تحتاج التعليقات المصرية إلى مراجعة جديدة

الهروب إلى المعلق العربى
تريند أشرف محمود.. والبحث عن معلقين جدد
على «المتحدة» أن تراجع تقييم معلقيها
«منك لله يا حسين».. هذه الجمله التى أطلقها المعلق الرياضى أشرف محمود فى مباراة الأهلى وإنتر ميامى الأمريكى بكأس العالم للأندية، والتى نقلتها إذاعة أون سبورت فجر الأحد الماضى وأصبحت “تريند” فى أقل من ساعات، وانتشرت بسرعة فائقة وتفاعلت الجماهير معها، خاصة عندما شعرت بصدق تفاعل وحركات ونبرات صوت أشرف المميزة، لتعيد لنا فكرة التميز والابتكار والمصداقية لدى المعلق .
أثبت الإعلامى الكبير، الذى يعد من أفضل المعلقين العرب صوتا وتميزا وفهما واحتراما لما يقول، أن من يتعامل بصدق وتلقائية واحترافية تصدقه الجماهير وتتفاعل معه .
كلمة عفوية خرجت من المعلق لتعيد لنا زمن لطيف وزيوار والجوينى وبكر والشربينى وإمام وشلبى، عندما كانوا يرتجلون بجمل ترددها الجماهير وتكون علامة مميزة لدى المعلق.. ليفتح لنا باب النقاش فىبشأن إعادة صياغة التعليق الرياضى فى مصر.
نعم التعليق فى مصر يحتاج إلى إعادة نظر شاملة، حتى لا يهرب المشاهد أو المستمع إلى أصوات عربية، ويهرب مما يحدث عندنا من ضعف فى اللغة والوصف.. وجهل وخروج عن النص.. نظرا لما نسمعه من البعض .
اشرف محمود المعلق المصرى العربى الذى ظل لسنوات بعيدا عن التعليق استطاعت «المتحدة» أن تعيده مرة أخرى إلى إذاعتها.. وأتمنى أن يكون على الشاشة أيضا ليعيد التوازن والمتعة هو وأمثاله ممن ابتعدوا طواعية أو بفعل فاعل .
وهنا لا بد أن نفتح ملف إعادة صياغة التعليق المصرى، واختيار الأفضل عن طريق اختبارات لشباب موهوبين وما أكثرهم.. لكنهم يحتاجون فقط إلى فرصة حقيقية لإثبات مواهبهم فى هذا المجال .
لقطة واحدة جعلت الجمهور المصرى يتعلق بها ويترحم على زمن فات..
هل سألنا أنفسنا لماذا يهرب المشاهد إلى أصوات المعلقين العرب؟.. هل سألنا أنفسنا لماذا تراجعنا فى التعليق وبحثنا عن البديل فى القنوات العربية؟..
هل سألنا أنفسنا لماذا وصلنا إلى هذا الوضع من عدم الثقة فيما هو موجود؟.. هل عقمت مصر من مواهب فى التعليق.. أم أننا لا نريد أن نتعب أنفسنا فى البحث عنهم وفتح المجال؟!
هل يمكن أن نفتح لهم أبواب أون سبورت، إذاعة وتليفزيونا، ونتعامل معهم بالقطعة حتى يظهر من لديه الموهبة والإبداع والابتكار قبل أن يتم تثبيته.. ونخلق حيلا جديدا من المعلقين يكونون امتدادا طبيعيا لأجيال العمالقة فى زمن فات؟!
أتمنى من محمد يحيى لطفى رئيس المتحدة للرياضة، وسيف الوزيرى النائب، فتح المجال للمواهب حتى يكون لدينا جيل جديد من الشباب، بدلا من الاستعانة بمعلقين عرب.
هل يتم تكوين لجنة متخصصة من شيوخ المهنة والإعلام الرياضى، أمثال فتحى سند والمستكاوى ومحمد سيف ومدحت شلبى وأشرف محمود وغيرهم، ليتم انتقاء الجيد من الشباب؟!
افعلوا من أجل خلق جيل جديد من المعلقين..
افعلوا بدلا من أن نصحو يوما لنجد أن شاشتنا تحولت إلى أصوات عربية ليست بموهبة معلقينا..
افعلوا من أجل أن يظل الإعلام المصرى فى مكانته الطبيعية.