عبدالله العبيدي يكتب: “هل الدوسري هو الضحية؟”

يعتقد الكثيرون من عشاق كرة القدم أن تسديد ضربة الجزاء أمر سهل بالنسبة للاعبين، نظرًا لأن الكرة لا تبعد سوى 11 مترًا تقريبًا عن الشباك. ولكن الواقع على أرضية الملعب مختلف تمامًا. فقد شهد ملعب الإنماء في جدة مباراة منتخبنا السعودي أمام نظيره المنتخب السويسري، والتي خسرها منتخبنا بنتيجة هدفين مقابل هدف، بعد أن أهدر النجم الدولي سالم الدوسري ركلة جزاء كانت بمثابة “القشة التي قصمت ظهر البعير”.
لا أفهم حقيقة كل هذا اللوم الذي تعرّض له لاعب بحجم سالم الدوسري بسبب إضاعته ركلة الجزاء. فهل كانت ردة الفعل طبيعية، أم أنها جاءت ضمن سياق ترقّب بعضهم لتلك اللحظة من أجل الانقضاض عليه… لغايةٍ في نفس يعقوب؟
لو أمعنّا النظر قليلاً في كرة القدم العالمية، لوجدنا أن العديد من أعظم اللاعبين في العالم، سواء مع أنديتهم أو منتخباتهم، قد أضاعوا ركلات ترجيح حاسمة حرمتهم التتويج ببطولات كبرى. خذ على سبيل المثال المنتخب الإنجليزي، الذي أهدر لاعبوه 12 ركلة جزاء مصيرية في بطولات متعددة: مونديال 1990، نصف نهائي يورو 1996 الذي حسمه الألمان، نهائي مونديال فرنسا 1998، يورو 2004 أمام البرتغال، كأس العالم 2006، ويورو 2012 أمام إيطاليا، حيث أضاع الركلات لاعبان بارزان هما أشلي كول (106 مباريات دولية) وأشلي يونغ (36 مباراة دولية حينها).
أما في القرن الحادي والعشرين، فإن أكثر من أهدر ركلات جزاء هما النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو، ولكل منهما 27 ركلة ضائعة. إليك قائمة بأبرز اللاعبين الذين أضاعوا ركلات جزاء:
فرانشيسكو توتي (إيطاليا): 19 ركلة
زلاتان إبراهيموفيتش (السويد): 16 ركلة
أنطونيو دي ناتالي (إيطاليا): 15 ركلة
إدينسون كافاني (أورغواي): 14 ركلة
واين روني (إنجلترا): 13 ركلة
رونالدينيو (البرازيل): 13 ركلة
فرانك لامبارد (إنجلترا): 13 ركلة
سيرجيو أغويرو (الأرجنتين): 12 ركلة
(المصدر: الجزيرة الرياضية)
لذلك، إذا أردنا الحديث عن أسباب عدم تأهل منتخبنا الوطني السعودي إلى كأس العالم 2026، علينا أن نبحث عن جوهر المشكلة، لا أن نبحث عن “شماعة” نعلّق عليها الإخفاق. لا يصح أن نحمّل سالم الدوسري وحده مسؤولية الخروج، ونجعله كبش الفداء للنقاد والرياضيين والجماهير على حد سواء.
ختامًا، نحن على أمل أن يكون الملحق هو بوابة عبور منتخبنا السعودي إلى كأس العالم. لدينا الثقة في أن اللاعبين قادرون على تجاوز العقبات والتأهل إلى مونديال 2026، الذي سيُقام في كندا، المكسيك، والولايات المتحدة بمشاركة 45 منتخبًا.