ليلة فقدان الحلم الذهبي: جرح ميونخ يصدع يامال ويبهج ديمبلي

ليلة فقدان الحلم الذهبي: جرح ميونخ يصدع يامال ويبهج ديمبلي

انتهت الليلة الماضية في ميونخ بمشهد مؤثر غير مجرى السباق نحو جائزة البالون دور لعام 2025.

فبينما احتفل البرتغاليون بلقب دوري أمم أوروبا، وقف لامين يامال الشاب ذو الـ17 عامًا وسط الملعب، يواسي نفسه وزملاءه بعد خسارة مؤلمة بركلات الترجيح أمام البرتغال.

هذه الليلة لم تكن مجرد نهائي كروي عادي، بل نقطة تحول حاسمة في سباق أهم جائزة فردية في عالم كرة القدم.

مطاردة

قبل هذا النهائي، كان السباق على البالون دور محصورًا بين مجموعة محدودة من الأسماء، في القلب منها 2 من أبرز نجوم الموسم، عثمان ديمبلي هداف باريس سان جيرمان، وجناح برشلونة لامين يامال “الطفل المعجزة”، في نظر عديد المشجعين.

ديمبلي حقق مع النادي الباريسي إنجازًا تاريخيًا لم يقدر عليه نيمار وميسي ومبابي، الفوز بدوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخ النادي.

سجل الفرنسي 33 هدفًا و15 تمريرة حاسمة في 49 مباراة، وكان العامل الأساسي في تحقيق الرباعية التاريخية للنادي الباريسي.

على الجانب الآخر، برز يامال كظاهرة كروية استثنائية في عمر مبكر جدًا، فاللاعب الذي لم يولد بعد عندما بدأ كريستيانو رونالدو مسيرته الدولية قبل 21 عامًا، حقق مع برشلونة الثلاثية المحلية وكسر عددًا لا يحصى من الأرقام القياسية.

وأصبح يامال أصغر لاعب يسجل في الكلاسيكو، وأصغر من يصل إلى 100 مباراة مع النادي الكتالوني.

ليلة ميونخ الحاسمة

عندما التقى المنتخبان في نهائي دوري الأمم بميونخ، كان الجميع يترقب المواجهة المباشرة بين الأسطورة رونالدو والنجم الصاعد يامال.

إسبانيا تقدمت 2-1، وبدا أن يامال في طريقه لإضافة لقب دولي ثانٍ إلى مجموعته بعد يورو 2024، لكن رونالدو كان له رأي آخر.

ففي اللحظات الحاسمة، نونو مينديز لاعب باريس سان جيرمان تفوق على يامال بسهولة قبل أن يقدم الكرة لرونالدو، الذي سجل هدف التعادل 2-2.

كانت تلك اللحظة رمزية بكل معنى الكلمة – لاعب من نفس فريق ديمبلي يحرم يامال من اللقب ويقدم هدية ثمينة لمنافسه الفرنسي في سباق البالون دور.

تداعيات الهزيمة

هذه الخسارة لا تقلل من إنجازات يامال الاستثنائية هذا الموسم، لكنها تؤثر بشكل كبير على حساباته في سباق البالون دور.

فالمعايير التقليدية للجائزة تعطي وزنًا كبيرًا للألقاب الجماعية، وخاصة دوري أبطال أوروبا.

كريستيانو رونالدو نفسه أكد هذه النظرة قائلاً: “في رأيي، من يفوز بالجائزة يجب أن يكون في فريق فاز بالألقاب، فائز البالون دور يجب أن يكون في فريق فاز بدوري الأبطال”.

بهذا المعيار، يصبح ديمبلي المرشح الأوفر حظًا، خاصة أن برشلونة خرج من نصف نهائي دوري الأبطال أمام إنتر، الذي وصل للنهائي وخسر أمام باريس، رغم أن يامال سجل في مباراة الذهاب ضد الأفاعي، وأشاد به مدرب الفريق الإيطالي سيموني إنزاجي واصفًا إياه بـ”الظاهرة التي تولد كل 50 عامًا”.

لكن القصة لم تنته بعد، يامال لا يزال يملك أوراقًا قوية في اللعبة، فعمره الاستثنائي وأداؤه المذهل يجعلانه مرشحًا قويًا لجائزة الكوبا التي تُمنح لأفضل لاعب شاب، وربما حتى للبالون دور.

كما أن إصابة ديمبلي المحتملة التي قد تبعده عن كأس العالم للأندية هذا الصيف قد تؤثر على حظوظه.

خاتمة درامية

في النهاية، ليلة ميونخ كتبت فصلاً جديدًا في قصة كرة القدم الحديثة، فالبرتغال لم تمنح لقبًا غاليا لرونالدو فحسب، بل قدمت هدية ثمينة لديمبلي في سباقه نحو البالون دور.

أما يامال، فرغم الخسارة، يبقى رمزًا لجيل جديد من النجوم الذين سيحكمون عالم كرة القدم في السنوات المقبلة.

وأخيرا، السباق نحو البالون دور 2025 لا يزال مفتوحًا، لكن الأوراق أعيد ترتيبها بشكل كبير في ليلة واحدة مؤثرة في ميونخ.