د. فاروق: الأضرار العسكرية والاقتصادية تنشئ انقسامات في الجبهة الداخلية الأوكرانية

قال د. أحمد فاروق ، مستشار المركز الوطني للدراسات، إن المحادثات بين روسيا وأوكرانيا في إسطنبول مرت بمرحلتين: المرحلة الأولى تزامنت مع بداية الحرب وركزت على إتفاقيات إنسانية مثل تدفق القمح والمواد الغذائية من أوكرانيا ، المرحلة الثانية وهي المرحلة الحالية وتهدف إلى التوصل إلى تسوية لوقف إطلاق النار لكن دور تركيا فيها يقتصر على الجانب الإنساني مثل تبادل الأسرى وجثث القتلى.
وأشار إلى أن أوكرانيا نفذت عمليات عسكرية في العمق الروسي ،بما في ذلك استهداف قواعد حساسة وجسر يربط بين القرم والبر الرئيسي الروسي مما تسبب في خسائر مادية تقدر بمليارات الدولارات، متوقعا أن تقدم روسيا رداً عسكرياً قوياً لاستعادة هيبتها خاصة بعد الضرر الذي لحق ببعض قدراتها الاستراتيجية. كما استبعد استخدام الأسلحة النووية في الرد، مشيراً إلى أن الرئيس الروسي يدرك تبعات قتل المدنيين الأوكرانيين الذين يعتبرهم جزء من الشعب الروسي.
وأضاف د. فاروق خلال لقاء له ببرنامج (حوار اليوم) أن المحادثات الجارية بين الطرفين متوقفة بسبب تمسك كل منهما بموقفه، فروسيا تصر على ضم الأراضي المحتلة وضمان حياد أوكرانيا بينما ترفض أوكرانيا هذه المطالب.
كما أوضح أن الدول الغربية بما في ذلك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي اتسم موقفها ب”الصمت” تجاه الضربات الأوكرانية الأخيرة مع تأكيدها على حق أوكرانيا في الدفاع عن نفسها دون إعلان دعم مباشر للهجمات، مشيرا إلى أن تركيا تلعب دوراً رئيسياً في الوساطة بينما لا يمكن اعتبار الصين وسيطاً محايداً بسبب تحالفها الاستراتيجي مع روسيا.
كما أوضح أن الخسائر العسكرية والضغوط الاقتصادية بدأت تحدث شروخاً في الجبهة الداخلية الأوكرانية مع تصاعد اتهامات الفساد ضد زيلينسكي واتهامه ب”إطالة أمد الحرب لتحقيق مصالح شخصية” ولفت إلى أن المقابلة الأخيرة بين ترامب وزيلينسكي التي تضمنت انتقادات قاسية للأخير أعطت دفعة للمعارضة الأوكرانية لتكثيف ضغوطها حيث أن المعارضة الداخلية باتت تنظر إلى زيلينسكي كعقبة أمام السلام مما يزيد من مخاطر استهدافه شخصياً.
برنامج “حوار اليوم” يذاع على شاشة النيل للأخبار
الحلقة من تقديم الإعلامي إيهاب اللاوندي.