“البركاني” يوشك على حل أزمة اختيار المدرب في إيطاليا

باتت مسألة تغيير المدربين طقوسا شائعة مع نهاية كل موسم في الدوري الإيطالي. حيث أقدم ما لا يقل عن 9 من 20 فريقا يستعدون لخوض منافسات الموسم المقبل على تغيير المدرب، في حين أن فصول الإقالات أو الاستقالات لم تنته بعد.
ولكن، على وقع موسيقى الكراسي المتحركة يبحث المنتخب الإيطالي عن مدرب من دون أن يتمكن من إيجاد الحل المناسب رغم إرثه الكبير المتمثل بفوزه بكأس العالم 4 مرات في تاريخه، وكأس أوروبا مرتين.
رسميا، لا يزال لوتشانو سباليتي مدرب “أتزوري”، ولكن بعد الهزيمة المذلة أمام النروج 0-3 في أوسلو الجمعة الماضي، أبلغه الاتحاد الإيطالي لكرة القدم أن مباراة مولدوفا ستكون الأخيرة له (فازت إيطاليا 2-0).
ويحتل المنتخب الإيطالي المركز الثالث في المجموعة الأولى برصيد 3 نقاط من مباراتين متأخرا بفارق 9 نقاط عن نظيره النروجي المتصدر الذي لعب حتى الآن 4 مباريات.
EPA
ولإعادة إطلاقه على الطريق إلى مونديال 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، اعتقد الاتحاد الإيطاليأانه وجد المرشح المثالي بشخص كلاوديو رانييري، فهو صاحب خبرة كبيرة وحر من أي عقد.
وكانت المفاوضات تقترب من اتفاق لمدة عام، قبل أن تتبدل الأمور بسرعة، حيث أرسل رانييري رسالة نصية مقتضبة إلى رئيس الاتحاد الإيطالي جابرييلي جرافينا، في منتصف صباح الثلاثاء، كتب فيها “لا أشعر بذلك”.
وبرر لاحقا قرار رفضه تدريب منتخب بلاده بارتباطه بوظيفته الجديدة كمستشار استراتيجي للمالكين الأميركيين لنادي روما.
جاتوزو في الطليعة
بعدما فوجئ الاتحاد الإيطالي بهذا الانعطاف، تحولت أنظاره إلى ستيفانو بيولي مدرب ميلان السابق (2019-2024) والنصر السعودي الحالي.
ولم يكن على قادة كرة القدم الإيطالية حتى الدردشة مع بيولي، إذ أعلمهم وكيله أن المدرب البالغ 59 عاما على وشك التعاقد مع فيورنتينا، الذي سبق له أن أشرف عليه من 2017 إلى 2019.
وعكس رفض رانييري ثم بيولي تدهور صورة المنتخب الإيطالي الذي فشل في التأهل إلى مونديالي 2018 و2022، في حين خرج من الدور ثمن النهائي في كأس أوروبا 2024.
وفاجأت هذه الردود المراقبين، على رأسهم المدرب الأسطوري أريجو ساكي الذي درّب “الأتزوري” بين عامي 1991 و1996، وقاده إلى نهائي مونديال 1994 في الولايات المتحدة.
وقال ساكي (79 عاما)، في مقابلة مع “جازيتا ديلو سبور”: “يجب أن يكون المنتخب الإيطالي أمام أي شيء آخر، خاصة في الوضع الدرامي الذي يمر به يجب على شخص ما أن يبرهن عن شجاعة ومسؤولية”.
يمكن أن يأتي الخلاص من أبطال مونديال 2006، وتحديدا من ثلاثة أسماء يتم تداولها باستمرار: دانييلي دي روسي وفابيو كانافارو وجينارو جاتوزو الذي وفقا للصحافة المحلية يأتي في طليعة المرشحين لتدريب المنتخب.
ويتشارك هذا الثلاثي إنجاز الفوز باللقب الرابع والأخير في كأس العالم بمواجهة فرنسا زين الدين زيدان في عام 2006 في استاد برلين الأولمبي (5-3 بركلات الترجيح بعد تعادلهما 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي)، ولكن يجمعهم ايضا الفشل في مسيرتهم التدريبية.
Getty Images
وغادر جاتوزو الذي مرّ عبر ميلان ونابولي ومرسيليا الفرنسي، للتو نادي هايدوك سبليت الكرواتي بعد موسم واحد.
في حين لم يفز سوى بلقب يتيم في مسيرته التدريبية (كأس إيطاليا مع نابولي)، فإن لاعب خط الوسط السابق في ميلان لديه ميزة خاصة في عيون صناع القرار في الاتحاد الإيطالي، وهو مزاجه البركاني الذي يمكن أن يوقظ “الأتزوري” من سباته، وهو الذي يعاني من افتقار صارخ في شخصيته، العلامة الفارقة لدى المنتخبات السابقة.