هل يؤدي اختلاف الآراء إلى التكفير؟

ورد إلى برنامج (بريد الإسلام) رسالة من مستمع يقول فيها هل الخلاف فى الرأي يؤدى إلى تكفير الآخرين؟
أجاب دكتور عطية لاشين أستاذ الفقه وعضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف بأن إسلامنا إسلام وحدة وقد عبر القرآن الكريم عن هذه الوحدة فى موضعين:
الموضع الأول من سورة الأنبياء( إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ )،
والموضع الثانى ورد فى سورة المؤمنين (وَإِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ )
و هذان الموضوعان يؤكدان ما جاء فى سورة آل عمران من الاعتصام والالتفاف والتجمع حول دين الإسلام ، وجاء ذلك فى قول الرحمن( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ.).
وذكر أن تكفير البعض للبعض لأنهم لم يكونوا على رأى واحد أمر غير جائز ولا مشروع بل هو أمر مبتدع محدث بين من لا يعرف من الإسلام إلا اسمه، فحدث الخلاف بين الصحابة والتابعين والأئمة الراسخين فى العلم أصحاب المذاهب المعروفة ورغم ذلك لم يكفر بعضهم بعضا ولم يفسق بعضهم بعضا بل لم يخاصم بعضهم بعضا ، بل ظلوا متآلفين، يجمعهم القرآن والقبلة وإله واحد ورسول رب العالمين وضرب مثالا يوضح استمساك المخالفين بوحدة دينهم وبنقاء قلوبهم فقد أمر رسول الله أصحابه ألا يصلوا العصر إلا فى بنى قريظة أي بعد أن يصلوا إليها ثم حضر وقت صلاة العصر وهم سائرون فى الطريق ولم يصلوا إلى قريظة فاختلف أصحاب النبى فى فهم المراد من أمر النبى، فبعضهم حمله على ظاهره وأخر صلاة العصر إلى أن وصل إلى بنى قريظة وبعضهم دخل فى أعماق النص وأعمل المراد من هذا الأمر وهو الإسراع فى السير حتى يصلوا إلى مكانهم المنشود وصلوا العصر فى أول وقته من قبل وصولهم إلى المكان الذى حدده النبى ورغم ذلك دامت رحلتهم واستمرت جماعتهم ولم يكفر بعضهم بعضا فالاختلاف فى الرأى لايفسد فى الود قضية.
برنامج (بريد الإسلام ) يذاع عبر إذاعة القرآن الكريم يوميا تقديم فؤاد حسان.