خبير: الهجوم العسكري على إيران لتعزيز موقف نتنياهو الداخلي

خبير: الهجوم العسكري على إيران لتعزيز موقف نتنياهو الداخلي

قال الدكتور راكز الزعارير، الخبير في الدراسات الاستراتيجية، إنّ الحرب التي تشهدها المنطقة حالياً بين إسرائيل وإيران لم تكن مفاجئة، بل هي نتيجة تراكمات طويلة، وكانت تُعدّ منذ سنوات من قبل الطرفين.

 

وأوضح الزعارير، خلال مداخلة مباشرة من عمّان على قناة النيل للأخبار، أنّ هذه المعركة ليست عابرة، بل تعبّر عن صراع أيديولوجي واستراتيجي طويل بين العقيدة العسكرية الإسرائيلية والسياسة الإيرانية.

وأشار، خلال مداخلة هاتفية في برنامج ساعة اخبارية المذاع على قناة النيل للأخبار، إلى أنّ شرارة هذه المواجهة امتدت منذ السابع من أكتوبر، عندما اندلعت حرب عنيفة دفع ثمنها شعب غزة، مضيفًا أنّ إسرائيل حاولت القضاء على جميع الأذرع الإيرانية المحيطة بها، مثل حزب الله والنفوذ الإيراني في سوريا، وهي تمهّد حاليًا لضرب إيران مستغلةً حالة الضعف النسبي في الجبهة الإيرانية وتحوّلات البيئة الدولية.

وأكد الزعارير أن اختيار توقيت الضربة الإسرائيلية لإيران لم يكن عشوائيًّا، بل يُعتبر الفرصة الأنسب لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يعاني من أزمة داخلية مركّبة بعد حرب غزة، بسبب الفشل في تحقيق الأهداف والجدل حول ملف الرهائن. وأضاف أن “نتنياهو وجد في هذه الحرب وسيلة لتوحيد الداخل الإسرائيلي، وهو ما تحقق بالفعل، حيث اجتمعت الأحزاب والتيارات خلف قرار ضرب إيران”.

وتابع أن التقارير الدولية الأخيرة التي تشير إلى اقتراب إيران من امتلاك سلاح نووي، زادت من حدة القلق في الغرب، وأعطت إسرائيل مبررًا للتحرك العسكري تحت غطاء وقائي، لافتًا إلى أن بعض التقديرات الغربية تشير إلى تهديدات إيرانية محتملة لأمن أوروبا أيضًا.

وفيما يتعلق بتأثير الضربات على الجبهتين الداخليتين في إيران وإسرائيل، أوضح الزعارير أن الوضع معقد؛ فالضربات الإسرائيلية ساهمت في توحيد الصف الإسرائيلي خلف القيادة السياسية، في حين أن الرد الإيراني، رغم محدوديته، نجح في تحقيق لحمة داخلية حول النظام الحاكم في طهران، لأنه بعث برسالة قوية مفادها أن إيران قادرة على الرد والانتقام.

وأضاف أن الرد الإيراني جاء مدروسًا، فبعد 48 ساعة فقط من الضربة، أعاد النظام الإيراني تنظيم صفوفه، ونفذ ردًا محسوبًا باستخدام الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، دون الانزلاق إلى عمليات اختراق استخباراتي أو هجوم بري. واعتبر الزعارير أن هذا الرد كان كافيًا لطمأنة الداخل الإيراني، وإن كانت هناك تقديرات مستقبلية ترجّح تصعيدًا إيرانيًا أكثر حدة، ربما حتى في المجال النووي.

واختتم الزعارير مداخلته الهاتفية بالإشارة إلى أن الحرب مع إيران تختلف جوهريًا عن الحروب السابقة، خصوصًا مع حماس، موضحًا أن إيران دولة ذات مؤسسات وجغرافيا واسعة، وليست فصيلاً أو ميليشيا، ما يُعقّد المشهد ويجعل الحسابات العسكرية والسياسية أكثر حساسية.

برنامج ساعة إخبارية يذاع على شاشة قناة النيل للأخبار.

لمتابعة البث المباشر لقناة النيل للاخبار ..  اضغط هنا