إدارة امتحانات الثانوية العامة: كيفية التعامل مع نظام “البابل شيت”؟

إدارة امتحانات الثانوية العامة: كيفية التعامل مع نظام “البابل شيت”؟

حالة طواريء معلنة في كثير من البيوت المصرية مع انطلاق امتحانات الثانوية العامة وطوال فترة اختبارات هذه الشهادة المصيرية في مستقبل الطلاب التعليمي والمهني .

وتطبيق نظام امتحانات “البابل شيت والتابلت بالجمع بين الأسئلة المقالية والاختيار من متعدد” من الأمور التي تؤرق الطلاب وتثير تساؤلاتهم .

وبحثا عن روشتة لفن التعامل مع اختبارات “البابل شيت” واجتيازها بتفوق والتخلص من “فوبيا” بعبع امتحانات الثانوية العامة، حرص موقع أخبار مصر ببوابة ماسبيرو على رصد انطباعات أولياء الأمور ونصائح خبراء التربية والتعليم وتقوبم الامتحانات والصحة النفسية لتوضيح فن التعامل مع الامتحانات وروشتة توفير الهدوء داخل المنازل واللجان.

انتظام وهدوء اللجان

بداية، أكدت د. عبير أحمد، مؤسس اتحاد أمهات مصر للنهوض بالتعليم وائتلاف أولياء الأمور أن بداية أيام امتحانات الثانوية العامة في التربية الوطنية والدينية واللغة الأجنبية الثانية شهدت انتظاما وهدوء وتدرب الطلاب على التعامل مع نظام البابل شيت والتابلت قبيل بدء اختبارات المواد التي ستضاف إلى المجموع .

وشددت على أهمية أن يقوم الطلاب بمراجعة النماذج الاسترشادية التي أطلقتها وزارة التربية والتعليم على موقعها الرسمي قبل الامتحان، مطالبة الأسرة بأن تدعم الطالب نفسيا خلال تلك الفترة لأن دوره هو المذاكرة فقط و لابد من تهيئة المناخ الملائم للطلاب داخل الأسرة والبعد تماما عن أي تشتيت أو توتر قد يتعرضون له خلال هذه الفترة، وعلي أولياء الأمور تشجيع وتحفيز أبنائهم علي المراجعة بكل تركيز وهدوء.

وشددت مؤسس اتحاد أمهات مصر وائتلاف أولياء الأمور، علي الالتزام بالتعليمات والضوابط والإجراءات التي وضعتها الوزارة والمديريات التعليمية، والتي منها: التشديد الكامل على ضبط اللجان ومنع الغش نهائيا، وعدم السماح بدخول أي أجهزة إلكترونية، بما فيها الهواتف والساعات الذكية والسماعات، ومنع تواجد أولياء الأمور أمام المدارس، وأن أعمال الشغب تعامل معاملة الغش وتُطبق عليها القوانين الصارمة وفقًا للقرار الوزاري رقم 34 لسنة 1992، وغيرها.

وناشدت عبير المراقبين والملاحظين، بضرورة أن يراعوا ظروف الطلاب وأن يعتبروهم مثل أبنائهم ويتسع صدرهم لهم، وتشجيعهم وإزالة أي قلق أو توتر قد يظهر علي الطلاب .

وأكدت ضرورة أن يقوم أولياء الأمور بإعداد الأكل الجيد والوجبات والمشروبات المفيدة لصحة أبنائهم والتي تعمل علي تقوية صحة البدنية والذهنية، حتي يستطيعوا المراجعة لفترات أطول، بجانب تنظيم أوقاتهم ما بين المراجعة والراحة، حفاظا علي صحتهم وتركيزهم.

ونصحت د.عبير أحمد الطلاب،ببذل أقصى جهد والاستعانة بالله والمراجعة الجيدة بهدوء وتركيز، قائلة : “متخافوش الثانوية العامة زي أي امتحانات بس الأهم تبقوا واثقين من نفسكم وربنا هيوفقكم”.

التفكير قبل الإختيارمن متعدد

د.عاصم حجازي

وعن كيفية التعامل مع أسئلة “البابل شيت” ، نصح الدكتور عاصم حجازي، أستاذ علم النفس والتقويم التربوي بكلية الدراسات العليا بجامعة القاهرة، الطالب بالهدوء والتركيز قبل التسرع في الإجابة ولو تأكد من صحة الإجابة يظلل الدائرة بالكامل بالقلم الجاف وإذا لم يكن متأكدا يحذف أولا البدائل المتحقق من عدم صحتها ويؤجل السؤال للنهاية، فإذا لم يصل لإجابة صحيحة واضطر إلى تخمين الإجابة يختار أول إجابة تقفز إلى ذهنه لأنها غالبا ستكون هي الصحيحة .

ويرى د حجازي أنه من الأفضل حل الامتحان بترتيب الأسئلة لأن الأسئلة غالبا ما تكون مرتبة ترتيبا منطقيا ومن الأسهل للأصعب وقد يجد الطالب في إجابة الأسئلة السهلة ما يسهل عليه مهمة حل الأسئلة الصعبة.

