يسرائيل هايوم: العملية العسكرية “عام كلافى” تحقق نجاحاً كبيراً.

تسابقت الصحافة العبرية في إبراز الإنجازات التي حققتها إسرائيل من عدوانه المباغت على إيران، ومشاركة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فيه فيما بعد، وأهب الكتاب والمحللون في إحصاء المكاسب التي جنتها إسرائيل من تلك الحرب.
في صحيفة يسرائيل هايوم كتب الصحفي الإسرائيلي “أمنون لورد” تحت عنوان : “انتهت عملية “عَامْ كِلافِي” بنجاح كبير.. لكن إسرائيل ستدفع الثمن بالعملة الفلسطينية” يقول إن إسرائيل خرجت من هذه العملية العسكرية بوضع أمني أفضل من أي وقت مضى، حتى أولئك الذين انتقدوا نتنياهو لم يخفوا إعجابهم بما حققته هذه الحرب.
وأوضح الكاتب الإسرائيلي أنه لم تمضِ سوى ساعات قليلة على وقف إطلاق النار، حتى بدأت أصوات الانتقاد والتذمر تُسمع مجددا في إسرائيل. اتضح أن هذه أصوات اليمين الساخط الذي يتهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأنه يساري جبان. وأن حكومة ضعيفة.
ويتعجب الكاتب الإسرائيلي كيف كان الحال في إسرائيل قبل أسبوعٍ واحدٍ فقط، عندما أصيب العالم بالذهول العام إزاء ما أسماه الكاتب بالقرار الجريء لمهاجمة إيران والأداء المذهل لجميع القوات الإسرائيلية التي شاركت في حرب في ظل مخاوف جدية، وتساؤلات مثل: كيف لإسرائيل أن تخرج من هذه الحرب التي بدأتها؟ كيف ستنهيها؟
ويمضي الصحفي الإسرائيلي قائلا: الآن، يتبين لنا أن عملية “عام كلافي” أو حرب الاثني عشر يومًا، كما أطلق عليها ترامب، بدأت تنتهي بسلاسةٍ شبه تامة؛ حيث وسعت إسرائيل في الأيام الأخيرة من نطاق أهدافها. ومن الواضح أنها لم تعد تقتصر على منع الصواريخ والأهداف النووية فحسب؛ بل أصبحت تستهدف بشكل متزايد النظام الإيراني بل والمجتمع. كما لو كنا نتحدث عن كورس أكاديمي يجب الانتهاء منه كاملا.
الهدف الأبرز – بوابات سجن إيفين سيئ السمعة. قارن متابعو تاريخ الأنظمة الشمولية هذا الأمر فورًا باقتحام سجن لوبيانكا. لم يحدث ذلك قط. لكن إسرائيل اقتحمت سجن إيفين.
ويقول الكاتب في الصحيفة العبرية إن مهاجمة إسرائيل لأهداف مدنية مثل قصف بوابات سجن إيفين سيئ السمعة في طهران، لم يُعجب الرئيس الفرنس ماكرون، لأن إسرائيل تجاوزت بنك الأهداف النووية الذي تسمح به باريس. ويتساءل الكاتب هل من الممكن أن باريس لا تزال ترى نفسها مخولةً بانتقاد إسرائيل في قضايا مثل الخيارات النووية بسبب أنها فتحت الطريق أمام فك غموض العالم النووي؟
ويستمر الكاتب فيقول:
كانت هناك عملية قصيرة واحدة حققت فيها فوائد عسكرية وسياسية مماثلة لعملية “عام كلافي”، وهي حرب 1956 أو “العدوان الثلاثي” على مصر. حيث عززت إسرائيل قوتها العسكرية، وأثبت أنها دولة قوية وحاضرة في المنطقة. والأهم من ذلك، أن الشراكة مع فرنسا أثمرت عن إقامة مفاعل ديمونا النووي، وهذا كان ذلك جزءًا من الصفقة مع فرنسا. وكان الثمن على المدى الطويل هو أن إسرائيل سُجِّلت في تاريخ ما بعد الاستعمار باعتبارها حليفاً لإمبراطوريتين رجعيتين بائدتين، بريطانيا وفرنسا.
ويوضح الكاتب أن لعملية “عام كلافي” فوائد أكبر بكثير من حرب 1956. لأنه لا شيء يدوم، وأصبح أمامنا في المستقبل المنظور أن إيران لا يمكن أن تمتلك مفاعلات نووية، وبهذا فقد زال التهديد النووي. ويؤكد الكاتب الإسرائيلي “أمنون لورد” أن العملية العسكرية الحالية تتضمن أيضًا قدرًا كبيرًا من الحكمة في التعاون غير المسبوق مع الولايات المتحدة أو أي حليف إسرائيل آخر. وأن دخول ترامب في الحملة كان يهدف في المقام الأول إلى تقصير أمدها.
ويمضي الكاتب قائلا: لقد كانت إسرائيل مصممة على القيام بمهاجمة النووي الإيراني، ومن المرجح أنها كانت ستنفذ عملية برية لتدمير فوردو. لكن ذلك كان سيتخذ بُعدًا خطيرًا من التصعيد ضد إيران. لكن ترامب جاء وصَعَّد من الحملة بهدف معاكس، وهو إخماد النيران حتى لا تتورط إسرائيل كثيرا، وقد نجح بالفعل.
ويختم الكاتب هذا المقال بالقول: إن إسرائيل تخرج من هذه العملية العسكرية ووضعها الأمني -وفقًا لتقديرات في أوروبا وربما في أماكن أخرى- أفضل من أي وقت مضى. فهي لم تعد الآن تحت تهديد خطير. وبما أن هذا يعود في المقام الأول إلى الشراكة مع الولايات المتحدة، فمن المتوقع أن تدفع إسرائيل بالمقابل بالعملة الفلسطينية. وأن على إسرائيل الاستعداد لهذا. لأن إسرائيل خرجت من هذه العملية وهي مَدِينَة بشيء ما بعد أن بذلت جهودًا منفردة لإحباط التهديد الإيراني الذي بدا لسنوات أنه مُهمةً مستحيلة. ويتجه التركيز الآن إلى غزة والسرى الإسرائيليين. إن ما حدث هو نهاية حاسمة وسريعة حرب الاثني عشر يوماً كما يطلق عليها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ترجمة وتحرير: د. أيمن عبد الحفيظ – مقدم برامج – البرنامج العبري بشبكة الإذاعات الدولية الموجهة.