مسجد القبلتين: أهميته والأحاديث المتعلقة به

تزخر المدينة المنورة بالعديد من المساجد والأماكن المباركة، التي خطا فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم كما تحظى المدينة المنورة بالعديد من المساجد الشهيرة، ومن بينها مسجد القبلتين فهل هو المسجد الذي التف فيه الصحابة أثناء الصلاة عندما أخبرهم أحدهم بتغيير القبلة، أم أن مسجد القبلتين سمي كذلك لأن آيات تغيير القبلة نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم فيه؟ وما هي أبرز معالم مسجد القبلتين وهل هناك أحاديث نبوية وردت بشأن مسجد القبلتين.
هذا ما سنتعرف عليه خلال السطور القادمة فإلى التفاصيل..
مسجد القبلتين
يقع مسجد القبلتين في الجنوب الغربي، قرب وادي العقيق وفوق رابية مرتفعة قليلًا، ويبعد عن المسجد النبوي قرابة خمسة كيلومترات بالاتجاه الشمالي الغربي، وقد جُدِّد بناؤه مرات عديدة.
يقع هذا المسجد الأبيض في الطرف الغربي من المدينة المنورة، على هضاب حرة الوبرة في الطريق الشمالي الغربي للمدينة المنورة، وتحديدًا على طريق خالد بن الوليد وتقاطعه مع شارع سلطانة.
سبب التسمية
يعود سبب تسميته؛ إلى أن جماعة من المسلمين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يصلون تجاه المسجد الأقصى، وإذا بمناد خلفهم يصيح ويخبرهم بأن الوحي قد نزل على النبي صلى الله عليه وسلم بتحويل اتجاه القبلة من بيت المقدس إلى المسجد الحرام تبعًا لقول الله تعالى ﴿ قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ﴾ [البقرة: 144].وبالفعل قام الصحابة بتحويل وجوههم وأجسامهم إلى المسجد الحرام بمكة المكرمة.
مراحل بناء وتطوير مسجد القبلتين
مسجد القبلتين بناه بنو سواد بن غنم بن كعب في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في العام الثاني للهجرة النبوية من: اللبن والسعف وجذوع النخيل، ثم قام الخليفة عمر بن عبد العزيز رحمه الله بتجديد المسجد، وقام الشجاعي شاهين الجمالي كبير خدم المسجد في ذلك الوقت بتعميره وتجديد سقفه، بعد ذلك قام السلطان سليمان القانوني بتجديد المسجد وتعميره.
وفي العصر الحالي أمر خادم الحرمين الشريفين الملك الراحل فهد بن عبد العزيز آل سعود بإِعادة بنائه في عام 1987. وتوسعته وفق أحدث التقنيات والتصاميم الهندسيـة مع إضفاء اللمسة الهندسيـة المعمارية ذات الطابع الإسلامي عليه ليكون مهيأ لأكبر عدد من الزوار والمصلين، وجرى بناء قاعة جديدة كاملة للصلاة فيها ومكان مخصص للنساء للصلاة، كما أنشئت صالة للوضوء، وصبغ حجارة المسجد باللون الأبيض، مع إضافة تجديدات أخرى تشمل الإنارة وأعمال الزخرفة والسجاد والتكييف والتدفئة وغيرها من التحديثات التي أضافت للمسجد طابعًا أثريًا ورونقًا جميلا رائعًا.
ويقف مسجد القبلتين بمبناه الجديدة على مثلث يتألف من دورين على أربع جهات تشمل الواجهة الرئيسية للمسجد تطل على الشارع الرئيسي بواجهة طولها 83 مترًا، أما الجهة الجنوبية فيبلغ طولها 95 مترًا، والجهة الغربية بواجهة طولها 82 مترًا.
وللمسجد منارتان وتعلوه قبتان ومدخل للرجال وآخر منفصل للنساء، ويستقر على مساحة إجمالية تبلغ 3920 مترا مربعا، ويتوسطه قاعة صلاة بمساحة 1190 مترا مربعا، وتتسع لألفي مصل، وتشتمل هذه القاعة على شرفة بمساحة 400 متر مربع مخصصة للنساء على دور مرتفع إِلى الخلف من القاعة، إِضافة إِلى ذلك فإِن ثلاثة صفوف تطل على قاعة الصلاة من الأعلى خصصت لتحفيظ القرآن الكريم.
وتجسد فكرة التصميم قاعة الصلاة على سلسلة قناطر قائمة على دعائم تسند على خمسة عقود موازية لجدار القبلة بتقاطع وسط العقود بقبتين وتشكل محورًا وسطيًا يشير إِلى جهة مكة المكرمة.
الأحاديث الواردة في مسجد القبلتين
روي البخاري عن البراء بن عازب قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي نحو بيت المقدس ستة عشر شهرًا أو سبعة عشر شهرًا، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب أن يوجه إِلى الكعبة، فأنزل الله عز وجل: (قد نرى تقلب وجهك في السماء) فتوجه نحو الكعبة.
