قنديل يشرح كيفية تأثير التصريحات الإعلامية على الوضع بين إيران وإسرائيل

أوضح الدكتور عبدالناصر قنديل، مدير المجموعة المصرية للدراسات البرلمانية أن ما يراه المواطن المصري من تفاصيل عسكرية وتداعيات الضربات المتبادلة بين إيران وإسرائيل على الشاشات هو جزء واضح من الواقع، ومع ذلك، شدد على نقطة مهمة يجب أخذها في الاعتبار: الشاشات ووسائل الإعلام أصبحت سلاحًا محوريًا في هذه المعركة.
وأضاف قنديل في لقائه مع برنامج (صباح الخير يا مصر) أنه في سياق النزاعات الحديثة، لم تعد الأسلحة مقتصرة على الأدوات التقليدية؛ فكما أشار الخبراء، أصبحت التصريحات الإعلامية أدوات حاسمة لتشكيل الرأي العام وتمهيد الطريق لأحداث على أرض الواقع، وخير مثال على ذلك ما حدث مؤخرًا مع تصريحات الرئيس الأمريكي ترامب حول “إخلاء طهران”، فبينما رأى البعض في هذا التصريح أداة لإخضاع إيران ودفعها نحو الاستسلام، كان هذا مجرد جزء من لعبة إعلامية أكبر وسرعان ما تبع هذا التصريح الأولي تصريح أخر من ترامب يوضح فيه أنه لم يقصد المعنى المتداول، بل كان هدفه حماية المدنيين فقط.
ونجد هنا نموذجًا واضحًا لاستخدام التصريحات الإعلامية كسلاح يفتح بابًا للانسحاب أو لتغيير المواقف، وسيكون من الخطأ الفادح أن نتجاهل دور دونالد ترامب كأحد الأسلحة الفعالة التي تستخدمها الولايات المتحدة حاليًا لإعادة صياغة المشهد الدولي في تصريحاته، حتى وإن بدت متناقضة أحيانًا، تُعد جزءًا لا يتجزأ من استراتيجية أوسع لتوجيه الأحداث.
ويرى مدير المجموعة المصرية للدراسات البرلمانية أنه لا ينبغي على إيران الجلوس الآن على طاولة المفاوضات، واصفًا إياها بـ “طاولة الإذعان” فبعد تلقيها عددًا كبيرًا من الضربات المؤلمة والمؤثرة، أصبح الطرف الآخر إسرائيل والولايات المتحدة الامريكية يزايد عليها ويطالبها بـ الاستسلام بلا قيد أو شرط.
هذا يعني أنه لو وافقت إيران على الجلوس للتفاوض في هذه المرحلة، فإنها لن تمتلك أي أوراق تفاوضية حقيقية، وستكون مجبرة على قبول الشروط المفروضة عليها.
وأكد أنه لكي تتمكن إيران من تحسين شروطها التفاوضية، لا بديل عن تقوية جبهتها الداخلية، فالوضع الراهن يشير إلى أن الجبهة الداخلية الإيرانية قد اخترقت بشكل عنيف، مما يجعلها مكشوفة تمامًا أمام الضغوط الخارجية.
يعرض برنامج (صباح الخير يا مصر) يوميًا على القناة الأولى المصرية.