عجائب كانبينغ وورلد: قائد العرب يهزم بطل العالم في مباراة كروية تاريخية

الكأس- مصطفى هلش
في ليلة كروية من ليالي الخيال، كتب الفريق الأول لكرة القدم بنادي الهلال صفحة مجد جديدة في تاريخ الكرة العربية والآسيوية، بعدما حقق فوزًا إعجازيًا على مانشستر سيتي الإنجليزي بنتيجة (4-3) في ثمن نهائي بطولة كأس العالم للأندية 2025، في مباراة تُصنّف بين أروع ما عرفته ملاعب المونديال الأمريكي.
بدأ اللقاء بسيطرة متوقعة من السيتي، الذي افتتح التسجيل مبكرًا عن طريق برناردو سيلفا في الدقيقة (9)، بعد هفوة دفاعية استغلها بذكاء.
لكن الهدف حمل جدلًا واسعًا بعد لمسة يد واضحة من الجزائري ريان آيت نوري أثناء بناء الهجمة، في لقطة أثارت علامات استفهام كبيرة، خاصة بعد تجاهل الحكم الفنزويلي العودة لتقنية الـVAR، رغم وضوح اللقطة وتوقف اللعب للحظات.
وكاد الفريق الإنجليزي أن يوسع الفارق، لولا تألق الأسطورة المغربي ياسين بونو، الذي تصدى لانفرادات متتالية من سافينيو وجوندوجان وهالاند، ليُبقي على الهلال داخل الأجواء.انتهى الشوط الأول بتقدم السيتي (1-0)، وسط تفوق ميداني واضح، لكن دون ترجمة تهديفية إضافية.
مع بداية الشوط الثاني، نزل الهلال بثوب جديد، وسرعان ما عادل النتيجة عبر البرازيلي المتوهج ماركوس ليوناردو برأسية في الدقيقة (46)، قبل أن يضيف مالكوم هدفًا ثانيًا بمهارة عالية بعد انفراد صريح بالحارس إديرسون (52).
ورغم تعادل السيتي سريعًا بهدّافه النرويجي هالاند (55)، حافظ الهلال على رباطة جأشه، واستمر في الصمود أمام ضغط كاسح بقيادة فودين ودوكو.
احتكم الفريقان إلى الأشواط الإضافية بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل (2-2). وفي الدقيقة (94)، ارتقى السنغالي كوليبالي فوق الجميع ليهز الشباك برأسية مذهلة بعد عرضية متقنة من روبن نيفيز.
ولم يستسلم السيتي، فاستغل فودين غفلة دفاعية ليعادل من جديد (104). لكن الكلمة الأخيرة كانت للهلال، حين تابع ليوناردو كرة مرتدة من إديرسون وأسكنها الشباك في الدقيقة (112)، مُسجلًا الهدف الرابع الذي أشعل جنبات ملعب “كانبينج ورلد” وهز وجدان القارة كلها.
أثبت الإيطالي سيميوني إنزاغي أنه مدرب من طراز خاص، بعدما قاد الهلال لهذا الإنجاز الخارق في ظل غيابات مؤثرة للغاية أبرزها الأسطورة سالم الدوسري والهداف الصربي ألكسندر ميتروفيتش، ومع ذلك قدّم فريقًا متماسكًا، منظمًا، يجيد ضرب المساحات ويعرف متى يُهاجم ومتى يصمد.
إدارة فنية نموذجية من إنزاغي، الذي تفوق على بيب جوارديولا تكتيكيًا، وأثبت أن الهلال لا يقف على نجم، بل هو كيان كامل يلعب من أجل المجد.
بهذا الفوز التاريخي، يواصل الهلال رحلته المونديالية ليواجه فلومينينسي البرازيلي في ربع النهائي مساء الجمعة القادم، بينما يُودّع مانشستر سيتي البطولة في صدمة كروية مدوّية لعشاقه.