غرم الله الزهراني يتحدث عن: تراجع الأهلي.. دراما مؤلمة وعودة رائعة
في كل مرة يُذكر فيها حادثة تهبيط الأهلي نجد بعض الأصوات النشاز تتعامل مع الحدث وكأنه نتيجة خطأ قانوني ارتكبه النادي أو تلاعب بالنتائج، رغم أن الجميع يعرف أن ما حدث كان أشبه “بمسرحية” رياضية مكتملة الأركان، بدأت فصولها منذ انطلاق الموسم الذي هُبط فيه “نادي الملايين” بطريقة تثير أكثر من علامة استفهام.
الأهلي، بتاريخٍ حافل وبطولاتٍ راسخة كان الضحية الواضحة في موسم مظلم عصف بالأهلي، لم يُمنح فيه حتى الحد الأدنى من الإنصاف. ورغم مناشدات جماهيره المستمرة واستغاثاتهم، قوبلت تلك الأصوات بصمت مريب من صناع القرار الرياضي، وكأن سقوط الأهلي كان قراراً حتمياً لا يُراد له أن يتغير .
لم يكن الأهلاويون يطالبون بالمحاباة، بل بالمساواة فقط. فقد سبق أن واجه الاتحاد شبح الهبوط في موسم مشابه، وبقي في الدوري حتى الجولة الأخيرة، وسط دعم واضح وصريح، حتى خرجت تصريحات تؤكد أن الاتحاد “لن يهبط”. فهل كانت الأصوات التي أنقذت الاتحاد، غائبة حين احتاجها الأهلي؟
لكن ما يُحسب لهذا النادي الكبير، أنه لم يرضَ بأن يكون السقوط نهاية، بل جعله بداية لعودة عظيمة. عاد الأهلي من الباب الواسع، وحقق بطولة النخبة، أكبر بطولات قارة آسيا، ليُثبت أن تاريخه ليس مجرد صفحات من الماضي، بل حاضر مستمر، ومستقبل لا يقل إشراقاً .
وبينما تملك بعض الأندية ميزانيات ضخمة وصفقات مدوية، لم تحقق إلا الهدر المالي والتخبط الفني، ظل الأهلي نموذجاً في التوازن، والقدرة على البناء بأقل التكاليف وتحقيق النتائج بأعلى قيمة.
اليوم، بعد أن عاد الأهلي لمكانه الطبيعي
لا بد أن تكون هناك مراجعة حقيقية للعدالة في التعامل مع الأندية. فالمساواة في الفرص والقرارات جزء لا يتجزأ من نجاح المشروع الرياضي الوطني نجاحاً باهر كان عنوان نجاحه الاهلي .
وإن كان البعض يرى أن الحفاظ على الكبار أمر غير مهم، فإن الواقع يقول إن الأهلي أحد أعمدة هذا المشروع، وصموده هو صمود للرياضة السعودية نفسها.
فالتاريخ لا يُمحى، والكيانات الكبيرة لا تُكسر، بل تُغيّر الواقع بصبرها، وتُصنع المجد من رماد التجاهل.