دانييل ليفي: قسوة كرة القدم تجسد شخصية رئيس توتنهام

دانييل ليفي: قسوة كرة القدم تجسد شخصية رئيس توتنهام

يعرف دانييل ليفي، رئيس توتنهام هوتسبير، بأسلوبه الإداري الحازم الذي يركز على الأرقام والنتائج بدلاً من العواطف، ولذلك تتسم قراراته “بالقسوة”.

قراره بإقالة المدرب أنجي بوستيكوجلو بعد 16 يومًا من الفوز بالدوري الأوروبي، رغم أنها كانت أول بطولة للنادي منذ 17 عامًا، وُصف بأنه يعكس قسوة كرة القدم الحديثة، خاصة مع تراجع توتنهام الكارثي في الدوري الإنجليزي (38 نقطة من 38 مباراة).

على الرغم من إنجازات ليفي المالية، مثل بناء ملعب جديد وتحقيق استقرار مالي، إلا أن قراراته بإقالة مدربين مثل بوكيتينو ومورينيو عند تراجع الأداء أثارت جدلاً.

خلفية القرار

أنجي بوستيكوجلو، الذي تولى تدريب توتنهام في يونيو/حزيران 2023، حقق إنجازًا تاريخيًا بفوزه بالدوري الأوروبي بنتيجة 1-0 أمام مانشستر يونايتد في النهائي بمدينة بلباو.

هذا الفوز لم ينهِ فترة جفاف الألقاب التي استمرت 17 عامًا فحسب، بل ضمن أيضًا تأهل توتنهام لدوري أبطال أوروبا في الموسم التالي. ومع ذلك، جاء هذا الإنجاز وسط موسم محلي كارثي في الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث احتل توتنهام المركز 17، محققًا 38 نقطة فقط من 38 مباراة، وخسر 22 مباراة، وهو أسوأ أداء في تاريخ النادي بالدوري.

Getty Images

الأرقام فوق العواطف

في بيان النادي للإعلان عن قرار الإقالة لم يُذكر اسم ليفي بشكل مباشر، لكن بصماته كانت واضحة في القرار.

أشار البيان إلى أن النادي سجل 78 نقطة فقط من آخر 66 مباراة في الدوري، وهو ما اعتبره ليفي دليلاً على تراجع الأداء.

بالنسبة لليفي، الأرقام هي “الحقيقة الوحيدة” التي يثق بها، بعيدًا عن العواطف أو اللحظات التاريخية.

ويرى البعض أن إقالة بوستيكوجلو تؤكد أن الألقاب ليست أولوية ليفي، بل الحفاظ على استقرار النادي في الدوري والأداء المالي.

ردود فعل متباينة

أثار القرار جدلاً واسعًا فقد اعتبره البعض، تجسيدًا لقسوة كرة القدم الحديثة، حيث لا مكان للعاطفة في ظل المنافسة الشرسة.

بينما رأى آخرون أن تراجع توتنهام المحلي وإصابات اللاعبين المتكررة، التي بلغت 41 إصابة، تبرر القرار.

لكن العديد من الجماهير واللاعبين، مثل بيدرو بورو وريتشارليسون، عبروا عن غضبهم وامتنانهم لبوستيكوجلو، مشيدين بدوره في إعادة الهوية الهجومية للنادي وتحقيق لقب أوروبي.

richarlisonGetty Images

تناقضات كرة القدم الحديثة

إقالة بوستيكوجلو تكشف عن تناقضات كرة القدم الحديثة: بين تحقيق الألقاب والحفاظ على استقرار الأداء.

دانييل ليفي، بقراره، أعطى الأولوية للأرقام على حساب اللحظات التاريخية، مما يعكس نهجًا عمليًا لكنه قاسٍ.

بينما يستعد توتنهام لتعيين توماس فرانك كبديل محتمل، يبقى السؤال: هل كان بالإمكان إعطاء بوستيكوجلو فرصة أخرى؟