توقيع معاهدة فرساي في عام 1919

توقيع معاهدة فرساي في عام 1919

في مثل هذا اليوم الثامن والعشرين من يونيو 1919 تم توقيع معاهدة فرساي في فرنسا، وتعد هذه المعاهدة النهاية الرسمية للحرب العالمية الأولى.

وهي المعاهدة التي أسدلت الستار من جانب القانون الدولي على أحداث الحرب العالمية الأولى، ووقع عليها بعد مفاوضات شاقة وعسيرة استمرت ستة أشهر هي وقائع مؤتمر باريس للسلام، ووقع الحلفاء المنتصرون في الحرب اتفاقيات منفصلة مع دول المركز الخاسرة وهي الرايخ الألماني، والإمبراطورية النمساوية-المجرية، والدولة العثمانية، ومملكة بلغاريا، تضمنت المعاهدة الاعتراف الألماني بالمسؤولية الكاملة عن الحرب ما أثار حنقا واسعا داخل ألمانيا فقد اعتبر تنازلا عن الكرامة الوطنية، فألمانيا وإن كان عليها نصيبها من المسؤولية إلا أنه ليست المسؤولية كاملة.

تمخضت المعاهدة عن تأسيس عصبة الأمم التي أريد منها الحيلولة دون وقوع نزاع مسلح بين الدول كما حدث في الحرب العالمية الأولى، ونزع فتيل النزاعات الدولية قبل انفجارها، ألزمت المعاهدة ألمانيا بخسارة بعض من أراضيها وتقديم تنازلات إقليمية واسعة، وتقاسمت الدول المنتصرة الرئيسة مستعمراتها في إفريقيا والمحيط الهادئ، وخسرت الدولة العثمانية -كذلك- أراضي شاسعة في آسيا وانتهت إمبراطوريتها نهائيا، وتوزعت ممتلكات الإمبراطورية النمساوية-المجرية على عدة بلدان في وسط القارة وشرقها وذلك بموجب معاهدات لاحقة لمعاهدة فرساي.

فيما يتعلق بالقيود العسكرية على ألمانيا فرضت المعاهدة ضوابط وقيودا صارمة جدا على الآلة العسكرية الألمانية بغية منع الألمان من إشعال حرب ثانية، فنصت على تجريد الجيش الألماني من السلاح الثقيل، وإلغاء نظام التجنيد الإلزامي المعمول به، والاحتفاظ بـ100,000 جندي عامل فقط. بما فيه الالتزام بـ15,000 عنصر عامل -ما بين ضباط وجنود- في البحرية، وعدم بناء قوة جوية، وتحديد السفن الحربية بعدد محدود، ومنعها بتاتا من بناء غواصات حربية. كما فرض عليها ألا يحق البقاء في الخدمة العسكرية أقل من 12 عاما للجنود و25 عاما للضباط بحيث يغدو الجيش الألماني قائما على الكفاءات العسكرية غير الشابة.

ثم جاء دفع التعويضات لبعض البلدان، حددت هذه التعويضات بمبلغ 269 مليار مارك ألماني ذهبي، ثم خفض عدة مرات فيما بعد، وبحسب خبراء اقتصاديين فإنها -رغم التخفيضات- بقيت مغالى فيها. ونتج عن ذلك أن أثقلت الديون الاقتصاد الألماني المنهك بسبب الحرب وتبعاتها ما رفع درجة الغضب والغليان الشعبي، وأسهم في النهاية في اندلاع الحرب العالمية الثانية.