جدل حول موقف مصر من قوافل الدعم لـ”غزة”: هل كان صائبا أم خاطئا؟ ما هي مبررات كلا الجانبين وأي منهما كان أكثر إقناعاً؟

جدل حول موقف مصر من قوافل الدعم لـ”غزة”: هل كان صائبا أم خاطئا؟ ما هي مبررات كلا الجانبين وأي منهما كان أكثر إقناعاً؟

القاهرة – “رأي اليوم”:
لا صوت يعلو فوق صوت قوافل التضامن مع غزة التي جاءت إلى مصر من مشارق الأرض ومغاربها لفك الحصار الظالم ووقف الإبادة الإجرامية غير المسبوقة.
الجديد اليوم كان في مطار القاهرة ووسط حضور أمني مكثف، حيث رحلت سلطات مطار القاهرة عددا من النشطاء لمنعهم من الانضمام لقافلة الصمود.
الجدل حول تعامل مصر مع القوافل لم ينته حتى كتابة هذه السطور.

برأي أحمد موسى الإعلامي المصري المقرب من النظام فإن‏ مصر حددت موقفها من القافلة التى تحمل عنوان الصمود والتى تريد الوصول الى معبر رفح المصرى ودخول غزة في التأكيد على ضرورة الحصول على موافقات مسبقة لإتمام تلك الزيارات، ولتباع نفس الآليات المتبعة لزيارة الوفود الأجنبية منذ بدء الحرب على غزة ومنها التقدم بطلب رسمى للسفارات المصرية فى الخارج أو من السفارات الأجنبية بالقاهرة أو ممثلى المنظمات الى وزارة الخارجية، وأهمية الالتزام بتلك الضوابط التنظيمية لضمان أمن الوفود الزائرة نتيجة لدقة الأوضاع فى المنطقة الحدودية.

ويضيف أن الخلاصة من بيان الخارجية القوى والمهم أن مصر صاحبة قرارها ولا أحد يمكنه الضغط عليها، ولا ترضخ للحنجوريين وأصحاب الأجندات والطابور الخامس ومعهم تنظيم الإخوان الذى يشارك بالدور الرئيسى فى هذه القافلة التى تستهدف مصر ولا تهدف لدعم غزة.
وبحسب موسى فإن مصر تحمى حدودها ولا تسمح بالعبث بأمنها القومى ولا تسمح بالدخول اليها تحت مزاعم واهية وبدون تأشيرات، مصر دولة كبيرة، مشيرا إلى أن المطلوب من هذه القافلة أن تلف وترجع من حيث جاءوا وليذهبوا عن طريق البحر ، البحر ثم البحر “واللى مش عاجبه يشرب من البحر”.
ويختتم مؤكدا أن مصر وشعبها رافض تماما لهذه القافلة المفخخة وشعب مصر كله مع الدولة فى كل قراراتها لمواجهة هذا المخطط الشرير.

في ذات السياق يرى الكاتب أنور الهواري أنه لا يوجد بلد ذو سيادة، يطمئن إلى مظاهرات بهذه الضخامة، تتوجه إلى حدود بهذا الاشتعال، في توقيت بهذه الخطورة، باحتمالات مفتوحة على المجهول، مع تقديره لنُبل المقصد وشرف الغاية.
على الجانب الآخر طالب مجدي أحمد حسين رئيس تحرير صحيفة الشعب بالتعامل بحكمة وروية مع قوافل التضامن، لافتا إلى أن الأوروبيين والغربيين القادمين مخلصون تماما لغزة ، ولا يضمرون أى عداء لمصر.
وبحسب حسين فإن هذا ينطبق على القافلة العربية، مشيرا إلى أنه يمكن للأمن أن يتحكم فى كل شىء: المسار والطريق وأماكن التوقف.

ويختتم مؤكدا أنه لا داعى للترويج الساذج عن مؤامرة على مصر، وعدم الخروج عن الموضوع ،وعن المشاهد التلفزيونية التى نشاهدها صباح مساء بدون توقف منذ عام ونصف العام.
وعن بيان الخارجية المصرية يرى الكاتب كارم يحيى أن أسوأ ما في بيان الخارجية المصرية ليس فقط مضمونه وطريقة صياغته التي تتجاهل ذكر “قافلة الصمود”، فضلا عن تأخر إصداره، وإنما الأسوأ أنه صدر بعد طلب علني، وليس فقط من تحت الطاولة، لوزير الحرب الإسرائيلي بمنع القافلة من الاقتراب من غزة.

من جهته يرى الكاتب هاني سليمان أنه يمكن بقليل من التخطيط والتنظيم والتواصل ضبط المسيرة، لو توجد إرادة فعلا لهذا.
“ماذا لو دخلوا مصر خاضعين لقوانينها في التأشيرة والحركة والالتزام بالقانون المصري؟” بهذا التساؤل ينتقد الأديب عباس منصور تعامل مصر مع قافلة الصمود، مذكّرا بأن هؤلاء نخبة ومعظمهم يحمل جنسيات أوروبية.
الشيء اللافت في المشهد العالمي من غزة كان في تزايد الغضب الشعبي على قادة الكيان الذين باتوا أقرب من أي وقت مضى إلى يد العدالة التي ستطالهم في يوم يرونه بعيدا، ويراه كل أحرار العالم قريبا.