بعد تقليص التمويل.. ناسا تتراجع عن المشاركة في مؤتمرات الفلك الرئيسية

انسحبت وكالة ناسا الأمريكية من الاجتماع رقم 246 للجمعية الفلكية الأمريكية هذا العام، وهو المؤتمر الذي يشار إليه أحيانا باسم “سوبر بول علم الفلك”.
كما قررت المؤسسة الوطنية للعلوم الغاء محاضرتها المقررة في الاجتماع أيضا.
ويجمع اجتماع الجمعية الفلكية نخبة من علماء البلاد في قاعة واحدة لمشاركة ما عملوا عليه وفكروا فيه مؤخرًا؛ مما يسهم في تعزيز أفكار جديدة لاستكشاف الكون.
علاوة على ذلك، انسحبت وكالة ناسا من عدة مؤتمرات أخرى، على سبيل المثال، ألغت الوكالة مؤتمرها الدولي للبحث والتطوير في محطة الفضاء الدولية الذي كان من المقرر عقده في نهاية شهر يوليو في سياتل، كما انسحبت من مؤتمر علوم القمر والكواكب.
وعن سبب عدم المشاركة، صرحت بيثاني ستيفنز، المتحدثة باسم ناسا، لموقع Space.com: “تقوم ناسا بتقييم إنفاقنا وتحديد أولويات مواردنا، بينما نعدل أهدافنا الاستكشافية نحو التركيز المتجدد على الاستكشاف البشري للقمر والمريخ.. وسنواصل تقييم المشاركة في المؤتمرات على أساس كل حالة على حدة”.
هذا التصريح يبدو متوافقا مع طلب البيت الأبيض لميزانية ناسا للسنة المالية 2026 الصادر في 30 مايو، والذي لم يقره الكونجرس بعد.. والذي يقترح خفض تمويل الوكالة العلمي بنحو النصف – وهو أكبر خفض سنوي لها في تاريخ الولايات المتحدة – مما سيؤدي إلى إلغاء العديد من البعثات، بما في ذلك البعثات التشغيلية وقيد التطوير، وتقليص القوى العاملة في الوكالة بنحو الثلث.
ومن جانبها، رفضت مؤسسة العلوم الوطنية (NSF) التعليق عند سؤالها عن سبب انسحابها من اجتماع الجمعية الأمريكية للفضاء (AAS) هذا الصيف، وما إذا كانت ستلغي حضورها في أي اجتماعات مستقبلية.
لم يكن طلب ميزانية مؤسسة العلوم الوطنية للسنة المالية 2026 الذي قدمه البيت الأبيض أكثر تشجيعا.. حيث من المقترح خفض ميزانية مؤسسة العلوم الوطنية بنسبة تزيد عن 50%، من 284.52 مليون في السنة المالية 2024 إلى 127.29 مليون في السنة المالية 2026.
قد يؤدي ذلك ، على سبيل المثال، إلى إغلاق أحد موقعي ليجو، وإيقاف عمليات تلسكوب دكيست (DKIST)، وهو أقوى تلسكوب شمسي في العالم، والذي بدأ مؤخرا في إرسال البيانات، وتقليص عدد المشاركين في أبحاث مؤسسة العلوم الوطنية من أكثر من 330 ألفا إلى حوالي 90 ألفا.
ففي يوم الأربعاء الماضي (25 يونيو)، ترددت أنباء بأنه سيتم طرد موظفي مؤسسة العلوم الوطنية (أكثر من 1800 عامل) من مقر الوكالة لأن مساحة المكاتب سوف يتم الاستيلاء عليها من قبل موظفي وزارة الإسكان والتنمية الحضرية (HUD).
يشار الى ان كلتا المؤسستين معروفتان في مجتمع علم الفلك، ولسبب وجيه.. فهما تبقيان بعضا من أهم أدوات هذا المجال قيد التشغيل – مثل تلسكوب جيمس ويب الفضائي القوي (JWST)، وتلسكوب هابل الفضائي الموثوق ، وتلسكوب دانيال ك. إينوي الشمسي الضخم ( DKIST ) ، ومرصد ليجو ( LIGO ) ، كاشف الموجات الثقالية المذهل الذي يمكنه استشعار تصادم الثقوب السوداء في الكون.
و لذلك، من المنطقي أن تشارك كل من ناسا ومؤسسة العلوم الوطنية عادة في هذه المؤتمرات، لكن في اللحظة الأخيرة، قرر كلاهما إلغاء حضورهما الرسمي في اجتماع هذا الصيف ــ وكان غيابهما واضحا.
ورغم أن مؤتمر الجمعية الأمريكية للفضاء (AAS) يعقد مرتين سنويا كل ستة أشهر، وصحيح أن اجتماعات الصيف عادة ما تكون أصغر حجما..و مع ذلك، رأى العلماء أن انسحاب كل من ناسا ومؤسسة العلوم الوطنية (NSF) أمر ملفت للنظر.
ومن المثير أن يكون اجتماع الجمعية الفلكية الأمريكية الذي عقد في الفترة ما بين 8 و12 يونيو في أنكوريج، ألاسكا، هو أول اجتماع للجمعية الأمريكية للعلوم منذ تولي إدارة ترامب السلطة وبدء تنفيذ بعض التغييرات الضخمة والمثيرة للجدل في جميع أنحاء هذه المنظمات.