البرازيل تحت قيادة أنشيلوتي: تأهل للمونديال، ولكن ماذا بعد؟!

بعد أن حجز منتخب البرازيل مقعده في كأس العالم 2026 في الولايات المتحدة وكندا، والمكسيك، ظهر “السيليساو” تحت قيادة الإيطالي كارلو أنشيلوتي بقوة دفاعية، إلا أن هناك بعض الجوانب التي لا تزال إلى عمل كبير من المدير الفني السابق لريال مدريد.
وقاد أنشيلوتي بطل العالم 5 مرات في مباراتي الإكوادور (0-0)، ثم باراجواي (1-0)، ونجح في قيادته للتأهل للمحفل الكروي الأكبر في العالم.، إلا أن هناك بعض الجوانب التي ظهرت في أداء المنتخب البرازيلي مع صاحب الـ65 عاما قبل نحو عام على ضربة بداية كأس العالم.
مباراتان بشباك نظيفة
“أنا إيطالي، لا تسنوا هذا الأمر”. بهذه الكلمات احتفى “كارليتو” بخروج شباكه نظيفة في أول مباراتين له على مقعد المدير الفني للبرازيل.
لا شك أن دفاع البرازيل كان أحد أكبر نقاط الضعف خلال مشوار التصفيات القارية، وهو ما تعكسه الأرقام، حيث استقبلت شباكه 16 هدفا في 16 مباراة، وهو أسوأ منتخب في هذا الجانب ضمن الستة الذي يحتلون مقاعد التأهل المباشر.
ولكن مع قدوم أنشيلوتي، بدا وكأن هناك وجه آخر لدفاع البرازيل، لاسيما مع وجود مدافع ليل الفرنسي، أليكساندرو ريبيرو.
ورغم أن صاحب الـ25 عاما لا يعد وجها مألوفا لجماهير “السامبا”، إلا أنه شارك كأساسي في المباراتين، وظهر بمردود طيب للغاية، ليس فقط في الجانب الدفاعي، ولكن أيضا في كيفية الخروج بالكرة وضرب خطوط المنافس بتمريراته الدقيقة لزملائه.
كثافة داخل الملعب.. الركض أولا
أرجع أنشيلوتي هذا التحسن الكبير في الجانب الدفاعي، إلى أن كل اللاعبين “يساعدون كثيرا في الدفاع”، وهو الأمر الذي افتقده في موسمه الأخير مع الميرينجي.
وطبق لاعبو البرازيل ضغطا رهيبا على لاعبي باراجواي في الشوط الأول، وفي بعض الأحيان، تواجد اللاعبون كلهم في نصف ملعب “الألبيروخا”.
ويبدو أن التضحية الجماعية ستكون أحد أهم أولويات المدرب الإيطالي خلال الفترة المقبلة، وهي الرسالة الواضحة التي تركها للجميع، وتحديدا فيما يتعلق بنيمار، المشهور بعدم التزامه داخل وخارج الملعب، بأنه “سيقوم بهذا الدور بدون أي مشكلة”.
هدوء داخل غرف الملابس واحترام الصحافة
نجح أنشيلوتي في فرض الهدوء على غرف ملابس “السيليساو”، فالمدرب الإيطالي فرض بشخصيته القوية ومسيرته الرائعة، الأكثر تتويجا بالألقاب في التاريخ، أن يفرض الهدوء حول لاعبي البرازيل، بعد فترة من التشتت.
لم يقتصر الأمر على لاعبي البرازيل، بل إن شخصية أنشيلوتي استطاعت أن تفرض نفسها على الصحافة المحلية أيضا، حتى أن أحد الصحفيين، بعد مباراتين فقط، أهداه صندوقه الأول من السيجار البرازيلي.
غياب الإبداع
رغم كل الجوانب الإيجابية السابقة، إلا أن هناك بعض أوجه القصور التي ستحتاج عملا كبيرا من أنشيلوتي الذي لم يضع يده بعد على “التوليفة” السحرية التي تمنحه هذه الإنسيابية في اللعب، حيث راهن في مباراة الإكوادور على ثلاثي في خط الوسط مكون من جيرسون وبرونو جيمارايش وكاسيميرو، إلا أن الفريق لم يستطع تشكيل أي خطورة على أصحاب الأرض.
وأمام باراجواي، أبقى على لاعب وسط فلامنجو على مقاعد البدلاء، وأشرك بدلا منه جابرييل مارتينيلي كمهاجم رابع، فظهر بعض التحسن على الأداء، ولكن بفضل المهارات والحلول الفردية لدى بعض النجوم.
وفي هذا الأمر تحديدا، يجد أنشيلوتي نفسه أمام مشكلة لوكاس باكيتا الذي يواجه خطر الإيقاف لفترة طويلة بسبب مشاركته في المراهنات، بالإضافة لنيمار الذي لا تكاد تفارقه الإصابة.
نُدرة التسديدات
رغم السيطرة الواضحة للبرازيل أمام باراجواي، ووجود 4 مهاجمين، إلا أن كتيبة المدرب الإيطالي لم تسدد سوى 4 كرات بين القائمين والعارضة، مقابل 3 في مباراة الإكوادور.
وتبدو هذه النسبة ضعيفة للغاية بالنظر لمنتخب مليء بالنجوم، ويبحث دائما عن التواجد على منصات التتويج.