أزمة روني ومانشستر يونايتد: هل سيتجنب بايرن ميونيخ الأخطاء مع كين؟

أزمة روني ومانشستر يونايتد: هل سيتجنب بايرن ميونيخ الأخطاء مع كين؟

يبقى تسجيل الأهداف من الأمور الثابتة في حياة المهاجم الإنجليزي هاري كين، فمنذ التفريط في خدماته من قبل آرسنال عندما كان ما يزال في المدرسة، وهو لديه ذلك الشغف الكبير في التسجيل.

ومع ذلك وبحسب تقرير موقع “جول”، يفكر ناديه بايرن ميونخ في خطط مختلفة، حيث تجرى محادثات من وراء الكواليس في بافاريا لنقله إلى مركز صانع الألعاب رقم 10، مما يمهد الطريق لدخول مهاجم أصغر سنًا وقيادة خط الهجوم.

ضامن للأهداف

منذ أن حظي كين بفرصة اللعب أساسيًا مع الفريق الأول في توتنهام موسم (2013-2014)، أصبح من أكثر مصادر الأهداف ثباتًا في العالم، حيث سجل 451 هدفًا في 699 مباراة رفقة الأندية والمنتخبات.

ومنذ أن أصبح أساسيًا مع السبيرز في موسم (2014-2015)، يبلغ متوسط تسجيله للأهداف 0,66 هدفًا في المباراة الواحدة، وخلال تلك الفترة أنهى الموسم كأفضل هداف سواء في البريميرليج والبوندسليجا 5 مرات، كما فاز بالحذاء الذهبي كأفضل هداف في كأس العالم 2018 ويورو 2024، وبالتالي لا يوجد داعي للتفكير كثيرًا في مركزه.

صانع الألعاب

في عصر المدرب ماوريسيو بوكيتينو، أظهر كين لمحات من تطور مستواه من خلال التراجع في بعض الأحيان إلى عمق الملعب والمساعدة في بناء اللعب، ولم يتنوع الأداء بشكل كبير وبارز إلا مع تولي جوزيه مورينيو تدريب السبيرز.

واعتمد بوكيتينو على أفكار الضغط والتمريرات الأمامية، بينما اعتمد مورينيو على التمركز في العمق والاعتماد على الهجمات المرتدة، وحينها كان دور كين إشغال المدافعين وسحبهم من الخطوط، ليتمكن آخرون من التسلل من الخلف واستغلال ذلك.

Getty Images

وبعد فوز توتنهام على مانشستر سيتي (2-0) في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 2020، أوضح كين أن ما طلبه مورينيو منه هو الاستحواذ على الكرة قليلًا عندما يكون تحت ضغط الخصم ومحاولة الحصول على أخطاء، مع محاولة إدخال اللاعبين الآخرين في اللعب، وفي الهجمات المرتدة ومع تراجعه للعمق، فعليه البحث عن اللاعبين المنطلقين من الخلف.

وفي ذلك اليوم سجل هيونج مين سون وجيوفاني لو سيسلو هدفي المباراة، ولكن اختارت شبكة “سكاي سبورتس” كين كأفضل لاعب في المباراة، وأشار جاري نيفيل محلل الشبكة إلى امتلاك كين لمسة من زين الدين زيدان.

وأنهى كين موسم (2020-2021) كثاني لاعب في البريميرليج بعد أندرو كول لينجح في التتويج بجائزتي أفضل هداف وأكثر صانع للأهداف في موسم واحد، ولذلك يظهر الآن السبب وراء تفكير البايرن في إرجاعه للعمق بشكل دائم.

تغيير الأفكار

أثناء عمل أنطونيو كونتي كمحلل على التلفزيون الإيطالي في يورو 2020، تحدث عن إعجابه الشديد بتكامل كين، ولكنه أشار إلى أنه لو كان مدربه لفرض عليه تعليمات صارمة للغاية قائلًا: “يشيدون بقدرته على الاستحواذ على الكرة واللعب مع الفريق، ولكنه حاسم في منطقة الجزاء، وكمدرب سأبقيه دائمًا هناك كونه لاعب مدمر”.

