د. محمود شلبي يتحدث عن سداد ديون المتوفى في “بريد الإسلام”

د. محمود شلبي يتحدث عن سداد ديون المتوفى في “بريد الإسلام”

ورد إلى برنامج (بريد الإسلام) رسالة من مستمع يقول فيها: تُوفي قريب وقبل صلاة الجنازة قلت للمصلين من كان له دين على المتوفى فأنا كفيل به، فقام أحد الأشخاص يطلب دينا فأعطيته فهل هذا جائز وهل تبرأ ذمة المُتوفّى؟

أجاب محمود شلبي أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية أنه من المقرر شرعًا أن الديون المالية من أهم الحقوق فلا تزال ذمة المدين  مشغولة بها حتى بعد موته؛ لذلك حثت الأدلة الشرعية على قضاء الدين والتخلص منه قبل الموت أو أن يبرئه الدائن، فعن أبى هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه.

يقول ابن الأثير  قوله”معلقة بدينه” أي أنها تطالبه بما  تخلف عليه من الدين  ومؤاخذة به في الآخرة بعد الموت إلى أن يوفي ما عليه من دين. 

وتابع حديثه ببرنامج (بريد الإسلام) قائلًا إنه إذا توفي شخص وعليه دين فإن كان له تركة تفي بسداد الدين سدد منها عند التمكن من السداد  حتى تبرأ ذمته، أما إذا لم يكن له تركة أو تعذر سداد دينه من تركته لكون الورثة غير قادرين على التصرف فيها لوجود خلافات فى هذه الحالة استحب لوارثه أو غيره أن يتكفل بها غيره إبراء لذمته؛ وذلك لما أخرجه الإمام البخاري عن سلمة بن الأكوع قال: إنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أُتِيَ بجَنَازَةٍ لِيُصَلِّيَ عَلَيْهَا، فَقالَ: هلْ عليه مِن دَيْنٍ؟، قالوا: لَا، فَصَلَّى عليه، ثُمَّ أُتِيَ بجَنَازَةٍ أُخْرَى، فَقالَ: هلْ عليه مِن دَيْنٍ؟، قالوا: نَعَمْ، قالَ هل ترك شيئا قالوا ثلاثة دنانير فصلى عليها ثم أُتي بالثالثة فقالوا صلى عليها فقال هل ترك شئ  قالوا عليه ثلاثة دنانير، قالَ أَبُو قَتَادَةَ عَلَيَّ دَيْنُهُ يا رَسولَ اللَّهِ، فَصَلَّى عليه.

وأوضح شلبي أن التكفل بدين الميت سواء كان من أقاربه أم لا جائز شرعًا ولا حرج فيه وهو من الأعمال الصالحة  التي يمكن القيام بها للميت والتى ينتفع بها، وبناء على ذلك فإن ما قام به السائل من قضاء دين قريبه أثناء صلاة الجنازة عليه  تصرف صحيح شرعا وهو من الإحسان إليه والوفاء بحقه  وفك رهانه وإبراء ذمته، ويثاب السائل الجزاء والثواب على أداء دين المتوفى.

برنامج (بريد الإسلام) يذاع عبر إذاعة القرآن الكريم يوميا تقديم فؤاد حسان.