تراجع العملة الإيرانية بسبب النزاع: انتعاش السوق السوداء وارتفاع أسعار العملات الأجنبية

واصل الريال الإيراني تسجيل تراجعا حادا في قيمته أمام العملات الأجنبية هذا الأسبوع، مع تصاعد حدة المواجهات العسكرية بين طهران وتل أبيب، في وقت تتسع فيه حالة الترقب داخل الأسواق المحلية والدولية بشأن تداعيات الأزمة على المنطقة بأكملها.
ومنذ فجر الجمعة 14 يونيو، تدهورت العملة الإيرانية بنحو 12% أمام اليورو، فيما تجاوز الدولار حاجز 930 ألف ريال إيراني في السوق غير الرسمية، وفق ما أكدته تقارير من داخل طهران، يأتي ذلك في ظل غياب أي تدخل فعال من البنك المركزي الإيراني، الذي التزم الصمت إزاء انهيار العملة وارتفاع مستويات القلق بين المواطنين.
مصادر في سوق الصرافة ذكرت أن عددا من منصات تسعير العملات أغلقت أو خضعت لقيود مشددة من السلطات، بهدف احتواء الذعر المتزايد، إلا أن ذلك لم يمنع ارتفاع الطلب على الدولار والذهب كملاذات آمنة.
ويرى محللون أن الريال الإيراني، الذي يعاني أساسا من ضغوط اقتصادية مزمنة وعقوبات غربية طويلة الأمد، قد دخل مرحلة جديدة من التآكل السريع بفعل تعطل منشآت الطاقة، وتزايد القلق الشعبي من شح السلع وارتفاع أسعار المواد الأساسية.
ويتوقع مراقبون أن يتواصل الضغط على العملة في حال استمرار الغموض بشأن مستقبل التصعيد، وسط مخاوف من تفاقم الأزمة الاقتصادية والاجتماعية في إيران، وامتداد آثارها إلى أسواق الطاقة العالمية.
يشار إلى مواصلة أسعار النفط ارتفاعها في التعاملات المبكرة اليوم، مدفوعة بمخاوف التعطل لإمدادات الخام، خاصة عبر مضيق هرمز الحيوي، إذ ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 0.4% لتصل إلى 76.80 دولاراً للبرميل، إلى جانب زيادة العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنحو 0.5% إلى 75.23 دولاراً للبرميل، حيث أنهت أسعار النفط جلسة أمس على ارتفاع بأكثر من 4% بعد أن دعا رئيس الولايات المتحدة دونالد ترمب طهران إلى “الاستسلام غير المشروط”، وذلك تزامنا مع دخول النزاع يومه السادس.
وإضافة إلى تأثيراتها المباشرة على العملة الإيرانية والسوق المالية، فقد تسببت الحرب في اضطرابات واسعة على مستوى الأسواق العالمية، حيث أدت إلى تقلبات حادة، وارتفاع أسعار النفط وتكاليف الشحن، وسط تحذيرات من اختناقات محتملة في سلاسل الإمداد، وضغوط تضخمية قد تدفع البنوك المركزية للإبقاء على معدلات الفائدة المرتفعة لفترة أطول.