وحذر من إضاعة وقت طويل في سؤال لا تعرف حله وانما الافضل تركه إلى نهاية الامتحان، لأن الذاكرة حينما تنشط في حل الأسئلة الأخرى تستدعي علاقات وروابط أخرى قد تنشط معها العلاقات والروابط المرتبطة بالسؤال الذي تم تجاوزه فترجع إليه مرة أخرى وتقوم بحله بشكل صحيح.

وأكد على مراجعة كتيب المفاهيم وإجابات الطالب قبل تسليم ورقة الإجابة ونهى عن المراجعة بعد الخروج من اللجنة لعدم تشتيت الطالب وتكديره.

قياس الفهم والتطبيق

ويرى الدكتور تامر شوقى، الخبير التربوى، وأستاذ مساعد علم النفس والتقويم التربوى في كلية التربية جامعة عين شمس، أن أغلب الأسئلة في النظام الجديد تستهدف قياس الفهم والتطبيق، لا مجرد استرجاع المعلومات.

كما حذر من الوقوع في مجموعة من الأخطاء الشائعة عند إجابة أسئلة الاختيار من متعدد أو الأسئلة المقالية.

وأوضح أن من أبرز هذه الأخطاء، التعجل في اختيار البديل الذي يبدو صحيحا دون قراءة جميع البدائل المتاحة، ما قد يؤدي إلى تجاهل البديل الأدق أو الأكثر ملاءمة.

ونفى د.شوقي وجود نمط ثابت لتوزيع الإجابات الصحيحة (مثل: أ، ب، ج، د..)، مؤكدا أن ترتيب الإجابات يتم بشكل عشوائي تماما، ولا يخضع لأي قاعدة مسبقة.

كما نبه إلى خطأ شائع يتمثل في اختيار البديل الذي يحتوي على لفظ ورد في نص السؤال، منبها أن ذلك قد يكون فخا للطالب غير المتمكن من المادة.

وأكد ضرورة قراءة السؤال والبدائل بدقة، فقد يكون السؤال مشابها لسؤال تدرب عليه الطالب مسبقًا لكنه يختلف في التفاصيل أو الصياغة، ما يغير الإجابة الصحيحة كليا وأن يظل الطالب على نفس درجة التركيز حتى آخر لحظة من الامتحان.

ونصح أيضا، بعدم التوقف طويلًا أمام الأسئلة الصعبة في البداية، بل يُفضل البدء بالأسئلة الأسهل ثم العودة للأسئلة الأكثر تعقيدا بعد ذلك، حتى لايضيع الوقت.

كما نصح الطلاب بضرورة الإجابة على جميع الأسئلة، حتى إن اضطروا للتخمين في بعض منها، بدلًا من تركها دون محاولة.

التوازن في الأسئلة المقالية

أما في الأسئلة المقالية، فشدد الخبير التربوي على ضرورة الموازنة بين الاسترسال المفرط والإيجاز المخل، بحيث تكون الإجابة ضمن المساحة المتاحة وتركّز على الأفكار الأساسية دون إطناب أو غموض، مع ضرورة كتابة جمل مترابطة وليست كلمات متناثرة.

ونبه لعدم الإكثار في استخدام كتيبات المفاهيم، حيث إن الإفراط في الرجوع إليها في كل تفصيلة قد يؤدي إلى ضياع وقت الامتحان دون جدوى، موضحا أن الاستعانة بها يجب أن تكون في أضيق الحدود وعند الحاجة فقط.

وشدد الدكتور تامر شوقي على أهمية مراجعة ورقة الإجابة (البابل شيت) جيدا قبل التسليم، والتأكد من توافقها مع ترتيب الأسئلة، تجنبا لأي ترحيل غير مقصود قد يفقد الطالب درجات بسبب خطأ شكلي.

ولفت إلى تعرف الطالب خلال الأيام الأولى من الامتحانات بالمواد غير المضافة المجموع على شكل الأسئلة و على مصادرها مما يفيد فى توجيه مراجعته للمواد الأساسية التالية، مما يقلل التوتر ويسهل على الطالب التعامل مع امتحانات المواد المضافة للمجموع، وقدرته على الانتهاء من حل كل أسئلة الامتحانات بشكل جيد في الوقت المناسب.

تظليل الإجابة بالقلم الجاف

ومن واقع خبرة المدرسين .. أوضح منصور السيد مدرس رياضيات بمدرسة ثانوية بالقاهرة أن تطبيق منظومة جديدة لإمتحانات الثانوية العامة بإجراء امتحانات لقياس مدى استيعاب وفهم الطلاب للمناهج الدراسية بدلا من عملية الحفظ والتلقين خطوة جيدة.

