4 شركات سيارات تدخل السوق المصرفي في أمريكا وسط قلق البنوك التقليدية

مع التسارع التقني والتحول الرقمي، أصبحت البنوك التقليدية تواجه تحديات متزايدة نتيجة صعود شركات التقنية المالية (فنتك)، وتوسع تطبيقات البلوكشين، وظهور الصناديق الاستثمارية المتخصصة. لكن الموجة الاحدث التي تهدد موقع البنوك التقليدية تأتي من شركات السيارات الكبرى، التي بدأت بالتحرك مباشرة نحو السوق المصرفي. فقد تقدمت كل من نيسان، فورد، جنرال موتورز، وستيلانتس (كرايسلر وفيات) بطلبات رسمية للحصول على رخصة مصرف صناعي ILC، وهو ما يتيح لها تأسيس بنوك تقدم خدمات مالية مباشرة بعيدا عن الشراكات المصرفية التقليدية.

وستتمكن هذه الشركات من القيام بأعمال مصرفية، مما يمنحها نفس تغطية تأمين الودائع من مؤسسة التأمين على الودائع الفيدرالية التي تقدمها البنوك التقليدية، مع السماح لها بمنح القروض وتحصيل الودائع، باستثناء أن شركاتها الأم لن تخضع لإشراف الاحتياطي الفيدرالي كما هو الحال مع البنوك التقليدية.

وأعلنت شركة نيسان موتور أكسبتنس (الذراع المالية للشركة اليابانية) يوم الجمعة أنها قدمت رسميا طلبا للحصول على ترخيص مصرف صناعي من كل من مؤسسة التأمين على الودائع الفيدرالية FDIC ودائرة المؤسسات المالية في ولاية يوتا.

لماذا هذا التوجه

وتبرر شركات السيارات هذا التوجه إلى تأسيس بنوك صناعية ILC بهدف تعزيز قدراتها التمويلية، وخفض تكاليف التمويل عبر الوصول إلى ودائع مؤمنة من FDIC، وتقديم حلول مالية أكثر مرونة للوكلاء والعملاء دون الخضوع لإشراف الاحتياطي الفيدرالي. وتأتي هذه الخطوة ضمن توجه استراتيجي لدمج الخدمات المالية ضمن منظومة البيع، بما يمنح الشركات تحكمًا أكبر في دورة التمويل والمبيعات، ويعزز من تنافسيتها في السوق الأمريكية.

وقال كيفن كولوم، رئيس الخدمات المالية في نيسان، هذا التوجه بأنه يساعد الشركة في خدمة عملائها بشكل افضل، حيث يقول: “تأسيس بنك نيسان في الولايات المتحدة يمنحنا مرونة اكبر في خدمة الوكلاء بكفاءة وقدرة تنافسية اعلى، ما يمكنهم من خدمة عملائهم بشكل افضل. هذا البنك سيساعد الوكلاء، من المدن الصغيرة الى الاسواق الكبرى، على الوصول الى الادوات التي يحتاجونها للنمو، ويعزز استثماراتنا طويلة الاجل في السوق الامريكية”.

ومن جانبه قال دان بيرس، رئيس مجلس الادارة والرئيس التنفيذي لشركة جنرال موتورز فاينانشال: سيدعم بنك جنرال موتورز فاينانشال نموذج اعمالنا بشكل مباشر من خلال توفير تمويل مستقر وفعال من حيث التكلفة”.

معارضة البنوك
تجادل البنوك التقليدية بأن هذا التوجه غير قانوني وقد يؤدي الى تضارب المصالح، حيث ترى أن هروب هذه الشركات من رقابة الاحتياطي الفيدرالي سيضر بالمنافسة العادلة معها.

وFDIC هي هيئة حكومية مستقلة في الولايات المتحدة أُنشئت في عام 1933 بعد أزمة الكساد الكبير، ومهمتها الأساسية هي حماية ودائع العملاء في البنوك الامريكية في حال تعثر البنك او افلاسه، وتعزيز الثقة في النظام المصرفي الامريكي، وتنظيم ومراقبة البنوك التجارية والمؤسسات الادخارية التي تخضع لتأمينها.

وقال السيناتور جون كينيدي في بيان له حول هذا الموضوع: السماح لشركات كبيرة مثل التكنولوجيا او الشركات التجارية بامتلاك بنوك دون إشراف مناسب يفتح الباب للإقراض الجائر، وانتهاكات خصوصية المستهلكين، وزيادة عدم الاستقرار المالي”.

فيما تقول جمعية البنوك المجتمعية المستقلة ICBA – في ردها على طلب جنرال موتورز للحصول على رخصة بنك صناعي: “شركات القرض الصناعي المملوكة من شركات تجارية لا يمكنها العمل كوسطاء ائتمان محايدين بسبب تضارب المصالح الأساسي. هذه البنوك تشكل مخاطر غير مبررة على صندوق التأمين على الودائع”.