بين الإشادة والشكوك: ما هو المستقبل الذي ينتظر قافلة الصمود في المغرب العربي؟ هل يخفف حفتر الضغوط عن السيسي؟ وما عواقب السماح أو المنع من قبل مصر؟

بين الإشادة والشكوك: ما هو المستقبل الذي ينتظر قافلة الصمود في المغرب العربي؟ هل يخفف حفتر الضغوط عن السيسي؟ وما عواقب السماح أو المنع من قبل مصر؟

 

 

القاهرة – “رأي اليوم”:
بانطلاق قافلة الصمود المغاربية إلى الشرق الليبي، تطوى صفحة، وتبدأ صفحة أخرى.
فكيف سيكون الطريق من مصراتة الى معبر السلوم؟
هل يكون ممهدا أم وعرا؟
وكيف سيتصرف حفتر؟ هل يأذن لها بالخروج إلى مصر؟ أم يرفع الحرج عن صديقه السيسي ويمنع مرور القافلة؟
مصير القافلة فتح باب الأسئلة على مصراعيها، فما رأي الخبراء؟
السفير فوزي العشماوي مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق يقول إن قافلة الصمود المغاربية من أجل فك الحصار عن غزة التي تضم حوالي 1700 ناشطا، والتي انطلقت من تونس، وتنظمها تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين، تخترق الآن الأراضي الليبية في طريقها لمصر، حيث تعتزم التوجه لمعبر رفح ومحاولة دخول القطاع وكسر الحصار الإسرائيلي المفروض عليه.
ويضيف أن القافلة ستشكل موقفا صعبا بالنسبة للدولة المصرية، فهي من جهة لو منعتها ستضع نفسها في موقف حرج أمام العالم كله خاصة أمام الرأي العام المتحفز وكذا الفلسطينيين والعرب، وستؤكد الادعاءات الاسرائيلية السابقة أن مصر هي من يمنع وصول المساعدات، ولو سمحت بها ستشكل سابقة يليها قوافل أكبر وأكثر يصعب السيطرة عليها ويمكن أن تمثل تهديدا للأمن، كما أنها تمنح إسرائيل فرصة لفرض نزوح مضاد تتمناه وتسعي إليه من داخل غزة في اتجاه الأراضي المصرية، فضلا عن أنها تعرض العلاقات المصرية – الإسرائيلية الهشة والتي تقف علي المحك لمخاطر جسيمة في وقت يعاني الاقتصاد المصري من أزمة خانقة وتحاول الدولة المصرية تجنب أي مفاجآت أو تحديات أو معارك خاصة من جهة الشمال الشرقي.
ويرى “العشماوي” أن التعامل مع القافلة يجب أن يتسم بالحكمة والهدوء، مشيرا إلى أنه شخصيا يرجو أن يتم السماح بمرورها علي أن يكون علي رأسها سفراء الدول المغاربية المعتمدون بالقاهرة ومندوب عن الخارجية المصرية والأمم المتحدة والجامعة العربية مع وسائل الاعلام الدولية، وأن يوضع الكيان تحت الضغط السلمي والإنساني المتزايد، خاصة بعد انقضاضه علي السفينة مادلين واحتجاز افرادها تمهيدا لترحليهم لدولهم، لافتا إلى أنه لا
مناص عن هذا الضغط السلمي حاليا في ضوء فجوره وإجرائمه وإقدامه علي أبشع الجرائم بدم بارد، وفي ضوء مخاطر التصعيد الذي يعتزمه الكيان من خلال عملية عربات جدعون التي تهدف لدفع سكان القطاع في اتجاه الحدود المصرية تنفيذا لمخطط التهجير الذي يتوافق عليه ترمب ونيتياهو حتي وإن اختلفا في التفاصيل.
من جهته يرى مجدي أحمد حسين رئيس تحرير صحيفة الشعب أن هذه فرصة لليقظة المصرية ، وإذا لم نشارك مع القافلتين ستكون فضيحة تاريخية.
ويضيف أن المهم أن تكون مشاركة منضبطة وملتزمة بسقوف المبادرين لهذا العمل من العرب والأجانب، داعيا السلطات المصرية للتعاون مع كل هذه الأطراف.
في ذات السياق يتوقع الأديب عباس منصور ألا تعترض مصر قوافل الإغاثة الشعبية القادمة عبر السلوم أو عبر موانئ البحر الأحمر، مرجحا أن يشارك المصريون فيها.
على الجانب الآخر صب الكاتب الصحفي محمد الجندي جام غضبه على القافلة، مشيرا إلى أنه من تونس انطلقت مؤامرة الربيع العربي التي دمرت الدول العربية، ومنها انطلقت مؤامرة القافلة لفتح المعبر من أجل تهجير أهل غزة لسيناء.
في سياق الجدل المحتدم حول القافلة، ذهب البعض إلى أن الدول التي ينتمي إليها أعضاء القافلة لم يقدموا سوى الكلام لغزة و القضية الفلسطينية.
ممدوح حمزة يقترح أن تعد مصر كردونا أمنيا حول القافلة طوال فترة وجودها علي أرض مصر إلا أن تنتهي المهمة.
ويضيف أن ذلك سيكون حراسة وتأمينا  لنا ولهم.