ولم يكن ذلك هو الحال عندما تولى كونتي تدريب توتنهام بعدها بشهور قليلة، حيث سجل كين 16 هدفًا في 28 مباراة في البريميرليج، ومع ذلك حصد زميله سون لقب هداف الدوري مناصفة مع محمد صلاح.

وأدرك كونتي تناغم الثنائي الرائع مع تراجع كين إلى العمق لخلق مساحة لزميله الكوري الجنوبي للركض، وكان الإبقاء على كين في منطقة الجزاء سيحد من تأثيره على المباريات بشكل عام، فهو يحتاج للمشاركة وإلا سيختفي تأثيره تمامًا.

تحذير روني

لا داعي للبحث طويلًا في الماضي لإدراك أن نقل مهاجم إلى خط الوسط ليس بالأمر السهل، ولعل أبرز مثال هو واين روني في أواخر مسيرته.

لأحد عشر موسمًا متتاليًا قبل بداية موسم (2015-2016) سجل روني أكثر من 10 أهداف في الدوري مع مانشستر يونايتد، ولكن عندما أجرى لويس فان جال تعديلات تكتيكية جعلت من الشياطين الحمر من أكثر الفرق مللًا في الدوري، وجد روني نفسه بلا دور، وكان حل فان جال هو جلعه لاعب في وسط الميدان بشكل منتظم مع الاعتماد على سرعات أنتوني مارسيال وماركوس راشفورد في الانطلاق للأمام.

ونادرًا ما نجحت تلك الخطة لأن الخصم نادرًا ما منح اليونايتد تلك المساحة، وكان تمريرات روني تقتصر على إيصال الكرة للظهير المقابل.

Michael Olise Harry Kane Bayern Munich FIFA Club World Cup 2025Getty Images

وعلى الرغم من التشابه بين روني وكين، إلا أن الأول لم يتجاوز 20 هدفً في موسم واحد في البريميرليج سوى مرتين فقط، ولم يفز اليونايتد باللقب في أي من الموسمين، مما يثبت أنه كان أفضل حالًا كمهاجم داعم بدلًا من المهاجم الرئيسي، كما أنه أقصر في القامة من كين وبالتالي ليست له خطورة في الكرات الهوائية، وتراجع مستواه بشدة مع تغير فان جال لمركزه.

إغراءات فولتيمادي

ومن الأسماء التي يتم ربطها بالانتقال لبايرن ميونخ حاليًا نيك فولتيماد الذي أنهى الموسم مسجلًا 17 هدفًا في جميع المسابقات، والآن يقود منتخب ألمانيا تحت 21 سنة في اليورو وسجل 4 أهداف وصنع هدفين في أول مباراتين في دور المجموعات.

ويلقي البايرن الآن نظره على فولتيمادي، ولكن اختيار خليفة للمهاجم الإنجليزي في الوقت الراهن أمر مشكوك فيه، خاصة أنه لا يظهر أي من علامات التباطؤ حتى في سن 21، وإذا كانت خطة البافاري أن يلعب الثنائي معًا، فسيعاني أحدهما على أقل تقدير.

البقاء أم الرحيل؟

إذا حاول البايرن الاعتماد على كين كصانع ألعاب، فسيعني ذلك تغيير مركز الموهوب جمال موسيالا، لذلك ارتباط البايرن بضم جناح جديد من نيكو ويليامز ورافائيل لياو وكودي جاكبو وكاورو ميتوما يبقى أكثر منطقية من ضم مهاجم مركزي آخر.

وبالتالي إذا أراد البايرن إنفاق جزء كبير من ميزانيته على مهاجم مركزي آخر لإعادة كين إلى الخلف، فسيكون من الأفضل بيعه على الفور والحصول على مبلغ مالي ضخم مقابله، ولكن لماذا يتخل بطل ألمانيا عن أفضل لاعبيه طوعًا؟ أيًا مان المسار الذي يختاره البايرن فيجب أن يكون كين مهاجمهم الأساسي.