القرملاوي: “الأحد عشر” يمزج بين التاريخ والواقع بشكل خيالي لاستكشاف النفس الإنسانية

استضاف برنامج “يُحكى ان” الكاتب والروائي أحمد القرملاوي في حلقة خاصة تناولت أحدث إصداراته رواية “الأحد عشر” والتي جاءت بعد فترة طويلة من التحضير والبحث، الرواية تجمع بين التاريخ والخيال لتطرح أسئلة وجودية عميقة عن النفس البشرية.
وقد تحدث القرملاوي عن اختياره لعنوان الرواية موضحًا أنه جاء متأخرًا بعد انتهاء الكتابة، وكان يبحث عن عنوان مختصر يحمل إحالة دينية وتاريخية في آن واحد، وأضاف: “الاسم يُشير إلى الأحد عشر كوكبًا، وهو مستمد من قصة سيدنا يوسف التي تعد من أجمل القصص على الإطلاق”.
موضحا أن الرواية لا تعيد سرد القصة التقليدية للنبي يوسف بل تقدمها من زاوية جديدة؛ إذ يحاول فهم دوافع الإخوة الذين غالبًا ما يُصورون كرموز للشر دون تعمق في تركيبتهم النفسية، وتابع: “أردت أن أمنحهم صوتًا للمرة الأولى لفهم دوافعهم وظروفهم وليس لتبريرها”.
وأشار إلى أن رحلة البحث وكتابة الرواية استغرقت أكثر من أربع سنوات تخللتها فترات انقطاع بسبب صعوبات فنية وشعور بعدم الارتياح أحيانًا، وتحدث عن الطابع الزمني للرواية التي تجمع بين الحاضر وحقبة تعود إلى القرن السابع عشر قبل الميلاد، مؤكدًا أن الهدف لم يكن مجرد المزج بل الوصول إلى اندماج حقيقي بين العصور والشخصيات.
وحول الخط السردي للرواية أوضح القرملاوي أنها تتضمن ثلاثة أشكال: الخط التاريخي والخط المعاصر وبعض المشاهد المسرحية، في الشق المعاصر يظهر كاتب شاب يُدعى أمير يتقدم للحصول على منحة أدبية فيقرر كتابة نصه بشكل مسرحي بدلا من الرواية لتفادي المنافسة الشرسة ما يفتح صراعًا بينه وبين صديق روائي يرى أن ذلك تنازل فني.
أما في الجانب التاريخي فالرواية تستند إلى قصة مذكورة في التوراة بشكل مقتضب عن “دينا” شقيقة سيدنا يوسف عليه السلام والتي لم يُذكر عنها الكثير ما أتاح للكاتب مساحة خيالية واسعة، قال القرملاوي: “بينما كنت أبحث في قصة يوسف فوجئت بقصة دينا ووجدت فيها درامية أكبر فقررت الانتقال إليها ولم أستطع العودة.”
ثم تحدث القرملاوي عن أبرز شخصيات الرواية وعلى رأسها “روبين” الأخ الأكبر لدينا والذي يراه شخصًا يحمل تعاطفًا خفيًا تجاه يوسف ويتجلى ذلك في اقتراحه إلقاء يوسف في البئر بدلاً من قتله، ووصفه بأنه شخصية رمادية تحاول التوفيق بين عاطفتها وانتماءاتها العائلية، معتبرا إياه الأكثر تأثيرًا في العمل.
وفي نهاية الحوار علّق القرملاوي على تزايد اهتمام الشباب بالأعمال الأدبية ذات الطابع التاريخي، موضحًا أن هذه الظاهرة طبيعية في ظل الزخم المعلوماتي الذي تعيشه الأجيال الجديدة حيث يجدون في الرواية التاريخية مساحة للتأمل في النفس البشرية والتاريخ بشكل غير مباشر.
يذاع برنامج “يحكى أن” على قناة مصر الأولى تقديم رانيا السيد