اللواء حابس شروف: الولايات المتحدة وإسرائيل تطبقان مشروع الشرق الأوسط الجديد

اللواء حابس شروف: الولايات المتحدة وإسرائيل تطبقان مشروع الشرق الأوسط الجديد

قال اللواء حابس شروف، الخبير الاستراتيجي والعسكري،إن الضربات الجوية الأمريكية الأخيرة التي استهدفت ثلاثة منشآت نووية إيرانية تمثل مرحلة خطيرة من التصعيد، ضمن مخطط واضح لتدمير قدرات إيران النووية والصاروخية، ومنعها من التحول إلى قوة إقليمية نووية مستقلة.

وأضاف شروف، خلال مداخلة هاتفية في برنامج (ساعة إخبارية)  أن الضربات المشتركة التي نفذتها الولايات المتحدة وإسرائيل كانت “قاسية جداً” وحققت أهدافًا عسكرية شديدة الخطورة على البنية التحتية النووية الإيرانية، مشيرًا إلى أن واشنطن وتل أبيب بصدد تحقيق أهداف قديمة تتمثل في شل قدرات إيران النووية.

وأوضح أن هذه المرحلة من التصعيد دخلت منحى بالغ الخطورة يعتمد بشكل رئيسي على الكيفية التي سترد بها إيران”، مؤكداً أن الضربات الإيرانية التي نُفذت قبل يومين ضد إسرائيل بدورها كانت فعالة وحققت مكاسب ميدانية، وأدخلت الرعب في قلوب الإسرائيليين ،بدليل منع إسرائيل لوسائل الإعلام من التغطية وتهديدها بملاحقة من ينشر صورًا للدمار على منصات التواصل.

وقال إن المخطط الأمريكي-الإسرائيلي يرمي إلى رسم “شرق أوسط جديد” تمامًا كما رُسمت خارطة سايكس بيكو عام 1917، محذرًا من أن المنطقة بأكملها باتت في خطر، وأن الوقت قد حان لوقوف الدول العربية والإقليمية، بل والعالم، في وجه ما وصفه بـ”الهمجية الأمريكية والإسرائيلية”.

وحول تقييمه لتأثير الضربات الأمريكية الأخيرة على البرنامج النووي الإيراني، قال شروف”لنكن موضوعيين: نعم، الضربات دمّرت أطناناً من المنشآت، لكنها لم تدمر ‘العقل’. من بنى هذه المنشآت يمكنه إعادة بنائها، ما دامت العقول الإيرانية موجودة”.

وأشار إلى أن إيران كانت تتوقع مثل هذه الضربات، ولديها خططا بديلة لحماية مشروعها النووي، مستفيدة من الطبيعة الجغرافية الصعبة والأنفاق المحصنة داخل الجبال، التي تسمح بإخفاء المواد النووية، مثل اليورانيوم المخصب، في أماكن لا يمكن الوصول إليها بسهولة.

كما أكد أن هذه الضربات، رغم خطورتها، لم تُخضع إيران بعد، ولم تدفعها للاستسلام أو رفع الرايات البيضاء، محذرا من أن تأخير الرد الإيراني سيُعتبر ضعفًا من قِبل خصومه، قائلاً: “السيناريو الأكثر خطورة هو أن تتجاوز أمريكا وإسرائيل كل الخطوط الحمراء، كما فعلوا في قصف المنشآت النووية، حين تسعى إسرائيل لـ’النصر المطلق’، كما ورد في التلمود”.

واختتم مداخلته  مشددا على أن إيران مطالبة برد استراتيجي ذكي “يحقق معادلتين: الحفاظ على ماء الوجه، ومنع التصعيد المدمر، مضيفًا أن “في الاستراتيجية، كما في السياسة، الصبر له حدود”.

برنامج (ساعة إخبارية) يذاع على شاشة قناة النيل للأخبار، تقديم الإعلامية أمل نعمان.