وأكد أنه يجب علي الطالب خلال آداء امتحانات الثانوية العامة بطريقة البابل شيت والتابلت أن يفكر في الأسئلة جيدا قبل اختيار الاجابة، وأن يختار الإجابة عن طريق تظليل دائرتها بشكل كامل داخل الاطار، مع التأكد من تطابق رقم السؤال في ورقة الاسئلة مع نفس الرقم في ورقة الاجابة، واستخدام قلم جاف أزرق في تظليل الإجابات، وإذا أراد الطالب تغيير الاجابة، لا يجب إستخدام مزيل الكتابة مشيرا إلى أنه للتراجع عن الإجابة يتم شطب الاجابة الخاطئة عن طريق وضع علامة خطأ عليها ثم تظليل الاجابة الجديدة، وإذا تم الشطب بأي طريقة أخرى غير علامة الخطأ لن تحسب الدرجة.

وحذر من اختيار أكثر من إجابة واحدة لأن درجة السؤال لن تحسب في هذه الحالة.

وأضاف أنه في حالة عدم تطابق إجابة الطالب في “البابل شيت والتابلت” سيتم احتساب إجابة ورقة البابل .

وأكدت د. ابتهال علي مدرسة علوم أن دمج المنظومة الورقية مع الرقمية يؤمن الطلاب من أي مشاكل تقنية بحيث يكون تركيزه فقط المذاكرة والتحضير للامتحان دون قلق.

ولفتت إلى أنه إن كان هناك مشكلة في قراءة الإجابة على البابل شيت بالسكانر سيتم احتساب إجابة التابلت ولو اختلفت الإجابات المسجلة على التابلت والبابل شيت لن تحسب الدرجة.

وأوصت د.سوزان محمود مدرسة تاريخ بقراءة التعليمات الخاصة بالامتحان بعناية والتركيز في التواريخ والأحداث المهمة قبل الإجابة لعدم حدوث لبس وضياع درجة مؤثرة في المجموع .

وحثت على التأكد من أن ورقة الإجابة سليمة وفي حالة استلام ورقة إجابة تالفة عليه طلب ورقة اخرى والبدء في ملء البيانات بشكل صحيح وكتابة الاسم في المكان المخصص لذلك.

تحفظات على اختبارات “البابل شيت “

د.فاتن النمر

بينما ترى الدكتورة فاتن النمر الأستاذ بكلية التربية في جامعة حلوان أن نظام امتحانات البابل شيت لا يصلح لكل المقررات لأن هناك مواد لها طبيعة خاصة تتطلب الكتابة والتعبير وتحتاج لإجابات مطولة ومحددة اوتحتاج لرسومات توضيحية.

وأضافت د. فاتن النمر في حديثا للموقع أن هذا النظام قد يظلم الطالب المجتهد والمتميز وقد ينصف الطالب الضعيف نتيجة للتخمين الصائب وتظليل الإجابة الصحيحة .

وقالت د.النمر بلهجة استنكار : خطوط هذا الجيل للأسف هيروغليفية نتيجة لقلة استخدام الطلاب لإسلوب الكتابة الذي كان متبعا في المذاكرة والاختبارات الورقية.

وأكدت ضرورة تهيئة الجو المناسب للطالب خلال فترة الامتحانات خاصة في الشهادات الفاصلة مثل الثانوية العامة باعتباربة بوابة لكليات المستقبل ومعاونة الأبناء على التركيز وعدم الاجهاد وطول السهر والاهتمام بالتغذية الصحية للطالب أثناء الامتحانات .

ووجهت الطلبة بضرورة التركيز في أسئلة الامتحانات والبدء بالأسئلة التي يسهل فهمها والرد عليها ثم التدرج نحو الأسئلة الأصعب التي تتطلب وقتا وتفكيرا مع الحرص على مراجعة ورقة الامتحانات كلها قبل تسليمها .

وأكدت أهمية تغيير ثقافة أولياء الأمور التي ترسخ أن الثانوية العامة تمثل نهاية المطاف والضغط على الأبناء لإحراز أعلى مجموع وملازمتهم حتى أمام اللجان في جو غير صحي لأن هذا الضغط قد يحدث نتيجة عكسية .

استثمار الوقت

د.وليد هندي

وقال الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية لأخبار مصر إن دور الأسرة الأساسي توفير الأجواء المناسبة للمذاكرة بهدوء وتركيز والوجبات والمشروبات الصحية مع منحهم فرصة للترفيه وممارسة الرياضة لتنشيط الذاكرة وتنظيم أوقاتهم لمشاهدة المراجعات النهائية والمحتوي الإعلامي على القنوات التعليمية ولا مانع من تشغيل الموسيقي وقت المذاكرة مع توفير الهدوء التام في المنزل للتركيز وعدم عزلة الطالب في غرفة مغلقة من أجل المذاكرة.

ولفت لضرورة طمأنة الطلاب لأن كثرة الحديث عن صعوبة الأسئلة والغش وتسرب الأسئلة خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي وضرورة تحقيق مجموع عالي يسبب حالة من التوتر والفوبيا لدى بعض الطلاب .

وأكد د. هندي أهمية تدريبهم على حسن إدارة الوقت خلال هذه الفترة للاستفادة من ساعات المذاكرة مع تقليل الألعاب التي تضيع الوقت والتوزيع النسبي للمناهج علي الوقت وفق أهمية وصعوبة كل مادة والتدريب العملي علي حل المسائل والتطبيق علي نماذج الامتحانات المختلفة .