤسس اتحاد أمهات مصر للنهوض بالتعليم وإئتلاف أولياء الأمور، أن الصيف لا ينبغي أن ينظر إليه كوقت للراحة فقط، بل هو فرصة ذهبية لبناء شخصية الطالب خارج الإطار الأكاديمي. مشيرة إلى أن الأنشطة تسهم في خلق توازن صحي بين التحصيل الدراسي والحياة الاجتماعية، كما تتيح للطلاب آفاقًا جديدة لاكتشاف قدراتهم واهتماماتهم.
وأكدت عبير، أن هناك شريحة كبيرة من أولياء الأمور، وخاصة الأمهات، أصبحوا أكثر وعيًا بأهمية دمج أبنائهم في أنشطة هادفة، بدلًا من قضاء الإجازة في العزلة أو الإفراط في استخدام الأجهزة الإلكترونية.
وأضافت أن الكثير من الأمهات أبدين حماسا للمشاركة في هذه الفعاليات ومتابعة تطور أبنائهن عن قرب.
وشدّدت على أهمية أن تكون الأنشطة الصيفية متنوعة وجاذبة، وأن تقدَّم بشكل مجاني أو بتكلفة رمزية، حتى تكون متاحة لجميع الطلاب، خصوصا في ظل الظروف الاقتصادية الحالية، مع ضرورة توفير بيئة تعليمية آمنة ومحفزة داخل المؤسسات التعليمية.
ودعت عبير أحمد إلى استمرار هذه المبادرات على مدار العام، وليس فقط خلال الصيف، لتحويل الأنشطة إلى عنصر أساسي ومتكامل في العملية التعليمية، لا مجرد إضافة هامشية.
كما أكدت على أهمية التنسيق بين وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي والجهات المعنية، لضمان توفير الإمكانيات اللازمة وتحقيق جودة الأنشطة بما يخدم الطلاب وأسرهم بشكل فعال.
أفكار خارج الصندوق
أما د.مي عبد الفتاح استشاري أسري وخبير تربوي، فقالت لموقع أخبار مصر إنه مع بداية موسم الإجازات الدراسية يمكن استثمار الإجازات في العديد من الأنشطة المفيدة، حتى مع أقل الإمكانيات أولها القراءة من خلال زيارة المكتبات العامة أو تحميل الكتب المجانية من الإنترنت. ويمكن التعلم عبر الإنترنت من خلال البحث عن الدورات المجانية أو المدفوعة التي يمكن الاستفادة منها.
أيضا من خلال تعلم مهارات جديدة مثل البرمجة، التصميم، أو اللغات وممارسة الهوايات المفضلة مثل الرسم أو التصوير باستخدام الأدوات البسيطة أو استغلال الوقت في كتابة القصص أو الشعر أو المقالات المفيده
ودعت مي عبد الفتاح إلى ممارسة الرياضة واللياقة البدنية في المنزل دون الحاجة إلى معدات باهظة الثمن ويمكن أيضا الانضمام إلى فرق رياضية محلية أو ممارسة الرياضات الجماعية مع الأصدقاء.
وأشارت إلى امكانية ممارسة العمل التطوعي حيث يمكن المشاركة في الأنشطة التطوعية في المجتمع، مثل مساعدة المحتاجين من خلال مؤسسات المجتمع المدني.