مسجد المؤيد شيخ: من سجن إلى معلم معماري في مركز القاهرة

قال الدكتور أشرف عودة الباحث في الآثار الإسلامية إن مسجد “المؤيد شيخ” يُعدّ من أبرز التحف المعمارية الإسلامية التي لا تزال شاهدة على عظمة العمارة المملوكية في قلب القاهرة الفاطمية، حيث يقع المسجد بشارع المعز لدين الله أحد أقدم وأشهر شوارع القاهرة التاريخية.
أضاف عودة خلال لقائه في برنامج (وصف مصر ) أن المسجد شُيّد بأمر من السلطان المؤيد أبو النصر شيخ المحمودي أحد سلاطين الدولة المملوكية الشركسية، والذي كانت بدايته في مصر وهو طفل في الثانية عشرة من عمره، حيث جُلب كعبد مملوك وتولى تربيته السلطان الظاهر برقوق، الذي لاحظ نبوغه وذكاءه ما مكنه لاحقاً من الالتحاق بالحرس المملوكي ليصبح قائداً لمجموعة تضم ألف جندي، مؤكداً أن المؤيد شيخ تولى الحكم في مصر عام 1412م بعد مقتل السلطان الناصر فرج بن برقوق، وتميزت فترة حكمه بالاستقرار النسبي والاهتمام برفاهية الرعية، وكان معروفًا بحبه لأعمال الخير، وقد انعكس ذلك في قراره بتحويل السجن الذي كان معتقلاً فيه سابقًا إلى مسجد جامع.
ويتميز المسجد بقبته الضخمة التي تضم قبر السلطان المؤيد وأبنائه، كما يحتوي على مئذنتين شاهقتين ترتفع كل واحدة منهما لثلاثة طوابق، وتتميزان بموقعهما أعلى باب زويلة، أحد أشهر بوابات القاهرة الفاطمية، وقد رُصّع المحراب والمدخل الرئيسي للمسجد برخام أحمر فاخر مطعّم بزخارف دقيقة، ما يعكس ترف العمارة الدينية في العصر المملوكي.
برنامج (وصف مصر ) يذاع علي شاشة الفضائية المصرية.
إعداد: علي عثمان ، تقديم : وائل شهبندر، إخراج : أشرف السقا