وروى ابن النجار عن عثمان بن محمد قال: زار رسول الله – صلى الله عليه وسلم – امرأة من بني سلمة يقال لها: أم بشير في بني سلمة فصنعت له طعامًا فجاء الظهر فصلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بأصحابه في مسجد القبلتين الظهر فلما صلى ركعتين أمر أن يتوجه إِلى الكعبة، فاستدار رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ففيه نزل الوحي عليه – صلى الله عليه وسلم – بالتحول إلى قبلة الكعبة المشرفة بعد أن كانت القبلة هي بيت المقدس، كان ذلك يوم 15 شعبان من العام الثاني للهجرة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم عند صلاة الظهر.
وقيل إنه نهض رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وبعد أن أتم ركعتين نزل عليه الوحي بالتحول إلى الكعبة المشرفة في قوله تعالى: (قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره) سورة البقرة آية رقم (144)، فسمي ذلك المسجد مسجد القبلتين، وكانت يومئذ أربع ركعات منها ثنتان إِلى بيت المقدس وثنتان إِلى الكعبة، ومنذ ذلك الحين عرف المسجد باسم (مسجد القبلتين) لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى فيه شطر صلاته قبل المسجد الأقصى والشطر الآخر قبل المسجد الحرام.

هل مسجد القبلتين هو المسجد الذي التف فيه الصحابة أثناء الصلاة عندما أخبرهم أحدهم بتغيير القبلة، أم أنه سمي كذلك لأن آيات تغيير القبلة نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم فيه؟
الجواب
تحولَ الصحابة رضي الله عنهم إلى الكعبة وهم في صلاتهم في مسجد قباء كما ثبت في حديث ابن عمر رضي الله عنهما، وتحولوا أيضا وهم في صلاتهم في مسجد بني حارثة، كما في حديث البراء بن عازب رضي الله عنه.
والذي يذكره أهل السير في مسجد القبلتين وسبب تسميته، إنما هو مسجد بني سلمة، فقد قيل إن النبي صلى الله عليه وسلم زار أم بشر، وحانت صلاة الظهر، فبينما هو يصلي: أُمر باستقبال الكعبة، فاستدار، والعلماء والمفسّرون يعزون هذا الأثر إلى طبقات ابن سعد.
قال ابن حجر رحمه الله:” وَاخْتَلَفَتْ الرِّوَايَة فِي الصَّلَاة الَّتِي تَحَوَّلَتْ الْقِبْلَة عِنْدهَا، وَكَذَا فِي الْمَسْجِد…وَذَكَرَ مُحَمَّد بْن سَعْد فِي الطَّبَقَات قَالَ: يُقَال إِنَّهُ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ مِنْ الظُّهْر فِي مَسْجِده بِالْمُسْلِمِينَ، ثُمَّ أُمِرَ أَنْ يَتَوَجَّه إِلَى الْمَسْجِد الْحَرَام، فَاسْتَدَارَ إِلَيْهِ وَدَار مَعَهُ الْمُسْلِمُونَ.
وَيُقَال زَارَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمّ بِشْر بْن الْبَرَاء بْن مَعْرُور فِي بَنِي سَلَمَة فَصَنَعَتْ لَهُ طَعَامًا، وَحَانَتْ الظُّهْر ؛ فَصَلَّى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَصْحَابِهِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ أُمِرَ فَاسْتَدَارَ إِلَى الْكَعْبَة، وَاسْتَقْبَلَ الْمِيزَاب، فَسُمِّيَ ” مَسْجِد الْقِبْلَتَيْنِ “.
وقال ابن كثير: ” ذكر غير واحد من المفسرين وغيرهم: أن تحويل القبلة نزل على رسول الله وقد صلى ركعتين من الظهر، وذلك في مسجد بني سلمة، فسمي مسجد القبلتين.
وفي حديث نويلة بنت مسلم: أنهم جاءهم الخبر بذلك وهم في صلاة الظهر، قالت: فتحول الرجال مكان النساء، والنساء مكان الرجال. ذكره الشيخ أبو عمر بن عبد البر النمري.
وأما أهل قباء: فلم يبلغهم الخبر إلى صلاة الفجر اليوم الثاني، كما جاء في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما، أنه قال: بينما الناس بقباء في صلاة الصبح، إذ جاءهم آت فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أنزل عليه الليلة قرآن، وقد أمر أن يستقبل الكعبة، فاستقبلوها. وكانت وجوههم إلى الشام، فاستداروا إلى الكعبة ” انتهى من “تفسير ابن كثير” (1/237).
وهذا الحديث – كما هو ظاهر – ذكره ابن سعد بلا إسناد، وذكره بصيغة تدل على الشك وعدم الجزم بصحته: يقال كذا.. ويقال كذا… فمثل هذا لا يعتمد عليه، ولا يجزم بصحته.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.