اكتشفي إرشادات لتغذية طفلك الصحية من الولادة حتى المراهقة.

قال الدكتور بهاء حسنين أستاذ طب الأطفال بكلية الطب جامعة بنها إن التغذية في مرحلة الطفولة تنقسم إلى ثلاث مراحل وهي المرحلة الأولى من عمر يوم وحتى نهاية السنة الأولى والمرحلة الثانية من نهاية السنة الأولى وحتى عمر خمس سنوات ثم المرحلة الثالثة من خمس سنوات وحتى ١٦ سنة ، لافتا إلى أن كل مرحلة من المراحل السابقة لها احتياجاتها الغذائية التي تلاءمها ولها خطواتها الأساسية التي يجب الالتزام بها .
وتابع الدكتور بهاء حسنين من خلال حديثه لبرنامج (حكيم الشرق) قائلا إن التغذية في المرحلة الأولى للطفل منذ يوم ولادته وحتى نهاية العام الأول تعتمد أولا على الرضاعة الطبيعية باعتبارها شئ أساسي ومهم للغاية، فضلا عن أنه لا يوجد بديل للبن الأم برغم أن هناك محاولات عديدة لصنع ألبان تشبهه لكن لا يوجد لبن صناعي مطابق له حتى الآن ، مشيرا إلى أنه في بعض الأحيان تكون هناك مشكلة تواجه الأم بأن الرضاعة الطبيعية غير كافية لذا يجب ألا يترك الطفل حتى يفقد وزنه وتحدث له مشكلات صحية بل يجب البحث عن بدائل من الألبان الصناعية تكون مناسبة لعمره وذلك من خلال استشارة الطبيب المختص، لافتا إلى أنه يمكن أيضا إدخال غذاء خارجي للطفل بجانب الرضاعة الطبيعية بدءا من عمر ٦ أشهر.
وأكد أهمية مرحلة الفطام بالنسبة للطفل والتي تكون عند بلوغه عمر العامين كما جاء في الشرع أو تبعا لتغذية الأم وحالتها الصحية أو في حال لو كان هناك حمل جديد ، مشددا على أهمية معرفة الأم كيفية الفطام بطريقة صحيحة وخطوات سليمة فضلا عن ضرورة جعل الطفل يعتاد على كافة أصناف الطعام التي تحتوي على كل المكونات الغذائية بعد بلوغه العام الأول مع أهمية عدم جعله يعتاد على تناول صنف واحد طوال الوقت أو الأصناف التي يفضلها فقط وذلك من خلال تطبيق مبدأ الثواب والعقاب .
ووجه بضرورة عمل توازن في تغذية الطفل بين البروتينات بكل أنواعها ومنها البقوليات والبيض والجبن القريش والزبادي وبين الكربوهيدرات محذرا من التحول في تغذية الطفل من الألبان إلى الأغذية التي تحتوي على الكربوهيدرات فقط دون باقي المكونات، منعا من إصابته بمرض (المارازموس) أو (كواشيوركور) والذي يصيب نسبة كبيرة من الأطفال، ويحدث نتيجة لسوء التغذية ووجود نقص حاد في البروتين ومختلف العناصر الغذائية المهمة بجسم الطفل، الأمر الذي يسبب له هزالا شديدا وانتفاخا بالجسم واحتباس السوائل بداخله، مضيفا أنه يمكن أيضا أن يتسبب في حدوث العديد من المشكلات داخل جسمه.
وأكد أهمية مراعاة عدة أمور فيما يتعلق بتغذية الطفل بعد بلوغه عامه الأول محذرا من إصابته بهشاشة العظام بسبب تناول المياه الغازية أو عدم تناول الأغذية التي تحتوي على الكالسيوم اللازم لنمو العظام، مضيفا أن هناك مشكلات أخرى مرتبطة بسوء التغذية ومنها إصابته بالأنيميا نتيجة الاعتياد على تناول الشاي عقب تناوله وجبة الطعام الأمر الذي يقضي علي كل المكونات الصحية التي تناولها ومنها مكون الحديد، مشددا على أهمية منع الأطفال في مرحلة النمو من تناول مشروب الشاي نهائيا سواء بعد تناول الطعام أو في أي وقت آخر .
ووجه د.حسنين بضرورة عدم السماح للأطفال بتناول أكل الشارع أو الأكل السريع منعا من إصابتهم بنوع من أنواع البكتيريا الحلزونية التي تكون منتشرة بنسبة كبيرة في هذا الأكل فضلا عن احتوائه على كمية كبيرة من الدهون الضارة، محذرا من أن هذا النوع من البكتيريا يكون علاجه فعال في بعض الأحيان ولكن بعض الحالات يكون هناك عدم استجابة للعلاج نظرا لأن الطفل بعد تلقيه العلاج ووصوله إلى مرحلة الشفاء والتأكد من أن تحاليله سليمة يعود لتناوله الطعام من الخارج مرة أخرى فيصاب بالبكتيريا الحلزونية مرة ثانية ويصبح الأمر كأنه يدور في دائرة مغلقة لا مخرج منها.
وفي نهاية حديثه نصح الآباء والأمهات بضرورة اصطحاب الطفل حديث الولادة إلى الطبيب الخاص به بمعدل مرة كل شهر وحتى نهاية العام الأول من عمره حتى لو لم تكن هناك أي شكوى من الأمراض، مشددا على أن العام الأول من عمر الطفل يعد بمثابة الترمومتر الذي سيستمر على نهجه فيما بعد لذا لو تمت ملاحظة الطفل ومتابعته في عامه الأول وتم تدارك أي مشكلة صحية قد تظهر بشكل سريع فإن ذلك يحميه من حدوث مشكلات كثيرة فيما بعد مشيرا إلى أنه بعد العام الأول تكون زيارة الطبيب تبعا للحالة الصحية لكل طفل.
برنامج (حكيم الشرق) يذاع على موجات إذاعة الشرق الأوسط من الأحد إلى الخميس الساعة ٣ وخمس دقائق عصرا، تقديم: أحمد إبراهيم.
لمتابعة البث المباشر على إذاعة الشرق الأوسط أضغط هنا