يسين بوغازي: أهمية الثقافة لدى صناع السينما من منظور جودة الفيلم

يسين بوغازي: أهمية الثقافة لدى صناع السينما من منظور جودة الفيلم

 

 

يسين بوغازي

لا أدري لماذا لم تعد السينما قادرة ان تستشعرنا بثقافة و مسؤولية صناع الافلام؟

وهذه قضية تأصيلية ارتبطت بظهور الفنان صانع الفيلم نفسه وسيان مكانه فى تراتبية الانتاج او كاست الفيلم ، فعندما قررا الآخوين مولييرا إطلاق عنان أول صور مماثلة للحياة اطلقا الآن نفسه الثقافة والمسؤولية الثقافية والتاريخية والانسانية لكي يتحملها جميع الذين يشاركون في صناعة الصورة الفيلمية لسبب بسيط هي ان السينما هي تماثل الحياة فإن الفلسفات التي تتزاحم بها الحياة عن التضحية والوفاء وعن الاستغناء الصدق ومعادلة الظالمين والعنصريين هي نفسها ذات الصفات التى تتزاحم على شاشة السينما وعلى نيغاتيف الافلام القديمة و الحديثة لان الحياة ما تزال تحتفي بهذه المسؤوليات لذا لا يجوز لصناع السينما ان يتخلوا عنها وهي نفسها ثقافة الفيلم ورسالته

فقد تماثلت سينمائيا بروى ابداعي عن بعض حياة الناس وبعض نمادج الناس وبعض من سير الناس في البلديات كانت هذه المسؤولية ثقل كبير على اكتاف الفنانين سيما الممثلين الدين رويدا رويدا صاروا يتحملون اعباء الوعي والادرام للخوض فى قصص صغيرة لكنها عن كنه الحياة من اجل فقط قول الحكايات التى تتغتى بالفداء و المجد والتضحية ولو كلف ذلك افلاسهم لان الرسالة القيلمية كانت الاهم مما يجتى من السينما
وهذا جعل السينما مسؤولية حقيقة مع الممثلين الاولين مما كانوا يصرون على تجسيد ادوارا للبطولة هي نفسها التى يعيشونها فى الحياة بثقل و مسؤولية وطغيان التحدي ولعل مصطلح البطولة هو الدال على جوهر هذه المهمة الانسانية المتاحة بالسينما فهي راقية لذا فهي لا تسع الا الابطال

اذا فى العقود ازدهار السينما ثقافيا برز الفيلم كمرسخ لهذه الافكار فى تجسيد المسؤولية تجاه العدالة و الحقيقة والمصداقية ضد التشويه والكذب فكان من الصعب ان ينخرط الممثل فى تجسيد شخصية مزيفة الا لفضحها ولا يقبل ان يصير الفيلم ضد الحقائق التاريخية والانسانية و الثقافية وفى الاهم ان يغدو ضد الحقيقة او يتواطيء على اخفاءها ولو بدور صغير او بقصة صغيرة او خيال لان السينما بدات صارمة فى مصدقية القصة ومصدقية الشخصيات وعبر تاريخ طويل من السينما كانت الاساسيات هي هذه مند العشرينيات الى السبعينيات الى ما الا من عقود ظلت هذه هي صورة السينما فى وجدان محترفيه الى انخرط عليه ضعيفي الضمائر و الثقافة حتى غدت ازمنة كبيرة هي الممثل الذي لا يستشعر المسؤولية لأنه يعتقد أن السينما وظيفة وليست رسالة تمتلك من الفضائل فى إيصال صور الحقيقين ضد المزيفين وصور الصادقين ضد الكذابين وصور الابطال ضد الخونة وصور الانسان ضد الزمبي ورويدا اخذ التناول تكبر رفعته وضمور صورة السينما تتسع و تقتصر على مواقع واجور الى ان غدا آخر الاهتمامات هي المسؤولية وما يستشعره

المنتج والممثل والتقني

وربما يحضرني هنا نور الشريف المصري احد الدين استشعروا مسؤولية السينما عالميا استشعار وجودي لذا صار الاقرب الى الوجدان العربي بينما يترامي الكثير من الممثلين يمينا وشمالا على شاشات الافلام والسينما غير ابهين بمسؤولية الوقوف او أداء شخصيات رغم وضوحها الدعائي او التزيفي تعاكس الحقيقة وتبعد عنها بعد السماء على الارض.

سيناريست جزائري