كيف ستكون تجربة إنتر؟ مخاطرة مدروسة أم طريق بلا أمل؟

أقدم إنتر ميلان على خطوة جريئة بالتعاقد مع كريستيان كيفو كمدير فني للفريق خلفا لسيموني إنزاجي الذي غادر عقب كارثة نهائي دوري أبطال أوروبا صوب الهلال السعودي.
الإنتر خرج من الموسم المنقضي خالي الوفاض، فبعدما كان ينافس على الثلاثية (الدوري، الكأس، ودوري أبطال أوروبا)، ودع البطولات الثلاث بأسوأ الطرق، فخسر الاسكوديتو في الجولة الأخيرة، فيما ودع كأس إيطاليا من نصف النهائي، وخسر التشامبيونزليج بخماسية مذلة أمام باريس سان جيرمان.
قرار إنزاجي بالرحيل أربك إدارة النيراتزوري برئاسة بيبي ماروتا، ليبدأ النادي رحلة البحث عن خيارات لا تمتلك خبرات تدريبية كبيرة مثل سيسك فابريجاس مدرب كومو الذي صعد بفريقه للدوري وقدم نتائج جيدة.
كما وجه الإنتر أنظاره نحو باتريك فييرا مدرب جنوى الذي أنهى الموسم بالمركز الثالث عشر، إلى جانب كيفو مدرب بارما الذي تولى المهمة في وقت صعب ونجح في انتشال الفريق من دوامة الهبوط.
خيارات جعلت مسؤولي إنتر في مرمى نيران الجماهير التي كانت تحلم بالتعاقد مع مدرب صاحب اسم كبير، قبل انطلاق مونديال الأندية منتصف الشهر الحالي.
مخاطرة محسوبة أم نفق مظلم؟
ويبدو من اتجاه إنتر نحو كيفو أنها مخاطرة كبيرة اتخذها النادي، لكن المدرب الروماني تواجد في إنتر سنوات طويلة وقاد فرق الشباب السنية المختلفة ويعرف بيئة النادي جيدا.
هذا بالإضافة إلى أن سياسة النادي الجديدة في الاعتماد على اللاعبين الشباب وتنمية المواهب بالفريق كانت سببا في اتخاذ نهج المخاطرة بتعيين كيفو.
ويعتمد إنتر بشكل كبير على لاعبين كبار في السن تخطوا الثلاثين عامًا، لكن النادي ينوي بدء عهد جديد مع الشباب بقيادة كيفو.
كما أن راتبه البالغ 2 مليون يورو، كان أحد الأسباب أيضا في اتجاه النادي له، في ظل السياسة التي يسير عليها النيراتزوري في ضم صفقات مجانية وإبرام صفقات بتكلفة منخفضة، فكان التوفير مطلوبا من ناحية المدرب أيضا، خاصة أن إنزاجي كان يحصل على أكثر من 6 ملايين يورو تقريبا.
ورغم سياسة إنتر الجديدة إلا أن هناك مخاطر حقيقية بمشاركة إنتر في مختلف البطولات والاحتكاك بأكبر الأندية، ومع قلة خبرة كيفو ربما يجد النيراتزوري نفسه في نفق مظلم جديد.
وعانى إنتر لسنوات طويلة بعد فوزه بالثلاثية التاريخية 2010 مع جوزيه مورينيو من تخبط إداري كبير وكثرة تغيير المدربين، ما أدى في النهاية لخروج إنتر من دائرة المنافسة لسنوات قبل أن يعود للواجهة مجددا مع أنطونيو كونتي قبل 5 سنوات فقط، ومن ثم يتدرج حتى يصل للقمة أكثر مع سيموني إنزاجي.
وحقق إنزاجي لقب الدوري مع إنتر مرة واحدة بجانب كأس إيطاليا مرتين، والسوبر الإيطالي 3 مرات، بالإضافة إلى بلوغ نهائي دوري أبطال أوروبا مرتين.